مقاهي الأمس واليوم
لعلنا منذ الوهلة الاولى يجبرنا هذا العنوان لوضع مقارنة لابد ان تكون واقعية في ظل الفروقات الكثيرة مابين المسميتين مقاهي الامس..ومقاهي اليوم ولعلنا نحن الوحيدون في العراق قد ابتعدنا عن اصالة المقاهي القديمة والمعروفة لدى الجميع من مفكرين وعلماء وفلاسفة كانت ما اجملها بهم وبما يدور من احاديث ونقاشات اجتماعية وادبية واعية وهادفة فهذا هو شارع الميدان امتدادا للمتنبي والرصافي فهم شاهد عيان مع البعض من الازقة القديمة الاصيلة ولكن مافائدة هذا التراث وقد غيب بسبب الكثير من الامور فالحروب من جهة والواقع الاجتماعي من جهة وعالم المودة من جهة الاجيال المتلاحقة للحقبتين من جهة اخرى الدور الكبير في التخلف عن الكثير من الدول العربية التي مازالت تضع لهذه المقاهي الاولوية في بث وترجمة نشاطات الواقع الاجتماعي والادبي والسياسي والاقتصادي نعم حيث انك لو شاهدت وحضرت جلسة هناك لكنت من اشد المعجبين بكل مايدور من هذه الثقافات المختلفة لوجود المعرفة بمختلف انواعها لذا لابد ان نضرب مثلا عن مايدور في دولة المغرب العربي فظاهرة المقاهي الأدبية التي يتوخى المشرفون عليها إثارة جملة من القضايا الأدبية لمخاطبة جمهور واسع ومتنوع، وتحفيزه وتشجيعه على اكتساب مهارة اصول القراءة لاهميتها في نقل كل ماهو مميز ورصين لتصبح عادة متأصلة في سلوك المجتمع ولاسيما شبابه الجيل الناشئ والذي ابتعد كثيراً عن هذا الموضوع واستبدل حديثا عن سلوك لايمت للخلق والانسانية من شي نعم ان مقاهي اليوم هي عبارة عن مقاهي للفجور والتخلف وفرصة لضياع شبابنا نتيجة للافعال السلبية التي تجري في تلك المقاهي والمعروفة بالنركيلة وما يتخللها من عمليات كبسلة وتناول لبعض الحبوب المخدرة اضافة لكثير من العمليات المشبوهة والاتفاقات المخلة بالشرف والذوق العام نعم هذا ما تعنية مقاهي اليوم ولكم انتم احبتي ان تجدوا الفوارق مابين التسميتين لتجدوا الحلول لذلك وخلاص ابناءنا من تلك المقاهي فمقاهي الامس ليست كمقاهي اليوم.
علي السباهي- بغداد
AZPPPL