
مكاتيب عراقية القياس على قدر الضرر يا سادة علي السوداني
قد تكون هذه هي أعظم عملية غسل أدمغة يتعرض لها الكائن البشريّ منذ بدء الخليقة حتى الآن الذي نحيا . تزوير تأريخ وخلط ورق واستغفال ورشوة ، ووسائط دعاية كاسرة كلها موجهة صوب العقل والقلب ، مع تهتّك مبين لمجسات الإستلام والتفسير والوعي .
جيوش ألكترونية مرتزقة وشريرة تتصارع فوق دكة التضليل والبيع ، بمواجهة عقلٍ إنسانيّ لا حيل له ولا حيلة للمطاولة أو المواجهة ، بعد أن ضاع منه الخبر اليقين ، مع موت جهينة وأخواتها . بهذه الباب المفتوحة على أخلاق المزاد والغفلة ، يأتيك شيطانٌ حيّالٌ ليضع دول الخليج العربي وإيران بنفس كفة ميزان الضرر الذي سبّبوه للعراق المريض قديماً وحديثاً ، وبهذا القياس الغفل سيبدون كأنهم خارج لعبة الطائفية لأنهم هاجموا الضررين السنّي الخليجي والشيعي الإيراني ، لتكون مقبوليتهم عندك كاملةً ومريحة . ألحقّ والصح هو أن بلاد الرافدين ودولتها الحديثة ، لم تعانِ من مثقال قطرة وجع خليجية ، إذا ما قورنتْ بالوجع الذي صدّرته إيران إليها ، فعرب الخليج ظلوا يحبّون العراق ويعشقونه حتى اليوم الذي تخبّل فيه وتعنترَ وذهب برجليه صوب مطمسة الكويت اللعينة ، بعدها بدأ فصل الكراهية والثأر والريبة ، ويبدو أننا الآن نشهد نهاية هذا الفصل المرعب ، بعد أن عرف العرب عموماً والخليجيون خصوصاً ، أنهم قد ارتكبوا خطأ استراتيجياً شنيعاً ، عندما تعاونوا مع الغزاة في واقعة رمي أخيهم العراق في بئر مظلمٍ عميق .
لا أطماع عربية خليجية بأرض بلاد ما بين القهرين ، ولا رغبة بتصدير ثورة أو فكرة ، سياسية كانت أم مذهبية ، عكس ما تفعله وفعلته إيران من قبل ومن بعد .
إيران تتحمّل دماء مئات آلاف العراقيين الذين قتلتهم سنوات عدوانها الثمانيني والذي دام ثمانية أعوام ، ولم ينتهِ إلا بعد هزيمتها المرة الصائحة ، وتجرع دجالها الأكبر الخميني كأس السم والزقنبوت . إيران شنت تلك الحرب تحت شعار تصدير الثورة وتحرير فلسطين عن طريق تحرير كربلاء ، وعندما نزلت بساطيل اهل العراق الشجعان فوق رؤوسهم ، أفتى كبيرهم البراغماتي السياسي المخادع الخميني الكذاب ، بجواز استيراد السلاح من إسرائيل في واقعة إيران غيت المشهورة والموثقة . إيران صارت مؤخرتين بلباس واحد مع الوحوش الأمريكان في عملية غزو وتدمير العراق ، والتي أحد أكبر حصادها هو قيام المطبخ الأمريكي الإيراني التخادمي المغطى بخلاف لغوي شكلي سخيف . أنظمة الخليج العربي كلها تحارب القاعدة وداعش والتكفير ، والقاعدة تعتبر تلك الأنظمة أنظمة كافرة ويجب هدر دمها ، بينما بلاد فارس الشرقية تتصرف مع العراق كحديقة متقدمة وجسر عبور صوب مدى شاسع ، يناغي حلم الإمبراطورية الفارسية القومية الشوفينية الكبرى .
AZP20
ALSO



















