مغامرات علم دار

مغامرات علم دار
تركيا هذه الأمبراطورية العثمانية المتهـالكة لطالما عاشت على مائدة العــــــرب الدسمة لكونها شريك أقتصادي وحلقة وصل بين آسيا وأوربا من جهة وموقعها الستراتيجي للعرب من جهة أخرى.
فراجت تجارتها وفاض أقتصادها بدنانير ودراهم وليرات وريالات العرب الذين يعيشون الهوجاء بينهم وفي السنوات القليلة الماضية أشرقت بأفلامها السينمائية والتلفزيونية ولاقت رواجا وأصبح المحارب التركي في مسلسل “مراد علم دار” بطلا يقلده العرب ومن ثم أصبحت هذه الافلام تروق لصناع القرار السياسي التركي خصوصا اردوغان” الذي أدخــــــل تركيا أزمات الدول العربية ليصبح طرفا ندا لجارته الجنوبية سوريا صاحبة العلاقات المتميزة طيلة الفترة الماضية لكن رياح المصالح دائما تسبق العلاقات والصداقة!
ولم يدرك بأن الرياح سبقت مغامراته ورهاناته التي كان يطمح من خلالها الى أشغال الرأي العام التركي أولا وأبعاد شــــــبح الأنقلاب الذي يورقه منذ زمنا طويل.
وأخيرا دخول تركيا طرفا أقليميا بديل لأيران المتهمة شيعيا من قبل دويلات الخليج الممولة للقرار الأمريكي الصهيوني.. لتأجيج الأزمات وصناعة رياح التغير بقلب الأنظمة وخلق صراعات عشوائية وعدم أستقرار في منطـــــقة الشرق الأوسط الغنية بالبتـــــرول وخوفا على أسرائيل المهدده بالزوال ،ألا أن سرعان ما تبخرت أحلام الأمبراطورية العثمانية هكذا ولد المشروع ومات مبكرا بعد أن أصطدم بسكوت المارد الذي لطالما كان في سبات سايبريا لينهض ويقول لا لتغير الأسد الممانع وسقط المشروع الجيوسياسي أمريكي المنشئ ليشيع الى جانـــــب جنازة ولي العهد السعودي “نايف أبن عبد العزيز” الأول طائفيا.
أما سقــــــوط الطائرة الحربية التركية في الأجواء السورية على يد الدفاعات الجوـــــية السوريــــــة لتستخدم ورقة من خلالها رفع اللوم عن جنرال تركيا المدني الذي أخطا الطريق والغارق ببـــــطولات مراد علم دار التمثيلية ،ومـــــــاذا بعد الجواب للعسكر التركي؟؟!
تركيا مقبلة على تحولات تصب في مصلحة الجانب الغربي الموالي لأسرائيل مثلها ودورها كمثل دور دول الخليج لا تملك من السيادة ألا المسميات والعناوين وألا ستحتدم الصراعات على أشدها بين السلطتين المدنية الحاكمة والعسكرية المتنفذه فالسنوات القليلة القادمة ستضع تركيا في مهب الريح بعد أن أدرك الجميع أن رجب طــــيب أردوغـــــان مصيره السجن وأن ترك السلطة وتنحى والنيران التي اشعلتها أمريكا تحرق اليابس والاخضر فلا فرق بين عدو وصديق في قاموس الشرق الاوسط الجديد لدى امريــــــكا وان غدا لناظره قريب ولا يفيد الندم حينما يصبح بطل الفلم وحيدا لينتهي الدور التراجيدي لأي فلم.
عبد الزهرة كاظم العبودي – بغداد
/9/2012 Issue 4308 – Date 19 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4308 التاريخ 19»9»2012
AZPPPL