مصر علي أبواب عصيان مدني لإطاحة العسكر والأحزاب الرئيسية ترفض الفوضي

مصر علي أبواب عصيان مدني لإطاحة العسكر والأحزاب الرئيسية ترفض الفوضي
شيخ الأزهر وبابا الأقباط يناشدان المصريين لطاعة الحاكم والتخلي عن الإضرابات

القاهرة ــ الزمان
طالبت السلطات الدينية في مصر الاتحادات العمالية والطلابية بالتخلي عن خطط لتنظيم سلسلة اضرابات مفتوحة لاجبار المجلس الاعلي للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد علي التخلي عن السلطة قائلة انه يتعين علي الشعب القيام بواجبه تجاه الدولة وتجنيب اقتصادها المتداعي المزيد من الاضرار.
ومن المتوقع ان تغلق في الاضراب الاول المزمع السبت جامعات ومصانع وتتوقف حركة بعض القطارات وتخفض الخدمات العامة. وتحل السبت الذكري الاولي لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك.
واختلفت القوي السياسية المصرية حول دعوات الاضراب والعصيان المدني ومليونية جمعة الرحيل في ذكري رحيل الرئيس السابق حسني مبارك وتنحيه عن رئاسة مصر وتسليم مقاليد الحكم للمجلس الاعلي للقوات المسلحة لادارة البلاد.
وكان حوالي 36 ائتلافا وحركة شبابية ونشطاء دعت الي العصيان المدني والمشاركة في الاضراب فيما رفضت كبري الاحزاب المشاركة تنظيم علي الاضراب داعية الي ضرورة الالتفات لبناء مصر من جديد.
ومن بين تلك الاحزاب التي رفضت الاضراب الحرية والعدالة والنور والوفد والوسط والاتحادات والنقابات والهيئات العامة وكافة الهيئات الخدمية والتي وجهت دعواتها للعمل.
ويقول محللون ان مصر في حاجة ماسة لدعم أجنبي لتفادي أزمة مالية ناجمة عن اضطرابات اقتصادية وسياسية مستمرة منذ عام. فقد تراجعت معدلات الاستثمارات والسياحة وارتفعت معدلات البطالة ووصلت احتياطيات النقد الاجنبي مستوي الخطر.
وناشد الامام الاكبر شيخ الازهر أحمد الطيب المصريين البالغ عددهم زهاء 80 مليون نسمة في رسالة “ألا يعطلوا العمل ساعة واحدة وأن يتمسكوا بأداء واجبهم نحو أنفسهم وأهليهم ونحو وطنهم ومواطنيهم”.
ومن جانبه قال البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في بيان “العصيان المدني لا يقبله الدين ولا تقبله الدولة والايات في الكتاب المقدس التي تحض علي طاعة الحاكم كثيرة”.
ويقدر عدد المسيحيين في مصر بنحو 10 في المئة من السكان.
وسيقدم معدل الاستجابة للاضراب أدلة علي رغبة المصريين في مزيد من المواجهة مع المجلس العسكري الذي أشرف علي أول انتخابات نزيهة تشهدها مصر في 60 عاما والذي تعهد بتسليم السلطة كاملة لمدنيين منتخبين بحلول منتصف العام الجاري.
ويقول منتقدو المجلس العسكري انه سيحاول الحفاظ علي نفوذه في السلطة خلف الكواليس.
ونشر الجيش مزيدا من الجنود والدبابات لحماية المباني والمنشات العامة استعدادا للاضراب الذي أثار انقسامات عميقة بين الجماعات الشبابية الليبرالية واليسارية من جهة والجيش والسياسيين الاسلاميين والزعماء الدينيين من جهة أخري.
ويقول نشطاء ان الاضراب سيبدأ بموجة عصيان في أنحاء البلاد لزيادة الضغط علي المجلس العسكري الذي تولي السلطة من مبارك. ويضيفون ان المجلس يقف في وجه الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحريات الافراد. ويري كثير من النشطاء الشبان انه يتعين اجبار العسكريين علي التخلي عن السلطة لكنهم يقولون ان احتجاجات الشوارع التقليدية فشلت في ممارسة ضغط كاف عليهم لاسيما بعد انتخاب برلمان هيمن عليه الاسلاميون الذين يعارضون المواجهة مع الجيش. وقال بيان وقعته 39 جماعة شبابية ان الاضراب “مجرد بداية لنقل المعركة الثورية علي طريق ربط المطالب السياسية والديمقراطية بالمطالب الاقتصادية والاجتماعية”.
ورفضت المشاركة في الاضراب جماعة الاخوان المسلمين التي يعد حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لها أكبر كتلة في البرلمان الجديد. وقال محمود حسين الامين العام للاخوان المسلمين في بيان علي موقع الجماعة علي الانترنت “ان هذه الدعوة في غاية الخطورة علي مصلحة الوطن ومستقبله”.
وأطلقت جماعة مؤيدة للمجلس العسكري حملة علي الانترنت بعنوان “شغلني مكانه” داعية السلطات لفصل الذين يشاركون في الاضرابات وتشغيل شبان من العاطلين بدلا منهم. وتسببت اشتباكات الشوارع المتتالية بين الشرطة ومجموعات الثوار في اثارة غضب المواطنين الذين يتوقون الي عودة الاستقرار علي أمل ان يؤدي ذلك الي توفير مزيد من الوظائف وخفض مستوي الفقر.
وسقط 15 قتيلا علي الاقل في اشتباكات في الشوارع بالقاهرة ومدينة السويس بشرق البلاد في الايام القليلة الماضية في اضطرابات اندلعت بعد سقوط 74 قتيلا بعد مباراة لكرة القدم في الدوري الممتاز. ويشكك حتي بعض الداعين للاضراب في احتمال نجاحه بنسبة مائة في المئة.
ويقول النشطاء ان من المزمع استمرار الاحتجاجات حتي مايو/ايار للضغط من أجل تحقيق مطالب بينها عودة الجيش لثكناته وتشكيل حكومة انقاذ وطني ومحاكمة المسؤولين عن أحداث العنف ضد المحتجين وتحسين الاجور وأوضاع العاملين.
وقال طالب بجامعة القاهرة التي شارك طلابها في الدعوة للاضراب يدعي شريف هاني “تعبنا من الدم وسقوط قتلي…المجلس العسكري هو السبب في ذلك”.

/2/2012 Issue 4119 – Date 11- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4119 – التاريخ 11/2/2012

AZP02















مشاركة