مسؤولون يشيدون بنتائج زيارة رشيد إلى محافظة نينوى

مسؤولون يشيدون بنتائج زيارة رشيد إلى محافظة نينوى

نقص في المدارس والملاك التدريسي وحركة التجارة شبه معطّلة

الموصل – الزمان

أجمل تقرير رئاسي، المشكلات والمعوقات التي قدمها المواطنون والسلطات المحلية، خلال زيارة قام بها رئيس الجمهورية الى محافظة نينوى ، مؤخراً، بالنقص الحاد في ابنية المدارس والملاكات التعليمية. مؤملاً انجاز أبنية ما لا يقل عن ثلاثين مدرسة ضمن المشروع الصيني. وقال الذي اطلعت عليه (الزمان) امس ان (أغلب الأبنية والمنازل في الجانب الأيمن ما زالت مهدمة وخالية من السكان. يشكو المواطنون من التأخر في تعويض مالكي الأبنية والمنازل، ومن منع المالكين عن إعادة بناء ممتلكاتهم المهدمة. ويعاني مواطنو المحافظة من مشكلات البنى التحتية اللازمة لتقديم خدمات صحية مناسبة. نقص حاد في المستشفيات والمراكز الصحية، ونقص في الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية وبالتالي نقص واضح في الخدمات الصحية المقدمة). واكد التقرير ان (الاستثمار في جميع المجالات ما زال شبه معدوم. لا يوجد أي مشروع استثماري حتى أنه لا يوجد في المدينة فندق مناسب. جميع الفنادق مهدمة جرّاء الإرهاب، ولم يتم إعمار أي منها. ولوحظ شح في الوقود والمنتجات النفطية. ورأينا طوابير طويلة من المواطنين في المحطات بانتظار الحصول على حصة من الوقود للسيارات ومن المنتجات النفطية الأخرى اللازمة للتدفئة في شتاء بارد. يتحدث المواطنون عن سرقات تتعرض لها حصص المحافظة من هذه المنتجات التي لا تصل إلى المواطن).

خدمات سياحية

وكانت نينوى من المحافظات التي تشكل السياحة جانبا من مواردها، وتشكل أعمال وخدمات السياحة جانباً من فرص عمل سكانها. ما زال التخطيط والعمل من أجل إحياء حركة السياحة في الموصل وفي أقضية المحافظة الأخرى معطلة تماماً. ونينوى محافظة حدودية وقد كانت ممراً للتجارة مع البلدين الجارين؛ سورية وتركيا، حالياً تكاد حركة التجارة فيها شبه معطلة، وبما يزيد نسبة البطالة. وأكد المسؤولون والمواطنون أهمية القضاء على الفساد كمدخل مهم في الشروع بالبناء الجاد. ومن الملاحظ أن إعمار جامعة الموصل ومكتبتها كان ممتازاً، ويعزى ذلك إلى إسهام منظمات دولية وعربية في إعادة إعمار هذا الصرح الأكاديمي المهم. كذلك يمكن ملاحظة العمل الجاد على تبليط الطرق وإعادة إكسائها. والملمح المهم هو إعادة إعمار الجسور التي تهدمت على ايدي الدواعش.

أما الوضع الأمني في المحافظة فمستقر بشكل واضح، والتعاون بين المواطنين والقوى الأمنية جيد، وهذا ما يشجع على إمكانية تنشيط حركة الاستثمار والبناء والعمل في المحافظة. وكان جدول عمل زيارة رشيد مكثفاً، وقد جرى الإعداد له بحيث يسمح بتفقد الجهات الحكومية والقضائية والأمنية والتعليمية، بالإضافة إلى استثمار توقيت الزيارة المتزامن مع أعياد الميلاد ورأس السنة حيث زار رئيس الجمهورية أماكن دينية مسيحية وحضر قدّاساً بالمناسبة، والتقى بمواطنين مسيحيين هناك، كما أتاحت الزيارة اللقاء بقطاعات مختلفة من وجهاء المحافظة وأكاديمييها ومواطنيها من مختلف المكونات ورجال دين وشيوخ قبائل بهدف الحديث المباشر معهم والاستماع إلى معاناة المواطنين من خلالهم، وما تقدمه الجهات التنفيذية من خدمات للسكان. واستمع إلى شرح من المحافظ نجم الجبوري حول الأوضاع في المحافظة والسبل الكفيلة للنهوض بواقعها على المستويات الخدمية والأمنية والاقتصادية.

