لم أحاول الطيران
كابن فرناس
لكنني أحببت
محاولته الجريئة
لذا رحت أحلق
من خلال
نوافذ أحلامي
٢
على حافة صخرة
جلسنا سوية
حكى لي – وبحزن شديد-
عن ما كان يؤرقه
بعينين دامعتين قال :
- هل تدري…………..؟
- !
ومضى
صديقي الحزين ……
الصخرة ما زالت
تسألني عنه
كلما عبرت سور نينوى
إلى حيث لا أدري
٣
كانا يطمئناني
عن مدينتي
وأنا أطأطئ رأسي
مؤيدا ً
لما يرددان من كلام
أحيانا ً – ولشدة حزني-
أكاد لا أفهم كلامَهما
عندما يحكيان
وأنا جريح
تحاصرني دمعتان
٤
البرد البرد
أنشب في الناس
مخالبه
صاروا يرتجفون
- ماذا نصنع يا رباه ؟
لا نار تقينا
هذا البرد اللاسع
لا خبز ليدرأه عنا
نحن هنا
محض طعام
لشتاء لا يرحم
هل يدري العالم
ما يجري
هل يدري بنا
أولاء ال كُنا
بالأمس نقيهم
شبح َ الموت
وبرد َ الأيام ؟.
٣
صوت جد بعيد
ناداني فسمعته
أينك قلت؟
- لا أدري قال
ماذا يمكن أن أفعل
والأرض خراب
وبيوت الناس
قبورا ً أمست
والأنقاض جبال
ماذا أفعل
وانا رجل أعزل
إلا من بعض دعاء ؟
هل تصل الأدعية
المسكونة بالخوف
إلى عرش يتربع
فوق سماء
وهل ستُمد إليهم
كف الرحمن ؟
ترحمهم
وتحن إلى جرح الإنسان
ماذا أفعل يا الله
وسماؤك غائمة
والأرض تنز دماء ؟