
مكائن تفريخ و صناعة الأقنان
قيس الدباغ
منذ انتهاء عصر العبودية وتحطيم ايدولوجية إستغلال الإنسان لأخيه وبني جنسه من البشر بقت الحاجه إلى إيجاد حلقه جديدة للأستغلال ولم تكن هذه الحلقه موجودة إلا في الجزء الأضعف من المجتمع وهي الأنثى فمنذ ولادة اية أنثى يتم مع الفطام تغذيتها بأنها محكومة بأطر وقيود وأول تلك القواعد أنها كأنثى ناقصة عقل وأن وجودها مرتبط بذكر يحميها وعليها طاعته طاعة عمياء لانقاش فيها مهما كان هذا الذكر وبغض النظر عن عدم اهليته العقلية والجسمية، المهم ذكوريته فقط فتنشأ المسكينة وخصوصا في المجتمعات الشرقية مثقلة الفكر بهذه البرمجيات وعليها الطاعة والأمر الأصعب في ذلك عندما تؤطر العبودية بإطار ديني وافهامها بأن هذه العبودية هي مراد الله وحاشا للخالق أن يأمر أو يرضى أو يسكت عن ظلم فترى الأنثى منذ نعومة اظفارها يقع على عاتقها مهمات ومسؤوليات أكبر من حجمها وعمرها وتنشأ مفاهيم الطاعة والرضوخ مع الطفلة فتصبر عسى أن يأتيها ذكر آخر ينقذها من التسلط والعبودية ويخيب أملها خيبة عظيمة عندما تنتقل لمنزل زوجها لترى أنها كانت عبدة لسيد واحد أو اثنين
أما بعد زواجها فتصطدم بعدة سادات متحكمين شداد غلاظ من أول لحظة دخولها منزل زوجها تكسر أمامها جرة قديمة بصورة مفزعة لأخافتها وتعليمها طاعة أسيادها الجدد ثم عند دخولها حجرة زوجها يتم ذبح قطة أمامها بمشهد دموي لتدجينها على الخوف والطاعة والعبودية وتحت شعار أن كل هذا هو قدرها وعليها تحمله اخترعوا مقولة نسبوها للأنبياء ظلما وبهتانا وهي لو أمرت أن تسجد المراءة لغير الله لكان سجودها لزوجها فتنشأ الأنثى في هذه الدوامة عبدة في نظام العبودية الذكورية ،
هذا مع محو كل استقلال مالي للمراءة حيث إن كان للانثى مورد مالي من إرث أو راتب فهو ملك يمين الزوج الذكر لايسأل عن وجه إنفاقه وفي حالة إبداء أي إعتراض عن ذلك تتهم بالنشوز والخروج عن طاعة الرب الثاني، ولقنوها بأن شهادتها هي نصف قيمة شهادة الذكر وهذه القاعدة خاصة بعملية الدين في السفر والوصية حين الموت ثم قاموا بتعميمها على كل حالات الشهادات وعلى هذا المنوال تم صناعة مكائن تفريخ الأقنان وتساهم أنثى العبيد في ديمومة واستمرار حالات العبودية لبني جنسها طائعة راضية مستكينة بل أحيانا متحمسة بأعتبار ذلك قدرها المحتوم وحاشا لله أن يأمر بظلم ولو كان مثقال حبة من خردل.