بيروت – لندن- الزمان
نفّذت قوات إسرائيلية إنزالا جويا في سوريا ليل الثامن من أيلول/سبتمبر، في عملية دمّرت خلالها منشأة لانتاج الصواريخ أقيمت بإشراف إيراني، بحسب تصريح المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا وتقارير صحافية أميركيةوالقناة الرابعة الإسرائيلية.
وكانت قد أعلنت السلطات السورية مقتل 18 شخصا في غارات إسرائيلية استهدفت ليل الأحد الإثنين «مواقع عسكرية» في مدينة مصياف وسط البلاد.
ولكن بحسب المرصد السوري، فإنّ الغارات استتبعتها عملية إنزال جوي استهدفت موقع «حير عباس»، وهو «مصنع مخصص لتصنيع وتطوير الصواريخ الدقيقة متوسطة المدى» أنشأه ويشرف عليه الحرس الثوري الايراني.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن «مروحيات أنزلت عشرات الجنود الاسرائيليين» الذين «تمكنوا من اقتحام المصنع وتفجيره». لكن لا توجد تقارير عن القوات السورية التي كانت تحرس منشأة مهمة وكيف حدث الاشتباك الأرضي. وبحسب مصادر موالية في دمشق تحدثت للصحافة فإن قصة الانزال مفبركة بالكامل وقد فاتهم سد نقص مسألة الاشتباك الأرضي وكم عدد الحراس السوريين او الإيرانيين في الموقع. لكن التقارير إشارات الى انه جرى تدمير كل الحراسات قبل الانزال.
وسبقت ذلك «سلسلة من الضربات الجوية المكثّفة التي استهدفت مواقع حيوية في المنطقة» أدت لتدمير «مركز البحوث العلمية في مصياف» حيث يتمّ تطوير أسلحة ويعمل خبراء إيرانيون، وفق المرصد. ويوجد تعاون قديم منذ العام 1980 بين ايران وسوريا في الأبحاث العسكرية لاسيما الكيمياوي.
وشاركت في العملية التي دامت ثلاث ساعات، طائرات مسيرة وحربية، وبلغت حصيلتها 27 قتيلا وفق المرصد.
وأشار المصدر ذاته الى أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت «مقر المخابرات العسكرية وعدة نقاط أخرى كانت مخصصة لحماية المصنع»، بالإضافة إلى «استهداف كل مركبة أو آلية تتحرك بالقرب من الموقع، حتى الدراجات النارية».
من جهته، نقل موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي عن ثلاثة مصادر مطّلعة على الملف بأنّ وحدة من قوات النخبة الاسرائيلية نفّذت الهجوم «ودمّرت مصنعا تحت الأرض لإنتاج الصواريخ الدقيقة التي تقول الولايات المتحدة واسرائيل إن إيران تقوم بتصنيعها».
وتقع المنشأة «تحت الجبال في مصياف لتبقَى بمنأى عن الضربات (الجوية) الاسرائيلية»، وفق أكسيوس الذي أشار الى أن تدميرها «يبدو ضربة كبيرة لجهود إيران وحزب الله في إنتاج صواريخ دقيقة متوسطة المدى على الأراضي السورية».
بدورها، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نقلا عن مسؤولين أميركيين وغربيين بأن «اسرائيل نفذت عملية كوماندوس» في سوريا «دمرت فيها موقع تصنيع صواريخ تابعا لحزب الله».
وأضافت أن «العملية تضمّنت هجوما جريئا نفذته قوات خاصة إسرائيلية التي نزلت من المروحيات ويبدو أنها استولت على مواد من منشأة الصواريخ».
وتزايدت الضربات الإسرائيلية على سوريا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، في أعقاب شنّ الحركة الفلسطينية هجوما غير مسبوق على جنوب الدولة العبرية.
وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، قال الجيش الإسرائيلي إنه «لا يعلّق على التقارير في وسائل الإعلام الأجنبية».
ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافا لحليفيه إيران وحزب الله. ونادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها أكدت مرارا أنها ستتصدى لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري على حدودها.
وتوازيا مع حرب غزة، تشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله وإسرائيل. ويؤكد الحزب استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية «دعما» لغزة و»إسنادا لمقاومتها». في المقابل، تستهدف الدولة العبرية ما تصفه بأنه «بنى عسكرية» تابعة للحزب، إضافة إلى مقاتليه.
وإيران هي أحد أبرز داعمي الرئيس السوري بشار الأسد، سياسيا وعسكريا واقتصاديا، منذ السنوات الأولى للنزاع. كما دعمت طهران مجموعات موالية لها، على رأسها حزب الله، في القتال الى جانب الجيش السوري. الا ان الرئيس الإيراني بزشكياتن اعطى إشارة قوية في زياروته لبغداد بأن ايران قررت عدم توسيع الحرب مما يؤكد تلاشي احتمالية الرد الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية.
ودانت وزارة الخارجية الإيرانية الغارات الإسرائيلية «الإجرامية».