من أمراضنا الإجتماعية

طالـــب مــــرزة الخزاعي

(أمراضنا الاجتماعية) موضوع له أهمية في حياة المجتمعات التي سادها من بلبلة الأفكار وتصادم العقائد وتنازع المذاهب الاجتماعية الشيء الكثير . مما لبدت فضاء المجتمعات بسحب الغيم الكثيفة ! وأردته بالشقاء المرير والأوجاع المملة والآلآم المهلكة . شباب غارق ظل الطريق في هذه الحياة وأضاع السبيل بهذه المنازعات المذهبية والعقائد الاجتماعية فأضطرب حبل المجتمعات بهذه المهارات وأختل نظام الحياة بتلك الخصومات . هذا وقد ظن الشيوخ والمصلحون بنصائحهم وبخلوا بتجاربهم وعلمهم عن هذا المجتمع الهائج المشرد الأفكار والمضطرب العقائد الذي يشكو التصدع والأنحلال أذا لم تتداركه أيدي المصلحين بالعلاج ورعاية المسؤولين بالشفاء وتتعاون الأكف على أنتشال هذه المجتمعات من براثن الانفساخ وأنياب الأنحلال . هذا أذا عينا الداء وعرفنا السقام والعلة التي يقاسي منها الآلآم علنا نصف له الدواء الناجع , والبلسم الشافي لهذه الأمراض الاجتماعية الخطرة .

وأن الخوف في مثل هذه المواضيع الحساسة العويصة المسلك وصعبة المرتقى قد لايستطيع الباحث الإحاطة بالموضوع من كل نواحيه متشعبة وطرقه متفرقة وروافد من أمراض متجمعة لتصب في بحر المجتمعات المضطربة الأمواج والزاخرة بالأسقام .

ثم هو لا يدري أي علة من هذه العلل يشقى لظهورها بشكل واحد متجمع الأوصاب ينبعث عن استياء عام وألم شامل حتى أذا ما قسم الباحث أبناء المجتمع المريض وشرحه على طاولته الى أقسامه الطبيعية الثلاثة :-

1.         الرجال .

2.         النساء .

3.         الأطفال .

تمهيداً لبحثه لوجد عندها أن سبر غور أي قسم منها والبحث فيه مما يوصله للداء الدفين والمرض الفتاك وبذلك يسهل عليه أن يصف له الدواء المفيد .

ثم وجه وجوهنا شطر القسم الأول من ابناء هذا المجتمع ونسأل أنفسنا عما أصاب هذا الشباب الذي هو العرق النابض في حياة المجتمعات والعضو المهم في بناء ملكها وأشادة سلطان الأمم حتى أذا ما عرفنا علله أمكننا أن نصف له العلاج الشافي من الأسقام .

ثم نتساءل مرة ثانية عن علل شاباتنا وفتياتنا هذا العضو الذي له مكانته السامية في حياتنا الاجتماعية التي على سواعدهن نربي جيلنا المنتظر وبحليبهن نغذي أطفالنا وشبان المستقبل القريب .

حتى أذا ما أنتهينا من بحث هذه الأركان الثلاث المهمة نكون قد وفقنا ولو ببعض التوفيق الى الوصول لغرضنا الذي نصبو اليه من الاشارة الى علل هذا المجتمع وما يقاسيه من ويلات علنا نهتدي الى الدواء الناجع لتلك العلل والأمراض بالتعاون مع المسؤولين ، بذلك نكون قد بلغنا الغاية وتوصلنا الى الاصلاح وسرنا في طريق المجد والسؤدد هذا والواجب يحتم علينا أن نسبر غور العلل التي طوحت بشبابنا حتى حرفته عن جادة الصواب وقادته الى مهاوي الغي وبؤر الفساد .

فأول أمراضنا التي يجب معالجتها هو ذاك الوباء الدخيل علينا من بلاد الغرب الذي فتك بجسم هذا المجتمع ردحاً من الزمن . هذا الشباب المستهتر بالفضائل والمتوغل في الرذائل . شباب سحرت بعضه المدنية الغربية ومظاهرها المزيفة وزخارفها البراقة وألوانها الكذابة فشجعته على الأيغال في المواخير وأرتشاف الكأس ولعب الميسر ثم طلبوا من هذه المدنية المزيد فوجدوا ضالتهم في صالات الرقص وفي ساحات الدنص ومن بين دقات الأرجل ونبرات الكلاسك.

ثم تراهم يتشبهون بالغيد الحسان ويتزينوا بأفخر الملابس الجذابة والعطور والأدهان بحيث لا تلمس للرجولة أي أثر فيه لا تردعه عن شططه فضائل العادات بل أذراها ذر الهشيم في الرياح وأستسلم لغواية تبعث في النفوس الخور وتورث لهم الكسل وتؤدي بصاحبها الى البطالة في العمل .

ثم تعالوا معي نتجول في الشوارع والمنعطفات لنرى السموم والآفات من حانات منتشرة زاخرة بالشباب الى ميسر جعلت البيوت تفتك بأخلاق ناشئتنا الحية فتركها خاوية الوفاض فما هو السر في هذا الأقبال المتزايد لغثيان البيوت الموبوءة بالأمراض الزاخرة بالآفات والأسقام . لابد أن يكون هناك الوباء الفتاك علينا واجب تشخيصه وتخليص أبناء المجتمع من أمراضه الاجتماعية الخطيرة . مرض أستنزاف قوانا وهد من أعصابنا زمناً طويلاً وهو لايزال بين ظهرانينا يترعرع وينمو وينتشر الآ وهو (عزوف شبابنا عن الزواج) علينا أن نتدارك هذا المرض بالعلاج وعلاجه ليس بالأمر المستحيل فهو بين ظهرانينا يستمد شقاؤه من تعاليم ديننا الأسلامي وشريعة رسول الله محمد (ص) جاء الأسلام وأعلن مبدأه عالياً بين الأنام مخاطباً لأولئك الأشخاص من العباد وعبيد حطام الدنيا (التمسوا ولو بخاتم من حديد) ليضرب للبشر ناموساً يقتدون به وقانوناً يلتجئون اليه وليقول لهم زوجوا بناتكم لهذا الشباب التائه في غمار هذه الحياة بكل ما يباع ويشرى وله ثمن ولو كان خاتم من حديد هذا ما يجري في بلاد اسلامية عرف دينها هذا المكروب الفتاك فأراده قتيلاً قبل مئات السنين فما بالنا نحن اليوم لا نسير على شرائع ديننا وسنة نبينا وسيرة أبائنا الأولين ولنضرب على يد أولئك الأفراد المنهزمين الذين تلاعبوا بالمهر ليصلوا لغرضهم الدنيء .

ومن علل شبابنا الأخرى علة يجب علينا معالجتها والسعي لأصلاحها بالتعاون مع حكومتنا . والتي تكاد أن تطوح بشبابنا المتجول في الطرقات وفي الشوارع والأزقة يحمل بيده اليمنى بالشهادة التي تخوله دخول معترك الحياة ويدق بيده الأخرى أبواب الوظائف عله يجد رزقاً لعائلته يدر عليه الخير وينعم بالرفاهية.

علينا أذن أن نصلح علة هذا الشباب الموصدة أمامه الأبواب وأن نوجهه وجهة الرزق الحلال والمهن الحرة .

  { مدير أدارة رئاسة محكمة أستئناف النجف الأتحادية

مشاركة