مكاتيب عراقية ثلاثية الأسبوع
علي السوداني
الأولى
إمعاناً في تنويع وتنبيع انهار دخل العائلة، وتخلّصاً من شر وسواس، اسئلة المستقبل الضخمة التي تتوالد بعد الخمسين، اتكلتُ على ربّي وعلمي وفهمي، وقررتُ الهجرة الى شغلة ماطرة مدرار، اسمها محلل سياسي سأذهب صبحية الغد، الى دكان الحلاق ابو محمد الكردي، لهندسة لحيتي وتشذيب كفشتي. ساشتري قاطاً ورباطاً واربعة قمصان. سأستل كرسياً راسخاً ببطن الدار، واقعد ركبة ونص لخمس تلفزيونات غنيّة. سافهم هواهم، فاميل معه، واُحلّل. سأطلب من نصف عشيرتي، ان تتصل بالتلفزيونات القوية وتخبرها، بان هذا الولد المتنبئ الرائي، ينام على علْمٍ غزير. سأُهاجم في واحدة من طلاتي، رجل دين مؤثر، فيهدر دمي، فاشيل الحلقة صوب مفوضية اللاجئين، بعبدون، واطلب اللجوء السياسي الى استراليا البعيدة، وهناك، سأرفس شغلة المحلل، واشتغل في صيد الكناغر، وقد احصل على عقد، من امانة بغداد العباسية، بتجهيز حديقة الزوراء بسبعين كنغر وكنغرة، لترطيب الاجواء، ونسيان مصيبة الكهرباء
الثانية
بعد شهور، أظنها بعديد اصابع كفّ ناقصة خنصر. تكحّلت عيون الرعية، وتشنّفت آذانهم، بمسمع نبا واقعة الصلح المنطور، بين رئيس الحكومة ونائبه. انا مرتاح وفرحان ومتونّس، واشعر بطمانينة وراحة غير مسبوقة، لايماني القوي، بان تلك الواقعة، انما تصبُّ صبّاً، في خانة الَّلحمة البلدية . في شهور القطيعة، استعمل النائب صالح المطلك، تقنية نوري زين بهاي، ومو زين بتلك اما الرئيس المالكي، فكانت تقنيته المضادة هي يا أخي، ميصير، واحد حاط رجل بالحكومة، ورجل مدري وين . شاردون شالعون من بغداد، وصلوا اول البارحة الى عمّان، زادوا بان ليلة الصلح، قد شهدت بثّاً قوياً ستيريويّاً، من مكبرات الصوت المزروعة بالمنطقة الخضراء وضواحيها، لاغنية سبعينية حلوة ودالّة على مدلولة، سائحة من حنجرة الدكتور فاضل عواد، مفتتحها يقول هلا بَكْ يلغالي هلا بكْ، مرحبا بين اهلك واحبابكْ اما باقي الغنوة، فتجدونها ملطوشة، على شاشة اليوتيوب، وفيها درسٌ بليغ، وعَبرة بليغة، وكوشر بوسات. فيمالله
الثالثة
وهذه ــ احبابي ــ حزّورة على جمع حزورات، وفزّورة على لمّة فزّورات، او فوازير وفق منهج الفرعونية المذهلة نيللي، علمناها وحدسناها وتيقنّا منها، بعد الف صفنة وصفنة. مذهبنا الذي نحن اليه اليوم ذاهبون، زبدته تفيد بانّ انتخابات بلاد ما بين القهرين، ان جرت وتمّت غداً، الذي لناطره قريب، فإن فائزها وحاصدها الاكبر، سيكون، تجمّع دولة قانون نوري المالكي والذين معه، مع تآكل وتشحيح وتفكك في اجراف عراقية علّاوي، ونقصان بائن على بينونة، في كراسي الكردستانيين، وذلك بسبب من تبدّل بوصلة المزاج العام، الذي راى في عشر ساعات كهرباء وطنية، نعمة ورحمة من الجليل الكريم، ومن الحكومة، فضلاً عن استقطابات واصطفافات وعواطف وطنية ومجاورة وعلى مبعدة، ما سيؤدي تالياً الى انولاد حكم اغلبية رابحة، وترحيل الخاسرين، صوب مقاعد برلمانية معارِضة، ازيد الظن غير الآثم، انها لا تهش ولا تنش، بل سترتاح وتتخدر وتستانس وتردح، خلف المايكرفونات والكاميرات والمانشيتات، وطقّ الومضات واللقطات، التي قد تشبه طقّ الاصبعتين السبّابتين، على طور الهجع، وستترسّخ، ولو الى بعد حين من الدهر، لقطة ونغمة المعارضة، بوصفها ظاهرة لغوية بائسة، وفائض حكي، ومن لا يصدقني، فانا على جهوزية عالية، للرهان على هذا الفرس الاسود، بسبعة ملايين دولار ودولارة
/5/2012 Issue 4212 – Date 29 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4212 التاريخ 29»5»2012
AZP20
ALSO