مكاتيب عراقية من صنع النعال أبو الإصبع؟

مكاتيب عراقية من صنع النعال أبو الإصبع؟
علي السوداني
أكاد أجزم جزماً، وأعتقد معتقداً، بأنّ القمصان التي نرتدي، لم تنولد على صورتها القائمة الآن. ربما كان واحدها، مثل كيس قماش، بيدين من دون أكمام. لا أزرار ولا ياقة ولا حتى جيب. بالتراكم، سيكون العقل البشري، قد أنتج ياخة القميص والزر وبيت الزر، ومسطرة الظهر. مرة بياقة صغيرة مثل اذن أرنب هندي، ومرة بياخة طويلة على الموديل، بطول اذن فيل. بجيب أو بجيبين فوق الصدر. جيوب مزررة ومقبقة لعرقلة سوء نية الحرامية، حتى استقر شكل قميص الستر والكشخة، على ما هو عليه اليوم. من اخترع كل هذه الإضافات، لا أحد يدري. من هو أول من وضع منديلاً، يسوّر ياقة القميص، ويفصلها عن لحم الرقبة، لا أحد يعلم. في هذا الباب المبروك، باب ضياع الملكية العقلية للمخترعين والمكتشفين، أصحاب الحظوظ السيئة، سنسأل عن اسم مخترع كعب الحذاء العالي، للنسوان وللرجال، من أمر باستبدال ربّاط وقيطان القندرة، وجعل القنادر قبقْلي بلا قيطان، من هو العبقري الذي صنع أول نعال أبو اصبع، من هو الكائن الطيب الرحيم الذي غيّر بدن النعال، من مادة النايلون القوي الثقيل، الى مادة الإسفنج الطريّ الرحيم، من هو الفذّ ابن الفذة، الذي خلق بلَماً قارباً من ورق، يجري بطشت الغسيل، وجعله وقفاً على ولد الفقراء الذين لا تنزرع بيوتهم على حواف الشط، من هو مخترع الطائرة الورقية، من علّمنا على نبش الأسنان، وتنظيفها من مدحوسات الأكل، باستعمال عيدان الشخاط، من هدانا الى شفط دخان الأرجيلة، من دون شفط مائها، بل من هو صانع الأرجيلة أصلاً، من أول أو عاشر من شخبط فوق عقد، وسمّاه توقيعاً، من جعل الباب ينغلق بضلفتين، من عمل الشبابيك على عشرة أصناف، من شوى أول سمكة على رائحة النيران، فشاعت وراجت وسميت سمكة مسكوفة، أكلُها يطيّر العقل، ويقوّي الشخصية، من دلّ الناس على أكل أمخاخ الدواب الحلال، والألسنة والقوادم والكراعين والكرشات والطحال، من صنع أول ماعون، تتدلّع ببطنه، خلطة من خيار مبروش ولبن رائب وحبة ثوم، واطلق عليه مسمى الجاجيك، وجعله لذة وعافية للآكلين الشاربين، هل هو أبو مايكل، أم أبو جورج، أم سيد عباس، من هو الذي خمّر الشلغم بالخلّ، وصيّره طرشيّاً طيباً، من أضاف الألوان الى بستوكة الطرشي، من ابتكر حزام البنطرون، والشيّالات والزنجيل والكفّة، من صنع المسمار، من صنع قارظة الأظافر، من حوّل الطماطة الى معجون، من اكتشف مربّى الرقّي، لا تقولوا إن الأمر قد تمّ بليل، في معمل تعليب كربلاء. من نغّل الليمون بالبرتقال، فأنتج النومي حلو، من عرف أن البيضة تُقلّى وتُسلق وتُشوى، من هي المبروكة التي صنعت أول تنور طين، من اخترع تنّور الحديد، من صنع راس قنينة الغاز، من صنع أول قالب طباشير، من صنع الطبشور الملون، من صنع قالب الثلج، من عمل شربت رمان، من حَب رمان يابس حائل، من صنع استكان الشاي، مِن تحت أية قطرات عرق، خرجت أول ربطة عنق، مِن أي عقل مشعّ، بزغت فكرة المرحاض الفوّار، من هو مبتكر الدوش والليفة، ولاستيكة الحنفية، والصخرة السوداء التي تحكّ كعوب أقدام النسوة، فتنعّمها وتطريها، فتقل الخسارات في مسألة الجواريب، ثم من اخترع الجواريب نفسها، من هي أول امرأة، حكّت ظهرها بوساطة عصا، رجاءً، من صنع حدوة الحصان، من صنع نعلجة ودبان القندرة، أجيبوني ان كنتم تقدرون، أنا غير مكترث بحكومة الشراكة ببغداد العباسية. البلاد تخرُّ من ذاكرتي. قلبي صخر جلمود. الأرض على ميعاد منظور، مع نطحة ثور مجنّح. ليس بيميني، ولا بعصايَ، ايقاف هذا. بالمناسبة، من هو الكائن العظيم الذي ورّطني بإنتاج هذا المكتوب هههههههههههههه. ها أنا أضحك بقوة الهاءات القوية، وأريد واحداً منكم، أو واحدة حبّابة منكنّ، تبكي نيابة عنّي.
/9/2012 Issue 4307 – Date 18 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4307 التاريخ 18»9»2012
AZP20
ALSO

مشاركة