وفي هذا السياق دعا رشيد إلى ضرورة السعي الجاد من قبل جميع الجهات ذات العلاقة لإحياء المحافظة اقتصادياً وعمرانياً وثقافياً، مؤكداً أن الموصل قادرة على تجاوز الفترات المظلمة إبان احتلال العصابات التكفيرية للمحافظة، ومهيئة بعد ذلك للعودة إلى مكانتها المعهودة وحل مشاكلها وتعزيز استقرارها الأمني وتوطيد وحدة سكانها.

 وأكد أهمية العمل لتنفيذ وتلبية المطالب المشروعة لأبناء المحافظة وصولاً إلى نتائج إيجابية ترتقي بواقعها وتحقق آمال أبنائها في حياة حرة كريمة.

 وأشار إلى أهمية تعزيز السلم الأهلي وتمتين الروابط الاجتماعية من خلال الحث على تبني الأفكار الإيجابية التي تذلل العقبات أمام تطور المدينة في المجالات كافة، مشدّداً على ضرورة الارتقاء بالواقع الخدمي من خلال إعادة إعمار المناطق المحررة وتبنّي التخطيط الحديث والبدء بإنجاز المشاريع ذات التماس المباشر بحياة المواطنين وبما يؤمّن جميع متطلباتهم. ثم أجرى رشيد زيارة تفقّدية إلى كلٍّ من دار العجزة ودار الأيتام في الموصل، حيث تجوّل في الدارَين وتحدّث مع العاملين فيهما وشدّ على أيديهم، موجِّهاً بتوفير جميع مستلزماتهما، واطلع على الخدمات المقدمة لنزلاء دار العجزة من كبار السن ومستوى الرعاية الصحية والاجتماعية المقدَّمة لهم والسبل الكفيلة بتأمين متطلباتهم.

 كما تفقد الأطفال اليتامى المقيمين في دار الأيتام واستفسر عن أوضاعهم ودراستهم وحاجاتهم، حاثاً إياهم على مواصلة التعلم والمثابرة، ليكونوا عناصر فاعلة في بناء مستقبل العراق.

وبعدها زار السيد الرئيس جامعة الموصل.  وخلال اللقاء برئيس الجامعة قصي كمال الدين الأحمدي وأعضاء مجلس الجامعة وعمداء كلياتها ومدراء الأقسام فيها والكادر التدريسي أشار السيد الرئيس إلى أن الموصل هي بيت لكل العراقيين وتجمّعٌ لكل مكوناته، وإن إعادة إعمارها مسؤولية وطنية مشتركة.

وأشاد بعراقة جامعة الموصل ودورها المتميز في تنمية المجتمع ورفد البلاد بالكفاءات في مختلف المجالات منذ تأسيسها في ستينيات القرن الماضي، عادّاً إياها جامعة متميزة على المستوى المحلي والدولي، أسوة بتميّز الجامعات العراقية الأخرى.

 وحرص رشيد في جولته بالمحافظة على زيارة المكتبة المركزية في جامعة الموصل والتي تعرّضت لاعتداء وحشي من قبل الإرهاب جرت خلاله أبشع جريمة لإحراق للكتب خلال العصر، وهذه المكتبة العريقة تعدّ من المكتبات المهمة وتضم الكثير من المخطوطات وأكثر من مليون كتاب ومصدر علمي وأدبي. وقام فخامته بإهداء مجموعة من الكتب إلى المكتبة، كما اطلع على متحف داخل المكتبة ضم آثار الدمار الذي خلفته عصابات داعش على بعض الكتب والمخطوطات إضافة إلى الأعمال البحثية للطلبة بمختلف الاختصاصات.

