مكان ملطّخ بدماء الشهداء

مكان ملطّخ بدماء الشهداء

 أبي أخي لا يتقبلون فكرة خروجي للعزاء

أذهب لذاك المكان الملطخ بأشرف الدماء

أغمضت عيناي ثواني نحو السماء

أخذت أنفاس وكأني أشم رائحة الشهداء

تناولت قدماي سلالم الموت

وكأني أسير على الماء

سمعت أصوات تصرخ من شدة العناء

أقتربت أكثر واكثر وأذا بأمرأه بلا رداء

وكأنها تقول أستريني من هذا العراء

قلت لها كيف وانا لا أملك غطاء

قالت لست هذا مااقصد فروحي في العراء

وفهمت ما تعني كانت تقول انتفضوا ودعوا العزاء

وتقدمت أكثر وأكثر وإذا بطفل كله براء

أخذته بإحضاني وللحنان أخذت أسقيه عطاء

فقال لي أأطلب منك وارجوا أن تلبي النداء

فقلت قل وسأكون على عهدك بكل وفاء

فأجاب كوني لابنك أم صالحه تعطيه الدواء

فتبسمت وقلت !!

أن مرض ولدي من جسده ساسحب الداء

فقال لا لم اقصد هذا أرسمي لمستقبله هناء

لا تدفنيه كأمي وأعملي له طريقا من الاداء

فهمت ما يقصد لا تكوني أم تنجب فقط

كوني أم تحمي الوطن بحق أمومة الأبناء

تقدمت اكثر وأذا بشاب كالوردة الحمراء

قبلت يديه وجبينه

طردت الحطام من على صدره

قال لي عندك رجاء

فقلت وأنا على ماتريد لك مني الولاء

سألني هل أنتي فتاة عزباء ؟!

قلت نعم

فقال لا ترتبطي بشاب حتى ينتهي هذا الوباء

فعيناا خطيبتي ابيضت من البكاء

لا تقعي بهذا الالم أنه منك أكبر غباء

أخرجي وأصلحي وطنك الممزق اشلاء أشلاء

ولكلمة الحق التي رفعتها جدديها أعلاء

تخلصوا من النواب ومن جميع الأعضاء

وفي طريقك ستجدين من يستحقك من الشرفاء

وعرسك سيكون بساحة التحرير وهتافاتكم أجمل غناء

سيعلى شأن وطنك ودمائنا لن تهدر فناء

بل للوطن ستكون أجمل فداء

نراقبكم نحن من اعالي السماء

قريبون من الرب ونرفع أصواتنا لكم بالدعاء

أرجوك أخرجي من هنا فنحن لانريد العويل والبكاء

نريد أكمال ما بدئنا وتتقدموا بالوطن بناء

أزرعوا كل شجرة معا يد بيد نحوا الصفاء

حينها فقط بأرواحنا تأخذون العزاء

أخرجي قبل أن تخنقكي عبرات الأبرياء

أخرجي وأجمعي أبناء شعبك الفقراء والاغنياء

وأسردي قصصنا لعل تهزهم صرخاتنا في الخفاء

اخرجي أرجوك قبل أن تلحقونا في هذا المساء

هدى هادي – بغداد

مشاركة