مكابدات-هشام عبدالكريم

لم‭ ‬أحاول‭ ‬الطيران

كابن‭ ‬فرناس

لكنني‭ ‬أحببت

محاولته‭ ‬الجريئة

لذا‭ ‬رحت‭ ‬أحلق‭ ‬

من‭ ‬خلال‭ ‬

نوافذ‭ ‬أحلامي‭ ‬

            ‬‮٢‬

على‭ ‬حافة‭ ‬صخرة

جلسنا‭ ‬سوية

حكى‭ ‬لي‭ – ‬وبحزن‭ ‬شديد‭-‬

عن‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يؤرقه‭ 

بعينين‭ ‬دامعتين‭ ‬قال‭ :‬

‭- ‬هل‭ ‬تدري‭…………..‬؟

‭- !‬

ومضى

صديقي‭ ‬الحزين‭ ……‬

الصخرة‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬

تسألني‭ ‬عنه

كلما‭ ‬عبرت‭ ‬سور‭ ‬نينوى

إلى‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬أدري

      ‬‮٣‬

كانا‭ ‬يطمئناني‭ ‬

عن‭ ‬مدينتي‭ ‬

وأنا‭ ‬أطأطئ‭ ‬رأسي

مؤيدا‭ ‬ً‭ ‬

لما‭ ‬يرددان‭ ‬من‭ ‬كلام

أحيانا‭ ‬ً‭ – ‬ولشدة‭ ‬حزني‭-‬

أكاد‭ ‬لا‭ ‬أفهم‭ ‬كلامَهما‭ ‬

عندما‭ ‬يحكيان

وأنا‭ ‬جريح

تحاصرني‭ ‬دمعتان

        ‬‮٤‬

البرد‭ ‬البرد

أنشب‭ ‬في‭ ‬الناس

مخالبه‭ ‬

صاروا‭ ‬يرتجفون‭ ‬

‭- ‬ماذا‭ ‬نصنع‭ ‬يا‭ ‬رباه‭ ‬؟

لا‭ ‬نار‭ ‬تقينا‭ ‬

هذا‭ ‬البرد‭ ‬اللاسع‭ ‬

لا‭ ‬خبز‭ ‬ليدرأه‭ ‬عنا‭ ‬

نحن‭ ‬هنا‭ ‬

محض‭ ‬طعام

لشتاء‭ ‬لا‭ ‬يرحم

هل‭ ‬يدري‭ ‬العالم‭ ‬

ما‭ ‬يجري‭ ‬

هل‭ ‬يدري‭ ‬بنا‭ ‬

أولاء‭ ‬ال‭ ‬كُنا‭ ‬

بالأمس‭ ‬نقيهم

شبح‭ ‬َ‭ ‬الموت

وبرد‭ ‬َ‭ ‬الأيام‭ ‬؟‭. ‬

          ‬‮٣‬

صوت‭ ‬جد‭ ‬بعيد

ناداني‭ ‬فسمعته

أينك‭ ‬قلت؟

‭- ‬لا‭ ‬أدري‭ ‬قال

ماذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أفعل

والأرض‭ ‬خراب‭ ‬

وبيوت‭ ‬الناس

قبورا‭ ‬ً‭ ‬أمست

والأنقاض‭ ‬جبال

ماذا‭ ‬أفعل

وانا‭ ‬رجل‭ ‬أعزل‭ ‬

إلا‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬دعاء‭ ‬؟

هل‭ ‬تصل‭ ‬الأدعية‭ ‬

المسكونة‭ ‬بالخوف

إلى‭ ‬عرش‭ ‬يتربع

فوق‭ ‬سماء‭ ‬

وهل‭ ‬ستُمد‭ ‬إليهم

كف‭ ‬الرحمن‭ ‬؟

ترحمهم‭ ‬

وتحن‭ ‬إلى‭ ‬جرح‭ ‬الإنسان

ماذا‭ ‬أفعل‭ ‬يا‭ ‬الله

وسماؤك‭ ‬غائمة

والأرض‭ ‬تنز‭ ‬دماء‭ ‬؟‭ ‬

مشاركة