مكاتيب عراقية ـ العراق …عبر البوابة المصرية ـ فيان فاروق

مكاتيب عراقية ـ العراق …عبر البوابة المصرية ـ فيان فاروق
تعصف في المشهد السياسي العراقي هذه الأيام رياح عاتية من الرؤى والأفكار والتدخلات الإقليمية والدولية، يقابلها داخلياً صراع عنيف بين الإرهاب والحكومة العراقية…وتتناهبها الأحزاب والتكتلات، والتنظيمات المسلحة، والميليشات والمافيات فضلاً عن رجال دين وشيوخ عشائر يتصارعون من أجل مصالحهم. إذاً في ظل هذا الوضع المعقد جداً، ثمة تشبث من قبل دولة القانون بالولاية الثالثة وفي المعسكر المعارض لهذه الولاية الذي يمثله الصدريون والمجلس الأعلى ومتحدون والوطنية وتنظيمات أخرى صغيرة
يتلقى المواطن العراقي والمراقب الإعلامي حزمة هائلة من البث الفضائي، وعلى مدار الساعة، عصف من وجهات النظر المختلفة، فالمعارضة الطائفية تنقل الحدث على وفق رؤاها وقناعاتها حتى لو اضطرت إلى التأويل المتعسف والمضاعف في أحسن الحالات ومن الطرفين. ينعكس في الإعلام العربي والدولي بذات الوتيرة والمهمة والمصلحة لهذه الدولة وتلك.
لا يوجد ثمة إعلام محايد ممكن الركون إليه، لذلك فأنت إزاء طيف كبير من الرؤى والاحتمالات والتحليلات اللامتناهية لتعدد الاطراف وتشابكها وتنوعها الذي ليس له من مثيل. فعلى سبيل المثال تقول الحكومة ان جرذان داعش احتلت المنطقة الفلانية وللأسباب التالية…، يرد الإعلام المضاد بزيف هذه الادعاءات، وإن لا وجود لداعش، ولكن الحقيقة الساطعة والفاضحة هو تشريد عشرات الألوف وقتل الآلاف من الناس وبشكل يومي…يقابلها سلسلة لا متناهية من القيء الإعلامي بوصفه تحليلاً سياسياً
بعد هذا الذي سقناه هناك حقيقة واحدة لا تقبل الجدل والسفسطة هي أن مصالح الدول الاقليمية والدولية تسببت بهذا الدمار والخراب وديمومته.
والأطراف السياسية اللاعبة المهمة في الشرق الأوسط كلاً منها يلقي بالتهمة على الطرف الآخر بأنه السبب في حالة الدمار والخراب الذي يمر به العراق، فبعض الدول العربية تلقي باللائمة على إيران بأنها من يتحكم بالشأن العراقي، وإيران بدورها تعلن العكس، وهناك سياسيون ومنهم الامير طلال بن عبدالعزيز آل سعودالمعروف بتصريحاته الصريحة وانتقاداته البناءة ونشاطاته في التنمية البشرية حيث يقول ان الدول السنية ولاسيما العربية منها قد تخلوا عن العراق منذ البداية فاستغلت ايران الفراغ واستطاعت ان تتسلل الى العمق العراقي وان تُشكلّه كما تريد وهنا يجب ان لا نلوم الا انفسنا فيما آلت اليه العراق … إن العرب هم مَنْ تخلوا عن العراق، ما دفعه قسراً للارتماء بأحضان إيران. وإن العراق حاول بعد التغيير في العام 2003 بالانفتاح على العرب، لكنهم تخلوا عنه، وحينها كانت سوريا وبشكل شبه علني تساعد التنظيمات الارهابية بالدخول إلى العراق، وإن نسبة 95 منها يأتي من سوريا حتى أراد السيد المالكي الشكوى في الأمم المتحدة على سوريا… ولم تسفر المحاولات الدبلوماسية لوزير الخارجية العراقي السيد هوشيار زيباري للانفتاح على الدول العربية عن شيء، ومُنيت جميع محاولاته بالفشل إلا مع الكويت التي ابتزت العراق وضيقت عليه الخناق بإطلالته البحرية، مقابل هذه العلاقة.
لكن تصريح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المدعوم من المملكة العربية السعودية برفضه تدخل الدول الأجنبية في الشأن العربي، وزيارة نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي إلى مصر للتهنئة بتنصيب السيسي، وزيارته أيضاً إلى الأزهر الشريف، وعقد الاتفاقيات الاقتصادية مع مصر، ومنحها الأولوية بالاستثمار في العراق. هل ستشكل انعطافة تاريخية في عودة العلاقة العربية مع العراق عبر البوابة المصرية ولاسيما مع المملكة العربية السعودية؟ حينها ستتاح الفرصة لدعم العراق في مواجهته الارهاب، سؤال تجيب عنه الأيام المقبلة.
AZP20