معاذ الخطيب يتعرض لانتقادات شديدة بسبب محادثات مع حلفاء الأسد

معاذ الخطيب يتعرض لانتقادات شديدة بسبب محادثات مع حلفاء الأسد
البيت الأبيض يؤكد دعمه حلاً سياسياً للأزمة في سوريا من دون الأسد
واشنطن ــ يو بي اي
ميونيخ ــ رويترز
أكد البيت الأبيض دعمه لحل سياسي للأزمة السياسية، لكنه شدد على ان هذا الحل لا يضم الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في حديث إلى الصحافيين ان موقف الولايات المتحدة واضح وهو موقف أوضحه الشعب السوري، نحن ندعم التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، وثد أوضح الشعب السوري ان الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته ليتمكن من التوصل إلى حل سياسي وإطلاق عملية انتقال ديمقراطية تلبي تطلعات الشعب السوري . وأضاف كارني سوف ندعم الشعب السوري فيما يحدد أي أطراف آخرين من النظام يمكن أن يعملوا معه لتسهيل الانتقال السياسي الذي يؤدي إلى قيام سوريا ديمقراطية وشاملة وموحدة تحمي حكم القانون لكل مواطنيها وتحاسب من ارتكب أعمال وحشية ضد الشعب السوري . وأوضح ان النقطة الأوسع هي دعم الحاجة والجهود للتوصل إلى حل سياسي، وكنا واضحين وأعتقد ان المعارضة السورية كانت واضحة، والشعب السوري كان واضحاً بأن العملية الانتقالية لا تضم الأسد لأنه بات من دون شرعية في عيون شعبه . وذكر كارني ان ما يقال عن ان نظام الأسد موحد ومتماسك ليس صحيحاً وما يظهر ذلك هي الانشقاقات وغيرها من المشاكل فيما حققت المعارضة المكاسب. وختم بالقول نحن ندعم جهود الشعب السوري فيما يحدد أية عناصر من النظام السوري يمكنه أن يعمل معها لتسهيل مستقبل أكثر ديمقراطية لبلاده . كلام كارني يأتي تعليقاً على إعلان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية محمد معاذ الخطيب انفتاحه لإجراء مناقشات مع ممثلين عن الحكومة السورية. إلى ذلك عاد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري إلى مقره في القاهرة قادما من المانيا ا ليفسر لأعضاء الائتلاف المتشككين قراره بإجراء محادثات مع روسيا وإيران الداعمتان الرئيسيتان للرئيس السوري بشار الأسد على أمل تحقيق انفراجة في الأزمة. ووصف وزيرا الخارجية الروسي والإيراني وجو بايدن نائب الرئيس الأمريكي استعداد الخطيب للتفاهم مع نظام الأسد على أنه خطوة كبرى نحو حل الأزمة المستمرة منذ عامين. وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي اليوم الأحد إذا كنا نريد وقف إراقة الدماء فإننا لا يمكن أن نستمر في تبادل إلقاء اللوم مرحبا بمبادرة الخطيب ومضيفا أنه مستعد لمواصلة الحديث مع المعارضة. ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية للأنباء عن لافروف قوله اليوم هذه خطوة مهمة جدا. خاصة لأن الائتلاف تشكل على أساس الرفض التام لأي محادثات مع النظام . واستخدمت روسيا حق النقض الفيتو ثلاث مرات ضد قرارات من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كانت تهدف إلى إبعاد الأسد أو الضغط عليه لإنهاء الحرب التي سقط فيها أكثر من 60 ألف قتيل. لكن موسكو تحاول أيضا أن تنأى بنفسها عن الأسد بقولها إنها لا تحاول دعمه ولن توفر له اللجوء. وقالت وسائل إعلام سورية إن الأسد استقبل سعيد جليلي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وأبلغه أن سوريا قادرة على التصدي لأي عدوان مضيفا أنها