قيس الدباغ
لم تتمتع الأنثى بحريتها ولم تنصف إلا في العصر الحجري ومرحلة إنسان الكهوف حيث دأب الرجل وهنا نأتي بذكر الرجل بصفته الذكورية على القيام بمهام الصيد وجلب الطعام والدفاع عن الأسرة وتوفير الحماية لها وتقوم الأنثى بمهام تهيئة الطعام والفراش وتربية الأطفال إلى أن يبلغوا مبلغ مصاحبة الآباء للتدريب وكان توزيع المسؤوليات توزيعا عادلا ثم تطور المجتمع من مرحلة الصيد إلى الزراعة وهنا تقلص دور الذكر ووقع على الأنثى نصيب أكبر من العمل وزاد من حملها إضافة على التربية قامت بمشاركة الذكر في الحقل مكرهة غير طائعة واحتاج الذكر إلى أيدي عاملة أخرى فلم يذهب إلى خيار التأجير بل قام بزيادة عدد الإناث العاملة لديه بالمجان عن طريق الزواج والاقتران .
وبنفس الوقت تحول الذكر الى فحل للجماع فترك العمل نهارا لإناثه في الحقل ويعمل هو ليلا في إنتاج وتفريخ أفواه تحتاج إلى الطعام الذي تقع على الإناث مسؤولية توفيره عن طريق الزراعة والرعي فترى الأناث ينهضن قبل بزوغ الفجر لتحضير الخبز الطازج وحلب الحيوانات ثم التوجه بعدها إلى الحقول والمراعي قبل أن تنشر الشمس خيوطها الدافئة وتقطع الأنثى في سبيل الوصول للهدف مسافات غير قليلة تصحبها الكلاب النابحة مع حمار يحمل الماء وعدد العمل المضني مع أطفال صغار من كلا الجنسين ويبدأ العمل تحت ظل شمس حارقة صيفا أو لفح ريح باردة شتاءا
وهي في العمل قد تكون حامل في شهرها السابع أو الثامن واحيانا تضع المراءة وليدها وهي في العمل بمساعدة بعض النسوة وتعود قبل المساء حاملة طفلها الوليد بيدها وحزمة حطب على جيدها يتبعها نفر من الأطفال الصغار تسبقهم الحيوانات الاليفة، ثم في طور جاهلية العرب كانت الأنثى غير منتجة حيث اعتمدت عوامل الإنتاج على الغزو والنهب والدفاع عن ممتلكات القبيلة بالسيف فلم يعد للانثى دور محوري وفاعل في الإنتاج
وأصبح الدفاع عنها عبئا على القبيلة ويتم الاحتفاظ بالأنثى من أصول عريقة كأحتفاظهم بالنجيبات من النوق والخيل الأصيلة للأنجاب وظهرت موجة وأد الفتيات وجاء الإسلام ليحارب ظلم الأنثى في كل شيء بضراوة وبقت الفكر الذكوري للمجتمع القبلي خانسا لفترة محدودة وخصوصا في فترة نزول الوحي وما أن انقطع الوحي حتى بدأ الفكر الذكوري القبلي بالارتداد على التشريعات الإلهية ولكن ليس بالوقوف ضدها علانية فيما يخص المراءة بل بالالتفاف على النصوص ولي أعناق الآيات والاعتماد على المرويات والقصص والعنعنة وحدثنا فلان ومرويات الأحلام عن رجال صالحين ماتوا ثم عادوا ليوجهوا المجتمعات عن طريق الرؤى والأحلام وشيئا فشيئا اقتنعت الأنثى بأنها عورة وأنها ناقصة عقل ودين وأنها ام لكل مفسدة وأنها الغواية بعينها وأنها رسولة الشيطان ومطيته ومن العجب العجاب أن تقف امراءة تدافع عن عبوديتها وتهاجم من يحاول أن يعود بها إلى المكان الراقي والسامي الذي وضعه الله لها وأنزل تشريعا سماويا بها ومن سخرية الوضع أن العبيد يدافعون عن عبوديتهم بضراوة شديدة جدا والسؤال المحير هل كان النساء في عهد رسول الله يرتدون العباءة السوداء التي تلف أجسادهم أم أن هذا التقليد دخل على المجتمع بعد قرون من وفاة الرسول وهل إذا غمرنا الأنثى بالسواد ثم لطخناها بدخان الحطب والرماد ستكف عيون الذكور عن النظر إليها ان الذي يمارس الخطيئة مع الحيوانات لا يتورع عن ملاحقة الإناث من بني آدم،
والاقسى من هذا كله في حاضرنا الآن لازالت عوائل وبيوتات وقبائل لاتعطي للإناث ميراثهن ، وطوبى لك أيها الأنثى كنت اما واختا وبنتا وزوجة تتحملين كل الأعباء من قبل خروجك من المنزل بزمن، من ملبسك وأخذ الاحتياطات البشرية لكل إنسان والمحافظة على مسيرك وعدم رفع بصرك والتكلم مع سائق المركبة بصوت خافت والسير بتوازن خشية السقوط وتهيئة النقد الكافي لدفع الأجرة لأن الذكور أساتذة في نهب الحقوق وعدم إرجاع المستحق علاوة على تحمل رائحة الذكور من الجالسين معك في المركبة والعمل والبيت احيانا وروائح انفاسهم وتهيئة الطعام لاسرتك وتحمل نزق الذكر العائد من العمل وقد أشبع مهانة من الخارج ويعود ليسكبها كلها مع الفوائد الربوية على زوجته وابنته واخته واحيانا أمه لاتجزعن ايتها الإناث فإن الله عادل ولن يظلمكن أبدا وحاشا لله أن يأمر بالظلم وقد حرمه على نفسه فكيف يرضاه لعبيده من الإناث.