مقارنة بين نظامين

ضغوط الحياة

مقارنة بين نظامين

دوامة من الصراعات تغزو عقل ذلك الشاب الشرقي‮ ‬أثقلت كاهله‮ ‬،‮ ‬الشباب هم عماد المجتمع و بدونه‮ ‬ينهار و بهمته‮ ‬ينهض‮ .‬

آليوم وفي‮ ‬القرن الحادي‮ ‬و العشرين‮ ‬يعيش الشاب الشرقي‮ ‬والعراقي‮ ‬على وجه الخصوص أياماً‮ ‬عصيبة و كلما تطور و تقدم العالم الغربي‮ ‬تزداد حدة هذه الايام تلك الضغوط ترهق الشباب و تكبل احلامهم وتهوى بهم الى فعل الخطيئة‮ ‬،‮ ‬زيادة تلك الضغوط تفقد السيطرة على النفس البشرية التي‮ ‬تميل دائما الى التحرر‮ ‬يندفع البعض منهم لفعل أشياء لا تحمد عقباها و‮ ‬ينجرف مع المياه العكرة و هذا لا‮ ‬يعني‮ ‬كونه هو فاشل في‮ ‬الحياة بل انه انهار نفسيا تحت اعباء ثقيلة أصابته بالإرهاق و اليأس أصبحت المشكلة الرئيسية التي‮ ‬يواجها اكثر الشباب الحالم بالدراسة و العمل والتفكير بالزواج‮ . ‬حلم كل شاب عربي‮ ‬او عراقي‮ ‬على وجه الخصوص ان‮ ‬يكمل دراسته بتخصص‮ ‬يرغب به ويكون ناجحاً‮ ‬في‮ ‬مسيرته التعليمية

والكثير منهم ذوو الطموح العالي‮ ‬حلموا بإكمال الدراسات خارج البلاد و لكن‮ ‬يقف المال في‮ ‬كل هذا‮ ‬

رغبتهم في‮ ‬إيجاد عمل‮ ‬يؤمن احتياجاتهم و‮ ‬يحقق رغباتهم في‮ ‬الحياة تقف كل مرة عائق بوجهه ولا حل لتلك المشكلة‮ ‬

دائما ما‮ ‬يفقد الامل في‮ ‬ان‮ ‬يكون انساناً‮ ‬ناجحاً‮ ‬الجميع‮ ‬يريد منه ان‮ ‬يعطي‮ ‬و هو‮ ‬يقف مكتوف الايدي‮ ‬ماذا بإستطاعته ان‮ ‬يعطي‮ ‬وليس هناك من‮ ‬يمد‮ ‬يد العون اليه‮. ‬

الكثير منهم‮ ‬يحلم ان‮ ‬يكون طالباً‮ ‬جامعياً‮ ‬و‮ ‬يحقق حلمه في‮ ‬اختصاص طالما رغب به لكن رغبته في‮ ‬ان‮ ‬يسد احتياجات عائلته وايمانه بعد إكمال دراسته سيضل مراقب لذلك الجدار الذي‮ ‬يحوي‮ ‬إنجازاته الدراسية بلا نفع‮ ‬يعود على المجتمع‮ ‬،‮ ‬الشهم الذي‮ ‬يحاول ان‮ ‬يكون معيلاً‮ ‬لابويه اللذين بذلا جهدهما ليكون له شخصيه في‮ ‬مجتمعه و بذلا كل‮ ‬غالٍ‮ ‬و نفيس من اجل عيشه‮ ‬يقف مكبل الايدي‮ ‬ولا خيار أمامه الا ان‮ ‬يلغي‮ ‬نفسه و‮ ‬ينسى ما حلم به كثيرا و‮ ‬يستسلم لواقع محبط‮ ‬يتجه الى محط الموت‮ ( ‬السلك العسكري‮ ) ‬ذلك الملجأ الوحيد الذي‮ ‬يؤمن حياة أسرته به ولكن‮ ‬يذهب كل صباح الى عمله فاقد الامل و مودع الاهل‮ ‬يخشى ان‮ ‬يكون هذا اخر لقاء معهم‮ ‬المجتمع الشرقي‮ ‬طالما وقف عالقا امام حلم الكثير‮ ‬رغبته في‮ ‬ان‮ ‬يصبح أباً‮ ‬تلاشت مع ضغوط الحياة‮ ‬المجتمع‮ ‬يريد منه ان‮ ‬ينتج لكن دون ان تكون هناك عوامل تساعد على الانتاج‮ .‬

يقول نيوتن لكل فعل ردة فعل تساويه في‮ ‬المقدار و تعاكسه في‮ ‬الاتجاه‮. ‬

من هنا تبدأ بالنهضة مهما كانت ضروفنا و أيامنا قاسية فحتما هي‮ ‬ليست مستحيلة و هناك حلول لتفاديها‮ ‬،‮ ‬نستغل تلك القوة الكامنة التي‮ ‬بداخلنا و نواجه تلك الضغوط بعطائنا للحياة بحجم خيباتنا منها حينها سنكون اكثر قوة و مناعة ضد الضغوط سنخرج من معركة الحياة تلك و نحن منتصرين و مرفوعين الرأس على عكس استسلامنا الذي‮ ‬يذل و‮ ‬يقهر ويؤدي‮ ‬الى الانهيار و اذا ضللنا نستسلم و نترك الظروف تاخذ مجراها في‮ ‬حياتنا فسلام على روح الانسان بداخلنا و سلام على احلامنا و هنيئا للابتزازيين و المستغلين‮ . ‬تقديمك للتنازلات عن طموحك في‮ ‬كل مره تلو الاخرى ان قاد الى شيء فانه‮ ‬يقود الى سياسة الاستدراج الشيطانية‮ ‬

قال تعالى‮ ( ‬و لا تتبعوا خطوات الشيطان‮ ) ‬

عزيزي‮ ‬الشاب الشرقي‮ ‬؛ قد تكون احيانا انت الفريسة و احيان اخرى انت الفارس فأي‮ ‬الدورين ترغب فسلاحهما بين‮ ‬يديك إن خضعت للظروف فهنيئا لك الدور الاول‮ .. ‬

في‮ ‬المجتمعات الغربية تقدس تلك الفترة من حياة كل شخص توفر هناك مستلزمات لكي‮ ‬يصبح ما‮ ‬يكون فلا مقارنة بين شرقي‮ ‬و‮ ‬غربي‮ ‬

فليتوقف هؤلاء المعاقون عقليا في‮ ‬ان‮ ‬يفكروا و‮ ‬يقارنوا بين العربي‮ ‬والأجنبي‮..‬

مريم فاضل علي‮ ‬‮- ‬بغداد

مشاركة