مـن داخـل عـقـلـي-رؤى رائد – بغداد

مـن داخـل عـقـلـي-رؤى رائد – بغداد

ها أنا أفقد الأمل في حبس أفكاري ومشاعري و أكتب مُجدداً ،

ها أنا أشعر بالبُعد أكثر عن كُل شيء أحببته

وكأنني أرغب بالقيام بالمزيد من الأعمال الطائشة في حياتي ،

أرغب في تغيير الإعتدال المُطلق الذي أعيشه

أشعر وكأن شخصيتي تعودت على البقاء في خانة الراحة التي رسمتها قبل سنوات ، راحة من كُل شيء بدأت العمل منذ أكثر من عام ، في العمل هُناك المزيد من الأشخاص

أشخاص قد يصبحوا أصدقاءك و آخرون قد يصبحوا أعداء لك

لا اعرف لماذا قد يتخذ أحد الأشخاص نفسه عدواً لزميله الذي يعيش معه لأعوام كاملة

لا شك أن الإرهاب و العمل لساعات مُتأخرة قد يسبب الإرهاق الشديد الذي قد يكون مصحوباً بالمزيد من الإكتئاب الذي تحمله الحياة في طياتها بين الفينة والأخرى ،

ما زِلتُ مُغفلاً أحاول كسر الحواجز غير الموجودة أصلاً ،

أتجنب الإلتزام في العلاقات البشرية ، مع أنها لم تبدأ بعد ،

أنظر الى أصدقائي .. أغلبهم تزوج ، حتى الذي كان يُقنعنا أنه سيبقى بلا شريكة لبقية حياته

هذا الكذب الذي يكشفه الحُب ،

ما أكثرها المشاريع التي تأخرت بسبب الحُب مشاريع حقيقية توقفت بسبب الحُب

ذلك الشيء لم أفهمه في حياتي ..

فقلبي كما تعلمون لم يعد يتحمل المزيد من البُعد ، المزيد من الإرتباط

لقد أنهكته الكتابة ، كثرة المشي في الشوارع ليلاً

تجعلني أُدرك أن وِحدتي في هذا العالم لها سبب ولها هدف.. ولكن إلى اليوم لم أتوصّل إلى معرفته

أشعر و كأن المدينة أصبحت موحشة خاصة بعد إنتصاف الليل ،

أقضي المزيد من الساعات في داخل المكتب ?نهي العمل.. العمل الذي لا ينتهي ولن ينتهي ، أنا مُدرك تماماً لهذا

ولكنني أشعر بأن علي إرهاق نفسي أكثر في داخل الوظيفة ليس طلباً بالترقية التي قد لا تأتي أصلاً

ولكن طلباً بإشغال التفكير عن أمور أُخرى تُقلقني

كيف أننا سنتغير وكيف أننا سنبتعد عن بعضنا البعض

يقولون أن المادة لم تكن سبباً في يوم من الأيام

يكذبون علينا في كُل يوم بهذا الشأن

وعند قدوم الفرصة ستجد أن العالم نفسه يتحول إلى صُرة من النقود أمامك

إدفع أو أخرج الدين ممنوع يا صديقي

يرهقوك و يجعلوك تستدين كُل شيء ، ثمن الطعام و السيارة و الرحلة و المنزل

تستدين كُل شيء وإلا تأخرت حياتك كثيراً

أمامك عشرون سنة لتجني فيها ما ستدفع فيه القسط و تُكمله الى آخره

عشرون عاماً أتمنى أن لا أقضيها وحدي بين نفس الأفكار و نفس الطموحات و الأحلام المُتوقفة

ما زِلتُ أدعو  الله ما زِلتُ أؤمن .

مشاركة