مصر تمنع ناشطة بريطانية من السفر والمجلس العسكري:لا نخضع للابتزاز الأمريكي
القاهرة ــ مصطفي عمارة:
قالت مصادر في مطار القاهرة إن سلطات المطار منعت امس بريطانية من ركوب طائرة متجهة إلي بلادها لصدور قرار بمنعها من السفر في قضية تمويل أجنبي لمنظمات غير حكومية. وقال مصدر إن البريطانية وتدعي ديان دياكون تعمل لمنظمة أمريكية لا تهدف إلي الربح وإن السلطات أبلغتها بأنها ممنوعة من السفر وأنزلت حقائبها من الطائرة التي كانت متجهة إلي لندن. وأضاف أن المرأة غادرت المطار دون إلقاء القبض عليها. ويشمل المنع في القضية التي تسببت في تصدع العلاقات بين القاهرة وواشنطن 43 شخصا معظمهم أمريكيون ومصريون. وقالت مصر إن مسؤولين أمريكيين كبارا سيصلون إلي القاهرة اليوم السبت في محاولة لحل النزاع. فيما قال المجلي العسكري انه لا يخضع للابتزاز في قضية المنحة الامريكية لمصر.
علي صعيد آخر شارك آلاف الناشطين في مصر بمصر في مسيرات الي مقر وزارة الدفاع بشمال القاهرة لمطالبة المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ عام بتسليم السلطة للمدنيين بينما تظاهر بضع ألوف في مدينة الاسكندرية الساحلية تأييدا للمجلس.
ونظم النشطاء المسيرات قبل يوم من اضراب عام وعصيان مدني دعا اليهما النشطاء وانقسم الشعب حول الاستجابة لهما. فيما كشفت مصادر الاخوان المسلمين النقاب ان المهندس خيرت الشاطر القيادي في الجماعة يجري حاليا مشاورات لتشكيل حكومة ائتلافية تعرض علي البرلمان يترئسها محمد مرسي ويشغل الاخوان معظم مقاعدها لقيادة المرحلة القادمة وتعليقا علي تلك الانباء نفي مصدر عسكري نية حكومة كمال الجنزوري الاستقالة. علي صعيد آخر اختطف مسلحون من بدو سيناء امس ثلاثة سياح من كوريا الجنوبية في جنوب سيناء، اضافة الي مرشدهم المصري، مطالبين بالافراج عن عدد من ذويهم المحتجزين لدي الشرطة، وفقا لما افاد مصدر امني. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان “مجموعة من المسلحين البدو قاموا باختطاف ثلاثة سياح كوريين اضافة الي مرشدهم السياحي المصري وهم في طريقهم الي دير سانت كاترين”.
ويطالب هؤلاء البدو بالافراج عن عدد من ذويهم المحتجزين لدي الشرطة، وفقا للمصدر نفسه.
وهتف المشاركون في المسيرة بعد أن تقدمت في شارع رمسيس في طريقها الي وزارة الدفاع “الاضراب مشروع مشروع ضد الفقر وضد الجوع”. وكتب نشطاء شعارات علي جدران المباني وقصر القبة تقول “عصيان مدني” و”اعدام المشير” و”المشير خائن” في اشلرة الي رئيس المجلي العسكري حسين طنطاوثي.
وعند بلوغ المسيرة مقر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في منطقة حدائق القبة هتف النشطاء “بيع بيع بيع الثورة يا بديع” في اشارة الي المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد بديع. وقالت جماعة الاخوان انها ترفض الخروج علي الجدول الزمني المحدد من قبل المجلس العسكري لتسليم السلطة للمدنيين وهو منتصف العام. وشغل أعضاء في حزب الحرية والعدالة أكثر من 47 في المئة من مقاعد مجلس الشعب الذي انتخب حديثا بينما شغل اسلاميون آخرون نحو 22 في المئة من المقاعد.
ويقول منتقدون للمجلس العسكري انه يحاول الحفاظ علي نفوذه في السلطة عبر اتفاق ضمني مع الاسلاميين.
وينفي الجانبان وجود مثل هذا الاتفاق. فيما ناشد شيخ الازهر أحمد الطيب المصريين البالغ عددهم زهاء 80 مليون نسمة في رسالة “ألا يعطلوا العمل ساعة واحدة وأن يتمسكوا بأداء واجبهم نحو أنفسهم وأهليهم ونحو وطنهم ومواطنيهم”.
ومن جانبه قال البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في بيان “العصيان المدني لا يقبله الدين ولا تقبله الدولة والايات في الكتاب المقدس التي تحض علي طاعة الحاكم كثيرة”.