 واستمع رشيد إلى شروح حول أوضاع الجامعة وكلياتها وعملها والخدمات المقدمة لطلبتها، فضلاً عن المتطلبات اللازمة للنهوض بواقعها لاسيما على مستوى تحديث بناياتها وتأهيلها بالشكل اللازم، حيث عبّر فخامته عن دعمه الكامل لتوفير جميع انواع مستلزمات تطوير المستوى العلمي والأكاديمي للجامعة.

إهتمام خاص

وفي سياق حديثه، تناول موضوع مشروع سد الموصل كونه من أهم المشاريع في العراق والشرق الأوسط وماله من تأثير على الواقع الزراعي والمعيشي في العراق، موضحاً أن وزير الموارد المائية الذي كان يرافق رشيد في زيارته يولي هذا السد اهتماماً خاصاً.  وعبر رئيس الجامعة عن سعادة الجامعة بملاكاتها واكاديمييها وطلبتها بالزيارة التي وصفها بالأولى التي يقوم بها رئيس جمهورية للجامعة منذ تأسيسها.

 وخلال وجوده في الجامعة، تبادل الحديث مع عدد من الطلبة حول واقعهم والمتطلبات العلمية التي تسهم في التميز الأكاديمي والتعليمي، واستمع إلى آرائهم حول عدد من القضايا المتعلقة بدراستهم ومستقبلهم.  كما زار رئاسة محكمة استئناف نينوى، وكان في استقبال فخامته رئيس المحكمة القاضي رائد مصلح وباقي أعضائها.  وفي هذا اللقاء أكد رشيد أن الموصل كانت وستبقى مركزاً للثقافة والتجارة، مبيّناً أن هذه المرحلة هي مرحلة ترسيخ القانون والعدالة في المجتمع، ومشيراً إلى أن القاضي العادل يعد ركيزة أساسية لحفظ الحقوق وإرساء مبادئ العدل والمساواة وأن العدالة هي أهم عوامل التقدم في أي بلد أو مجتمع.  وأضاف السيد الرئيس أن رجل القضاء يحمل رسالة سامية لردع الباطل ومنع الظلم، لافتاً إلى أن أهالي الموصل تحملوا الكثير من المعاناة والفواجع والظروف القاسية سيما بعد سيطرة عصابات داعش على المحافظة، وحان الوقت اليوم لإنصافهم والوقوف معهم، وإيجاد الحلول لمشاكلهم والنهوض بالواقع الخدمي والمعيشي في المدينة.

 كما جرى خلال اللقاء استعراض العمل القضائي وتسهيل الإجراءات القانونية بخصوص قضايا المواطنين. وأعرب رئيس وأعضاء المحكمة عن سعادتهم بزيارة رئيس الجمهورية، مثمنين جهود فخامته وحرصه على تأكيد الالتزام بسيادة القانون.

وزار رشيد مدرسة حطين الابتدائية التي استخدمتها عصابات داعش كسجن ومكان للتعذيب والسجن ولتنفيذ الإعدامات ضد المواطنين. وخلال زيارته للمدرسة التي تعد واحدة من أقدم المدارس في المحافظة، اطّلع فخامته على سير العملية التربوية وأهم المشاكل التي تواجه الأسرة التعليمية في أداء رسالتها التربوية، موضحاً أن زمن الإرهاب قد انتهى والآن هو زمن الحرية والتقدم والاستقرار والأمان.

 وأكّد رئيس الجمهورية أن المدرسة تُسهم في غرس المعرفة وتنمي المواهب، وتطور قدرات التلاميذ، مشيراً إلى أن الاهتمام بالجيل الجديد وإعدادهم وتسليحهم بالعلم والمعرفة يصنع منهم رجالاً وقادة قادرين على خدمة شعبهم وتحقيق مستقبل زاهر لبلدهم.  وفي هذا السياق، وجه فخامته بالمساعدة في إعادة إعمار المدرسة مع الحفاظ على قيمتها التراثية والعلمية.

