خبير: دعوة لتوخي الدقّة في الإختيار
معاني الأسماء تعكس دلالاتها على الأشخاص وتسبب مشاكل نفسيّة
بغداد – عصام القدسي
تعد الأسماء التي تطلق على الإنسان والحيوان والنبات والأشياء من اهم وسائل الاستدلال والتمييز وفي حالة ألغائها يصاب المجتمع بحالة من الفوضى والحيرة والعجز عن التواصل ويراعي بعض المواطنين في تسمية اولادهم اموراً عدة منها لتجنب الحسد والاخر تيمنا بالله واسمائه الحسنى والبعض لتصدر تسلسل الحروف الابجدية.
استطلعت (الزمان) أراء بعض المواطنين عن مدولات الاسم ومايعني له ولماذا اختار للمولود تلك التسميات فقال أبو محمد البالغ من العمر 50 سنة ويعمل موظفا ان (لدي ثلاثة أولاد وبنتان ولأنني أتفاءل بأسماء الله الحسنى وأسماء الصحابة وال البيت أسميت أبنائي عبد الله وعبد الكريم وعبد الرزاق وبناتي إيمان وفاطمة وهي أسماء إسلامية جميلة ولكن ما يحزنني إن الناس يدعون ابني عبد الله بـ (عبد) وعبد الكريم بـ(كريم أو كرومي) وعبد الرزاق بـ(رزاق أو رزوقي) وبناتي إيمان بـ (امونة) وفاطمة بـ (فطومة) للسهولة وهذه التسميات المحرفة جردت أسماءهم من معناها ودلالاتها الحقيقية كما إن البعض يعيب عليهم هذه التسميات القديمة كما يدعون وهذا سبب إحباطا لأبنائي وحاول بعضهم تغييره وخاصة ابنتي إيمان أو امونة كما يدعونها زميلاتها رغم إنها مديرة مدرسة) .
فيما قالت المواطنة يزي مناتي البالغة من العمر 57 سنة انها (ولدت في قرية لعائلة لها ثلاثة أبناء وست بنات أنا رقم خمسة من البنات في العائلة أول أخت رزقت بها العائلة سماها والدي تسواهن والثانية سودة لجمالها الباهر ودفعا للحسد والثالثة لالة والرابعة سميجة وأنا يزي والسادسة كافي وأخوتي جوني وسوادي ومشتت).
واضافت ان (أولادي اصبحوا كباراً ويخالطون الناس ولهم زوجات وعمل وأصدقاء يخجلون من ذكر اسمي حتى لو اضطروا لذكره وأنا أتحسر احيانا حين اسمع بالأسماء الجميلة للنساء مثل إنعام وإخلاص وأشواق وإسراء وغيرها وأتمنى لو اختار لي أبي اسما غير هذا). واوضح المواطن مثنى غالب البالغ من العمر73 سنة انه (اخترت لأبنائي أسماء تبدأ بحرف الألف ولو نبهت للسبب لاقتدى بي الكثيرون من المتزوجين حديثا ومن سوف يرزقون لاحقا والحكاية إنني حين دخلت المدرسة من الأسبوع الأول وقعت بورطة بسبب اسمي و لا أنكر انه لا غبار عليه فله معنى ودلالة ولكن العيب فيه انه يأتي في أواخر الحروف الأبجدية واكتشفت هذه الورطة في الأسبوع الأول أو الثاني من دخولي المدرسة حين وزعت إدارة المدرسة الكتب على التلاميذ ولم يظهر اسمي ذلك النهار مما اضطررت للرجوع نهاية الدوام إلى البيت ابكي واصرخ فقد ظننت أن المدرسة لن تعطيني كتبا مثل باقي الطلبة وفي اليوم التالي تسلمت حصتي منها فشعرت بالارتياح وعرفت بعد ذلك أن الكتب توزع حسب الحروف الأبجدية وظللت اقلق واحزن بانتظار دوري طوال سنوات الدراسة لأنني من الأسماء الأواخر في تأدية الامتحانات وحتى الآن طالما هناك أسماء تتلى حسب الحروف أني وجدت الحاجة لذا فان أسماء أبنائي احمد أكرم امجد وبناتي إكرام وأسماء).