ويقدر عدد المسيحيين في مصر بنحو 10 في المئة من السكان.
وسيقدم معدل الاستجابة للاضراب أدلة علي رغبة المصريين في مزيد من المواجهة مع المجلس العسكري الذي أشرف علي أول انتخابات نزيهة تشهدها مصر في 60 عاما والذي تعهد بتسليم السلطة كاملة لمدنيين منتخبين بحلول منتصف العام الجاري.
ويقول منتقدو المجلس العسكري انه سيحاول الحفاظ علي نفوذه في السلطة خلف الكواليس.
ونشر الجيش مزيدا من الجنود والدبابات لحماية المباني والمنشات العامة استعدادا للاضراب الذي أثار انقسامات عميقة بين الجماعات الشبابية الليبرالية واليسارية من جهة والجيش والسياسيين الاسلاميين والزعماء الدينيين من جهة أخري.
ومن المتوقع أن يعطل الاضراب اليةن السبت جامعات ومصانع وأن تتوقف حركة بعض القطارات وتخفض الخدمات العامة. وسيقدم معدل الاستجابة للاضراب أدلة علي رغبة المصريين في مزيد من المواجهة مع المجلس العسكري.
ونشر الجيش مزيدا من الجنود والدبابات لحماية المباني والمنشآت العامة استعدادا للاضراب.
وقال بيان وقعته 39 جماعة شبابية ان الاضراب هو “مجرد بداية لنقل المعركة الثورية علي طريق ربط المطالب السياسية والديمقراطية بالمطالب الاقتصادية والاجتماعية”.
وبدأت احدي المسيرات من مسجد الفتح في ميدان رمسيس بوسط القاهرة بعد صلاة الجمعة وشارك فيها مئات النشطاء لكن عدد المشاركين بلغ نحو ثلاثة آلاف حين اقتربت المسيرة من مقر وزارة الدفاع.
وتولي المجلس العسكري ادارة شؤون البلاد في الحادي عشر من شباط العام الماضي بعد أن أسقطت الانتفاضة الشعبية التي اندلعت يوم 25 كانون الثاني من ذلك العام مبارك.
وأشار للمشاركين في المسيرة مئات السكان من الشرفات بعلامة النصر وألقي اليهم رجل بحلوي وورود بينما انتقدهم مئات المارة وركاب السيارات التي أعاقت المسيرة سيرها.
وقال مصريون كثيرون ان أداء مجلس الشعب الجديد خيب آمالهم وان موقف المجلس من المجلس العسكري وحكومته بدا قريبا من موقف الحزب الوطني الديمقراطي المحلول الذي كان يحكم مصر مع مبارك وحكومته.
وعند وصول المسيرة الي قصر القبة الذي يواجه مقر وزارة الدفاع لكن عبر شريطي مترو الأنفاق ومترو ضاحية مصر الجديدة كتب نشطاء شعارات مناوئة للمجلس العسكري علي أحد أسوار القصر ولم يعترضهم الحراس.
وحاول نشطاء الوصول الي مقر وزارة الدفاع أكثر من مرة منذ تفجر الاحتجاجات ضد سياسات المجلس قبل شهور لكن الجيش أحاط المقر بنقاط تفتيش وحواجز يحرسها بضع ألوف من الجنود بحسب شهود العيان.
وتوجهت الي مقر الوزارة اليوم مسيرات يشارك فيها ألوف النشطاء من عدة أماكن في العاصمة بينها ضاحية مصر الجديدة وضاحية مدينة نصر وضاحية شبرا.
وفي مدينة الاسكندرية الساحلية نظم بضع ألوف من مؤيدي المجلس العسكري مظاهرة بجوار قصر رأس التين والقاعدة البحرية المجاورة رفعت خلالها لافتات تقول “الجيش والشعب ايد واحدة” و”لا اله الا الله أمريكا عدو الله” في اشارة الي تصدع العلاقات بين القاهرة وواشنطن بعد منع نشطاء أمريكيين من السفر واحالتهم الي المحاكمة الجنائية لتلقيهم أموالا من الادارة الأمريكية بالمخالفة للقانون كما تقول السلطات.
ويتهم مسؤولون ومقربون من الحكومة الولايات المتحدة بتمويل نشطاء من أجل تقسيم البلاد لكن واشنطن تقول انها تساعد منظمات تعمل لنشر الديمقراطية.
/2/2012 Issue 4119 – Date 11- Azzaman International Newspape
جريدة »الزمان« الدولية – العدد 4119 – التاريخ 11/2/2012
AZP01