حركة الإعمار

كما زار رشيد، كنيسة الطاهرة في مدينة الموصل وعدداً آخر من الكنائس المجاورة لها. وتجول في المنطقة واطلع على حركة الإعمار الجارية لعدد من الكنائس التي تعرضت للدمار في فترة الإرهاب الداعشي، حيث أوضح فخامته أن الحقبة المظلمة لداعش انتهت بانتهاء هذه الجماعة المجرمة وان العراق اليوم ماضٍ في طريق التطور والتقدم والاعمار والاستقرار على كل المستويات. وزار رئيس الجمهورية أيضاً جامع النوري في الموصل، للاطلاع عن كثب على المراحل الجارية لإعادة إعماره، وأشار فخامته إلى أن يد الإرهاب الغاشمة كانت تحمل مخططات خبيثة لطمس هوية هذه المدينة العريقة والمتنوعة عبر تدمير هذا الصرح الديني التاريخي المهم إلى جانب العديد من الصروح الأخرى، مؤكدا ضرورة إعادة إعمار جامع النوري ومنارة الحدباء وفق المعايير العالمية والحفاظ على شكلهما التراثي والتاريخي، وتجاوز آثار الإرهاب الظلامي. وخلال تجوله في متحف التراث الموصلي، وهو عبارة عن منزل تراثي تم إعماره وتحويله إلى متحف مختص بتراث المدينة، أشاد فخامته بهذه المبادرة الهادفة إلى الحفاظ على تاريخ المدينة وعراقتها.  والتقى رشيد جمعاً من أهالي الموصل من شيوخ العشائر ووجهائها وبيوتات المدينة وممثلين عن المكونات المتنوعة في المدينة. وفي مستهل اللقاء الذي حضره الوفد المرافق أعرب رشيد عن حرصه على القيام بهذه الزيارة، مشيرا إلى أن الموصل والعديد من المدن عانت الكثير بسبب الإرهاب الذي سعى لاستهداف التعايش المجتمعي بين مختلف المكونات والأطياف العراقية، لكن تكاتف العراقيين ووعيهم فوّت الفرصة على من أراد العبث بالبلد وتهديد السلم المجتمعي.

وأكّد رشيد ضرورة تجاوز آثار الإرهاب عبر إعادة البناء والإعمار والعمل على تذليل الصعوبات لضمان عودة النازحين إلى منازلهم وغلق هذا الملف بصورة نهائية، مبيّناً أن الحكومة وضعت في برنامجها الوزاري خططاً طموحة للارتقاء بجميع المحافظات عبر مشاريع البنى التحتية الأساسية، وتعزيز الأوضاع المعيشية والخدمية للمواطنين.

وشدّد على ضرورة ترسيخ الأمن والاستقرار في الموصل لتشجيع حركة الاستثمار والقطاع الخاص في سبيل تطوير المدينة لتصل إلى المكانة المرموقة التي تستحقها، كما أكّد ضرورة دعم الشباب وفتح الفرص أمامهم ليكونوا مساهمين في النهوض بمدينتهم، والعمل على دعم القطاعات الإنتاجية الزراعية والصناعية التي ستنعكس إيجابا على المدينة وأهلها.

وزار رشيد كنيسة الطاهرة الكبرى في قضاء الحمدانية، حيث رحب أهالي القضاء بالسيد الرئيس معربين عن سعادتهم بزيارته. وعبّر فخامته عن شكره العميق للمشاعر الطيبة للأهالي وعن سعادته بزيارة قضاء الحمدانية ولقاء أهلها، مشيداً بصمودهم بوجه الإرهاب، لافتاً إلى أن المكوّن المسيحي عبّر عن شجاعة أبنائه بثباتهم جنباً إلى جنب مع سائر العراقيين في مواجهة التحديات والمصاعب، مشيراً إلى أهمية النهوض بالقضاء وتلبية المطالب المشروعة لأهله.  واطّلع رشيد على واقع القضاء وأحوال مواطنيه واستمع إلى المشاكل التي تواجههم والاحتياجات اللازمة لتطوير الواقع الخدمي والمعيشي لهم.

مشاركة