مشاورات دولية لاختيار مسؤولين من النظام السوري للتفاوض مع المعارضة

مشاورات دولية لاختيار مسؤولين من النظام السوري للتفاوض مع المعارضة
مدير المخابرات الأمريكية المعارضة السورية ما زالت غير منظمة
واشنطن ــ رويترز ــ باريس ــ الزمان
قال مدير المخابرات القومية الامريكية جيمس كلابر ان القوات التي تسعى الى الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد تكتسب قوة وتربح أرضا لكن المعارضة السورية ما زالت مجزأة وتجد صعوبة في احتواء تدفق المقاتلين المتشددين الاجانب. وقال كلابر في جلسة للجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الامريكي عن المخاطر الامنية العالمية ان أجهزة المخابرات الامريكية لا تعرف الى متى سيستطيع الرئيس السوري بشار الاسد الاحتفاظ بسيطرته على الحكم في البلاد. وأضاف يطرح السؤال الى متى سيستمر الاسد؟ وردنا المعتاد هو أيامه معدودة. لكننا لا نعرف عددها. في تقديرنا هو ملتزم للغاية بالبقاء هناك والاحتفاظ بسيطرته على النظام . وتابع كلابر ان حكومة الاسد تخسر السيطرة على اراض وتعاني نقصا في الرجال وفي النقل والامداد. لكن في الوقت نفسه هناك المئات حرفيا من خلايا مقاتلي المعارضة التي يجد القادة صعوبة بالغة في بسط مزيد من القيادة والسيطرة المركزيتين عليها. واشار كلابر الى تزايد المقاتلين الأجانب بين معارضي الاسد وكثيرون منهم مرتبطون بجبهة النصرة المنبثقة عن القاعدة في العراق التي اكتسبت قوة في سوريا لاسباب من بينها تقديم خدمات للسكان الذين يعانون من ويلات الحرب منذ عامين. وقال كلابر إنهم يقدمون حيثما أمكنهم المزيد والمزيد من الخدمات البلدية في وضع فظيع للغاية من الناحية الانسانية . وصرح مسؤولون امريكيون واوربيون في الاونة الاخيرة بأن حكوماتهم ستكثف جهودها لتقديم مساعدات غير مميتة وتدريبات للفصائل المعارضة غير الاسلامية التي تقاتل الاسد. واشار المسؤولون في تصريحات غير رسمية الى انه يجري تدريب بعض المعارضين بدعم وربما مشاركة محدودة من بعض الامريكيين في دول مجاورة. لكن الافراد الامريكيين والغربيين الاخرين في المنطقة نفسها مشغولون بالقدر نفسه بل وربما أكثر انشغالا بتتبع النفوذ المتزايد لجبهة النصرة وغيرها من المتشددين وأنشطتهم. وهم يريدون ايضا ضمان ألا يضع هؤلاء أيديهم على اسلحة يمكن ان تهدد المصالح الغربية بما في ذلك الصواريخ ارض جو القادرة على اسقاط الطائرات والاسلحة الكيماوية التي يعتقد ان نظام الاسد جمع مخزونا منها. وتحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها تتبع مصير ترسانة الاسلحة الكيماوية والبيولوجية التي يعتقد انها موجودة في سوريا. واشار كلابر الى قلق وكالات المخابرات الامريكية بخصوص احتمال ان تكون حكومة الاسد مستعدة لاستخدام الاسلحة الكيماوية ضد شعبها واحتمال سقوط هذه الاسلحة في أيدي مجموعات خارجية. واضاف ان ايران تفعل ما كل في وسعها لدعم حكومة الاسد من خلال المساعدات والتدريب برغم الضعف الذي لحق بها نتيحة للعقوبات الدولية المفروضة عليها سعيا لمنعها من اكتساب قدرات نووية. إلى ذلك يعمل مسؤولون فرنسيون وأمريكيون وروسيون، لاختيار لائحة مسؤولين سوريين تكون مقبولة للتفاوض مع المعارضة السورية، حسب ما صرح أمس الثلاثاء وزير الخارجية الفرنسي. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في كلمة ألقاها أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية خلال الأسابيع القليلة الماضية عملنا معا على فكرة لم تتبلور بعد، تقضي بإعداد لائحة بمسؤولين سوريين تكون مقبولة من الائتلاف الوطني السوري المعارض . وأوضح ناقشنا هذا الأمر مع الروس والأمريكيين، مشيرا إلى اتصالات تجري حاليا للتوصل إلى حل سياسي في إطار اتفاق جنيف، حول المرحلة الانتقالية، والذي تم التوصل اليه في حزيران 2012، بحضور الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن . ولفت أيضا إلى أن فرنسا وبريطانيا تدعوان إلى تخفيف الحظر المفروض على السلاح في سوريا، إلا أن دولا أوربية أخرى لم توافق على هذا الأمر خلال الاجتماع الأخير في بروكسل ، مضيفا أن زعزعة بشار الأسد تتطلب إفهامه بأنه لن يتمكن من الانتصار بقوة السلاح، الأمر الذي يحتاج إلى خلق توازن قوى جديد . يذكر أن خلافا سرعان ما برز حول تفسير اتفاق جنيف، ففي حين تعتبر الولايات المتحدة وفرنسا أنه يفتح الباب أمام مرحلة ما بعد بشار الأسد، فان روسيا والصين تؤكدان أن الاتفاق لم يلحظ استبعادا للرئيس السوري عن مرحلة الحل.
AZP02