من أسئلة الزيارة

د. فاتح عبدالسلام

رب قائل يقول انه ما الجديد الذي لا يستطيع رئيس الحكومة العراقية بحثه مع الامريكان لصالح العراق إلا عبر زيارة يدخل فيها الى المكتب البيضاوي. ذلك انَّ جميع الملفات مفتوحة ومعروفة ولا ينقصها سوى العمل والتنفيذ. برغم ذلك تكتسب هذا الزيارة أهمية، لكنّها من الصعب جداً أن تحقق أهدافاً أكبر من المرئي والمتعارف عليه في اطار العلاقات العراقية الامريكية التي لا تزال تراوح مكانها منذ أن كان لواشنطن حاكم مدني في العراق مطلق الصلاحيات.

نحن قريبون من عتبة الانتخابات الامريكية، وهذه عقبة في فتح افاق كبيرة، لكن في الحقيقة نحتاج الى اجابات عاجلة من البيت الابيض على اسئلة تمس مستقل العراق منها، ماهي احتمالات ان يكون العراق طرفاً في حرب مستقبلية في المنطقة ؟ وما هي افاق الدعم الاقتصادي والاستثماري والصناعي الامريكي للعراق من اجل قيام صناعات تمضي قدما بعجلة الاقتصاد والحياة في البلد المتعب ؟ وهل هناك مراهنات على مستقبل وحدة العراق وعدم تفككه بالقوة او بالتراضي والمنافع  في ظل تطورات في سوريا ايضاً ؟ والى متى تبقى الوصاية المالية لواشنطن على الاموال النفطية للعراق ، وهنا السؤال هل سيكون هناك وصايات اخرى ، قد تنفع اقتصاد العراق وتطور خدماته ؟ فضلاً عن اسئلة تخص المسموح والممنوع في بلد مكبل بقيود كثيرة، ويعيش اوهام السيادة من دون توافر عوامل اولية تضمن السيادة وتديمها.

الحوار الامريكي العراقي الذي ينطلق في جولة ثانية مع هذه الزيارة بحاجة الى اشراك نخب من خارج الجوقة السياسية المهترئة في البلد لكي يعرف الامريكان انّ من خطاياهم الكبرى انهم اختصروا هذا العراق العظيم بمجموعات سياسية مغذاة من دول ومصممة بتأثيرات خارجية ، وقرروا التعامل معها بوصفها الواجهات المناسبة لتمثيل البلد.

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com

مشاركة