معرض بغداد للكتاب وسيادة كتب الروايات – زيد الحلي

فم مفتوح … فم مغلق

معرض بغداد للكتاب وسيادة كتب الروايات – زيد الحلي

في البدء ، علىّ الافصاح ، بأن ما اكتبه الان ، هو انطباع شخصي ، يمثل ذائقتي فقط ، وان رأيي ، لا يعني  ان سلة الرواية والقصة العراقية الحالية ، تخلو من ابداع ، وملامح رقي وبهاء ، لكنها قليلة ، ولأسماء معدودة ، لا تتناسب مع الكم الهائل التي نطالع عناوينها .. وهي عناوين تفوق  فيها مساحة الغث كثيرا .. كثيرا على السمين ! لستُ متشائما ، حين اقول  ، انني وجدتُ مئات القصص والروايات العراقية لكتاب اجهل معظم اسماء كتابها ، تمثل نكوصا  واندثارا لألق عراقي ، من خلال آراء سمعتها من قراء لهم انطباعاتهم الثقافية المعروفة ،  رغم ان ” البعض ” لا يريد الاعتراف بهذا الواقع ، منطلقاً من ذاتية مفرطة بالحساسية ، مرتدياً بدلة محام ، للدفاع من وراء صحراء المخيلة ، عن أفول مدرسة عراقية في القصة والرواية ، ناكراً هذا الأفول ، وكأنه بهذا النكران يؤسس لضبابية ، مهمتها عزل الحقيقة المعاشة التي يلمسها الجميع ، لأمر في نفس يعقوب ، انني اشبه هذا “البعض ” بأنصاف “المثقفين” ممن يريد الشهد دون إبر النحل، محاولين الوصول إلى شهرة “وهمية ” بكتابات مضطربة المعاني، ضعيفة الموسيقى ، رديئة اللغة . ..لقد نسى هؤلاء ان الفعل القصصي استنطاق صامت، واستجواب متهم ، وادانة مرتكب ، وتوضيح غوامض وكشف مجاهل، وتصحيح أخطاء ، وتصوير مجاهل النفس في اطار الحقيقة و.. و..! وبأسف ومرارة ، اقول ان الابداع القصصي العراقي  حاليا بين مد وجزر  ، حين زاد عدد الكتاب رقما ، وقل ابداعا ، وتسبب  هذا الواقع في انحسار بيّن ، تمثل بأبتعاد المبدعين الحقيقيين ، وتضاربت في اعماق الكاتب الأصيل امواجه الحبيسة ، لتشكل فيضانا من الاحتجاج على طغيان “الكتبة الجدد ” لاسيما من ( الشابات والشباب ) من هواة اصدار كتب ذات طبعات لا تتجاوز الـ 100 نسخة ! ومع قناعتي ، بأنه لا توجد قوانين جامدة لكتابة اي قصة  او رواية ، لكني وجدتُ فوضى في معظم ما نشر وينشر منها ، واجد من المعيب ان ألحظ مجموعة او رواية تصدر ، ثم بعد اصدارها بشهر او شهرين ، اشاهدها اكواما على ارصفة شارع المتنبي ، تباع مع ما يباع بـ (كتاب 250 ديناراً ) ! ان القصص التي يكتبها ( بعض من اشرت اليهم )  ، معظمها ناقصة ، مشلولة ، بل اقول بصراحة : جامدة ، وهي تحمل الطابع الارتجالي ، وكأنها كُتبت تحت مخدر الحياة ، تلف وتدور في وصف لا معقول وتكلف ، وتعتمد على حكايا مفبركة ، لا يستسيغها عقل ولا يربطها رابط ، كتابها متذرعون بالحداثة ..!

مشاركة