قادرة على مواجهة التحديات الراهنة والتصدي لأي عدوان يستهدف الشعب السوري مثل الغارة الجوية التي استهدفت قاعدة عسكرية في الاسبوع الماضي والتي اتهمت دمشق اسرائيل بتنفيذها. وأشاد ساسة من الولايات المتحدة وأوربا والشرق الأوسط في مؤتمر ميونيخ الأمني بما وصفه شجاعة الخطيب. لكن الخطيب من المرجح أن يواجه انتقادات حادة من قيادات الائتلاف الوطني المقيمة في القاهرة. وعرض الخطيب قيادته للخطر عندما قال إنه سيكون مستعدا للتفاهم مع ممثلي نظام الأسد بشرط الإفراج عن 150 ألف سجين وإصدار جوازات سفر لعشرات الآلاف من اللاجئين الذين فروا إلى الدول المجاورة لكن ليس لديهم وثائق. وقال أحد زملاء الخطيب من المكتب السياسي للائتلاف الوطني السوري المؤلف من 12 عضوا لقد أثار عاصفة سياسية. الاجتماع مع وزير الخارجية الإيراني غير ضروري على الإطلاق لأنه بلا فائدة. إيران تدعم الأسد تماما مؤكدا أنه لا فرق بين الاجتماع مع صالحي والاجتماع مع وزير الخارجية السوري. وينظر للخطيب على أنه حائط الصد في مواجهة القوى السلفية التي أصبحت تقوم بدور رئيسي في المعارضة المسلحة. واختير رئيسا للائتلاف في قطر العام الماضي بدعم كبير من جماعة الاخوان المسلمين.
وأشار عضو في الائتلاف الوطني السوري طلب عدم نشر اسمه إلى تصريحات صالحي ولافروف اليوم بعد يوم من اجتماعهما مع الخطيب باعتباره دليلا على أن أيا منهما لم يغير موقفه وما زالا يدعمان الأسد.
وقال صالحي لمؤتمر ميونيخ حيث جرت جولة المحادثات إن الحل هو إجراء انتخابات في سوريا مع عدم ذكر وجوب رحيل الأسد عن البلاد.
وأبدى كل من رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم ال ثاني والسناتور الأمريكي الجمهوري جون مكين إحباطه في ميونيخ من عزوف المجتمع الدولي عن التدخل في الصراع السوري.
وقال الشيخ حمد بن جاسم إنهم يعتبرون مجلس الأمن مسؤولا مسؤولية مباشرة عن استمرار مأساة الشعب السوري وآلاف الأرواح التي فقدت والدم الذي أريق وما زال يراق على يد قوات النظام.
وقللت موسكو من شأن المباحثات في ميونيج ووصف مصدر دبلوماسي المحادثات بين لافروف والخطيب بأنها مجرد اجتماعات روتينية .
وقال المصدر الروسي قدمنا آراءنا عندما التقى الوزير لافروف بالخطيب.. أشرنا إلى تصريحاته بوصفها فرصة قائمة للحوار مع الحكومة السورية. هذا أمر طالبنا به .
ومضى المصدر يقول لأي مدى هذا واقعي.. هذه مسألة صعبة وهناك شكوك بشأن ذلك .
وقال مصدر في وفد الخطيب إن عرض الحوار سيجد صدى لدى السوريين المعارضين للأسد الذين لم يحملوا السلاح ويريدون التخلص منه بالحد الأدنى من إراقة الدماء .
وقال فواز تللو وهو معارض سوري محنك مقيم في برلين إن الخطيب قام بمناورة سياسية محسوبة لإحراج الأسد.
ولكن تللو أضاف قائلا إنها مبادرة غير تامة وفي الغالب سوف تتلاشى وأنه لا يمكن لنظام الأسد أن ينفذ أي بند في سلسلة من المبادرات لأن هذا النظام سيسقط.
وتابع أن روسيا وإيران بدأتا بالفعل استخدام مبادرة الخطيب بشكل سلبي في حين أن النظام وحلفاءه سيتعاملون مع اجتماعات الخطيب فقط بوصفها فرصة إضافية للقضاء على المعارضة أو إضعافها.
وعندما سئل الخطيب عن خطورة النظر إلى استراتيجيته باعتبارها مؤشرا على الضعف في المعارضة أو الإحباط من مكاسب الجيش السوري الحر قال لرويترز إن المقاتلين معنوياتهم مرتفعة وإنهم يحققون مكاسب يومية.
AZP02