آيات قرآنية
وقالت المواطنة سناء هاتف البالغة من العمر26 سنة انها ( تعلمت من والدها في اختيار أسماء أطفالها من القرآن الكريم فحين يلد لي طفل يقوم زوجي وبعدما يتوضأ بفتح القران على صفحة لا على التعيين ليعثر على اسم له فمولودي الأول أنثى مريم تمثلا بالآية الكريمة التي يخاطب بها الله عز وجل السيدة مريم العذراء (وهزي إليك بجذع النخلة يساقط عليك رطبا جنيا) ومولودي الثاني كان ذكرا أسميناه (يحيى) تمثلا بالآية الكريمة (يا يحيى خذ الكتاب بقوة). وهذه الطريقة بتحكيم القران لها فوائد كثيرة منها انه لا يدع مجالا للزوج والزوجة أو أهلهما للتدخل والاختلاف في من له الأولوية في تسمية المولود).
وقال المواطن علي جابر البالغ من العمر 34 سنة (لي تسع سنوات أمارس مهنتي وهي عرضا حالجي وقد رأيت من الأسماء التي ليست غير جميلة فحسب بل تنفر منها الأسماع وتشمئز النفوس فذات مرة جاءني رجل يدعى حيوان وهو بالأربعين من العمر فنصحته أن يقيم دعوى في محكمة الأحوال المدنية ضد ممثل دائرتنا دائرة الأحوال المدنية لتغييره وجعله إحسان بدلا من حيوان ففرح الرجل وقبلني وشرع بالمعاملة حتى تمكن من تغييره إلى إحسان .وبعد مدة راجع الدائرة للحصول على صورة قيد لابنته لمعاملة ما وعرفته فسألته عن أحواله فأبد أسفه لما فعله وتمنى لو ظل على اسمه السابق فقد ذكر إن الناس راحت تناديه باسمه الجديد إحسان فلا يرد ظنا منه إنهم ينادون على شخص آخر ولما ينادون حيوان يرد وهذا تسبب له في المحلة والعمل إرباكا شديدا).
واضاف إنني (بالرغم من ذلك أختار الأسماء الجميلة للمواليد الجدد إذا لاحظ أن والديهم لم يحسنا اختيار الأسماء المناسبة لهم وانصح من كان اسمه نشازا بتغييره).
وقال الباحث في علم الاجتماع وليد سلمان لـ(الزمان) امس ان (الأسماء من أول الأشياء التي يمتلكها الإنسان ولكنها من الأمور الخطيرة لأنها تلازمه طيلة حياته ولها تأثيرها على الشخص وعلى تركيبته النفسية والمزاجية بما توحيه له ولعقود عدة ولما لها من تأثير على من حوله فالاسم أو الصفة إذا تكون من أسماء أو صفات الصلابة مثل صعب أو جمرة وغيرها من الأسماء يصادف أن تحدث انعطافة كبيرة في مسيرة الإنسان وتتدخل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بتقرير مصيره وموقعه في الحياة او القبح مثل بريج والذلة مثل مسيجينة او طابوكة او الجمال مثل داليا أو نجم أو رهافة الحس مثل أفكار وحوراء لذا انصح ذوي المولود أو أهله بالتروي وتوخي الدقة في اختيار اسمه والتأكد من معناه فهناك أسماء مودرن جميلة ذات رنين خلاب لكن ليس لها معنى أو معنى تافه أو عدواني أو قبيح لايتلائم وجمال حروفه وجرسه لذا عليهم اختيار الأسماء التي تجمع بين الحداثة وجمال الحروف والرنين والمعنى والدلالة سواء كانت دينية أم وطنية أم ذات قيمة).



















