من تاريخ الجوق الموسيقي العسكري ببغداد – طارق حرب
في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا محاضرة عن الجوق الموسيقي العسكري ببغداد الذي تم تشكيله سنة 1923 في منطقة العلويه ببغداد والجوق الموسيقي الاهلي الاول الذي شكله الموسيقي المشهور اليهودي صالح الكويتي بعد افتتاح اذاعة بغداد سنة 1936 باسم جوق الموسيقى الشرقيه وبعدها اسم جوق الموسيقى الخاص بأذاعة بغداد والذي تشكل بأمر من وزير المعارف ( التربيه) آنذاك السيد محمد رضا الشبيبي وتألف هذا الجوق من صالح الكويتي عازفاً للكمان وقائداً للجوق وأخوه داود الكويتي لآلة العود ويوسف زعرور لآلة القانون وابراهيم طفو لآلة الچلو ويعقوب العماري لآلة الناي وحسين عبد الله لالة الأيقاع. والذي ابتدأ بشكل بسيط عند افتتاح الاذاعه حيث قدم الجوق أول افتتاحيه موسيقيه من ألحان صالح الكويتي كانت بمثابة تحيه للملك غازي. أما الجوق الموسيقي العسكري فلقد أختارت الجهات العسكريه نائب ضابط موسيقي بالجيش اسمه( س.أ. كولفيلد) وهو بريطاني منح رتبة رائد لتأسيس صنف الموسيقى العسكريه والعجيب انه تعرض سنة 1938 لحادث انقلاب السياره التي تحمل الجوق قرب نادي العلويه وأصيب بنوبات شبه جنونيه واعيد لأنگلترا. وقد ذهب كولدفيلد الى الموصل لعلمه بأن الموسيقيين الذين كانوا بالجيش العثماني هنالك فأتصل بهم وأقام حفله في مقهى البلديه حيث جمعت تبرعات لشراء الآلات الموسيقيه واهدائها للجيش وتطوع سبعة عشر فأصبح هؤلاء النواة الاولى التي تشكل منها الجوق الموسيقي العسكري وانضم لهم بعض المتقاعدين من الجيش العثماني وقام بتعليمهم النوطه الحديثه واستعان بعريف في الجيش البريطاني وآلاتهم الموسيقيه كانت الطبول والأبواق وعصا الصولجان التي يحركها القدوه أمام الجوق وتعزف بالالات الهوائيه النحاسيه وبعد أشهر صدر أمر بنقل نواة الجوق الموسيقي الى بغداد. وكان أول نشاط للجوق الموسيقي العسكري في مقر وزارة الدفاع في باب المعظم حيث عزف سلام الامراء والسلام الملكي ومقطوعات خفيفه وحضر وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش وقادة الجيش هذه الفعاليه وكانت الفعاليه الثانيه عندما حضر الجوق الى البلاط الملكي وبعد حضور الملك فيصل الاول عزف الجوق السلام الملكي وسلام الامراء وعندها قال الملك ان سلام الامراء جيد وقصير أما السلام الملكي فطويل وعزفت بعض المقطوعات الخفيفه التي نالت استحسان الملك وفي سنة 1927 انتقل الجوق الموسيقي الى الكراده حيث كانت هنالك ثكنه عسكريه للكليه العسكريه والمستشفى العسكري وهنالك تم تسمية الجوق باسم جوق الحرس الملكي. وبعد تأسيس مديرية الموسيقى العسكريه سنة 1925 وعهد الى كولدفيلد ادارتها حيث تم تشكيل جوق موسيقي جديد باسم الجوق الموسيقي الثاني الذي تم نقله من بغداد الى الموصل. وكان عدد منتسبي مديرية الموسيقى هذه بحدود خمسين عازفا وكان الجوق الملكي يعزف اسبوعياً في النادي العسكري مقابل مبلغ زهيد أو بدون مبلغ وكان يعزف في حفلات الجيش وفي المناسبات مقابل ثمن لا يزيد على دينارين وربع بما لا يزيد على ثلاثين روبيه.