معاناة لا تذكر
يوم الاثنين.. ذلك اليوم الذي سيبقى في ذاكرتي ابداً ولا شيء اظن سيمحيه في المستقبل.
خرجت من البيت قاصداً مكان دراستي جامعة بغداد وحاملاً في يساري التي هي الان معلقة في رقبي حاملاً مادة الامتحان والتي لم استطع اكمالها، لذا قلت ان اكمل ما تبقى منها في باص الاجرة (الكية).
وعندما وصلت المكان الذي يجب ان انزل فيه من (الكية) لاكمل طريقي في (كية) اخرى، وعندما قررت عبور شارع (تقاطع مصفى الدورة) الذي كان الاختناق المروري فيه قد وصل الى حد كبير رايت فجوة بين السيارات المارة ثم عبرت، وقبل ان اصل الى الجهة الثانية فوجئت بسيارة صفراء مسرعة متجهة نحوي لا ادري ما الشعور الذي انتابني في تلك اللحظة، لم اتوقف عن السير واشرت للسائق بالوقوف ولكن.. لم يتوقف السائق (الذي كان بيني وبينه مسافة 15 متراً تقريباً)، لم تتوقف السيارة الا بعدما صدمتني واوقعتني على الطريق بشكل مفاجئ وقوي، عندها ماذا عساي ان افعل وقد بدأ الدم يسيل من وجهي وقد تلوثت ملابسي حينها تدارك المارون وبعض السائقين الموقف وقالوا لصاحب السيارة (ودي بسرعة للمستشفى) ذهبنا الى المستشفى القريب في الكرادة (مستشفى الراهبات) الذي عولجت فيه، وانا اتساءل ما الخطأ الذي ارتكبته انا عند عبوري من مكان العبور (لم تكن فيه اشارة مرور).
حمدت الله على السلامة ومثل ما يقول المثل الشعبي (بهاي ولا بغيرهة) وقد عولج جرح وجهي الذي كان سببه سقوطي على الشارع، واتضح فيما بعد اخذ الاشعة وجود كسر في عظم الكتف الايسر.
واخيراً حدثت نفسي قائلاً: ما هو السبب الذي من اجله قد خرجت وحدث بي ما حدث اهو الشهادة ؟؟! وما هي فائدتها بالنسبة لشخص مثلي لا يملك اجرة الطريق في جيبه، وقد ترك عمله من اجلها، في حين الكل يعرف مصير الخريج في زماننا هذا.
نصير محمد – بغداد
AZPPPL