معنى بسطة الخلق
منذ الاف السنين حدث طوفان كبير وهذا الطوفان غير مسار الحياة على وجة الارض ذكر ذلك على حسب تقرير لـ (وردنيوز ديلي ربورت) بقلم (بوب فلاناكان) على موقعهم على الانترنت ، ولقد اعتبرعلماء طبقات الارض هذا الحدث اكتشافاً تاريخياً من الممكن ان يعيد صياغة تاريخ علم طبقات الارض في هذه الفترة وما كان لذلك من تاثير على الحياة بجميع اشكالها من نبات وحيوان وانسان ومناخ في تلك الفترة وما بعدها.
اما ما حدث بعد ذلك للانسان وايضا على الارض فقد روته لنا البروفسورة (سانثيا ام بيال) وهي عالمة متخصصة في علم الانسانيات فقد قالت انه و قبل ما يقارب من (10000) الاف الى (12000) الف سنة قد حدث استيطان و استقرار في حياة الانسان وبدأت الزراعة وتدجين للحيوانات المنزلية وشهدت الارض تغيرات كبيرة من بدأ الحضارات وظهور القرى والمدن الكبيرة والتجارة والكثير من الاختراعات البشرية التي غيرت حياة الانسان ومستقبله ، وتقول البروفسرة (سانثيا) ان كل ذلك قد حدث بداية في منطقة ما تسمى بـ (الهلال الخصيب) و ايضا حدث بعد ذلك في اماكن كثيرة اخرى في انحاء العالم. لقد كان الطوفان هو بداية تاريخ انساني جديد من استقرار وزراعة وتدجين حيوانات و وسائط نقل وكل ذلك قد غير من حياة الانسان الى الافضل ملبيا ما يحتاجه من طعام ومأوى نتيجة الزيادة الكبيرة في عدد السكان على مستوى العالم وطبيعيا كان كل ذلك مرافقا لتغير في مناخ الارض وطقسها وهو ما جعله مناسبا لاستقرار الانسان وتطوره .
لقد ذكرت الاية القرآنية (69) من سورة (الاعراف ) هذا المشهد التاريخي الكبير بصورة عجيبة ودقيقية فقد ورد ذكر كلمة (بسطة) في هذه الاية ومن معاني هذه الكلمة (السعة والرفاهية والتوسع في العلم والزيادة والوفرة) ، وكل ذلك هو من (الزيادة في الخلق ) و (الخلق ) يشمل كل من الانسان والارض والنباتات والحيوانات و هي من الانعم العظيمة الكثيرة التي حدث بعد الطوفان وذكرت كلمة (آلاء) في الآية نفسها للدلالة على ذلك.وتشير الاية القرآنية الى ان الكلام كان موجهاً لقوم هم (خلفاء) من بعد قوم نوح وهولاء القوم هم قوم (عاد) وهي اشارة الى حدوث طوفان نوح الذي اغرق جميع الناس في ذلك الوقت ما عدا هولاء الاقوام . ومن الملاحظات المهمة الاخرى في نفس السورة انه قد ورد ذكر كلمة (قرية) كثيرا في السورة كما هو واضح في الاية (4) من نفس السورة والاية (94) والاية (94) وهذه من الدلالات على بداية نشوء واتساع هذه القرى واستيطان الانسان فيها . كما ذكر (النبات) في الاية (58) وذكرمثال على الحيوان وهي (الناقة) في الايه (73) وذكر (اللباس) في الاية (26) كما ذكرت (القصور والبيوت) في الاية (74) وكل ذلك من الاشارات اللطيفة على ما حدث بعد الطوفان من تغيرات كثيرة .
ان ذلك من اعجاز القرآن العلمي والتاريخي في العلوم الانسانية وعلم المناخ وعلم الارض و يتجلى كل ذلك في هذه الاية القرآنية التي تصف بشكل دقيق هذا الحدث التاريخي العالمي المهم .
غلام محمد هايس – البصرة