مرسي يبدأ عهده بدعوى قضائية ضد وكالة أنباء روجت عن نيته اقامة علاقات طبيعية مع ايران
مصطفى عمارة
كشفت مصادر مطلعة ان د. محمد مرسي اقام دعوي قضائية ضد وكالة فارس لنشرها حديثا غير صحيح للدكتور مرسي كشف فيه عن نيته اعادة العلاقات مع ايران في الوقت الذي حذر د. محمد عبد الفضيل القوصي وزير الاوقاف الدعاة من الاستجابة للدعوات الايرانية لزيارة العتبات المقدسة معتبرا ان تلك الدعوات وسيلة من ايران لاختراق المجتمع المصري.
على الجانب الاخر دعا نقيب الاشراف السيد الطاهر الهاشمي د. محمد مرسي الي اعادة العلاقات مع ايران باعتبارها تمثل خط المقاومة والمواجهه بينما اكد عدد من الخبراء ان د. مرسي قادر علي اعادة التوازن في العلاقات مع ايران الا انهم حذروا من ان تلك الخطوة قد تكون علي حساب العلاقات الخليجية.
وفي هذا الاطار اكد الدكتور مصطفي الفقي ان العلاقات بين ايران ومصر موجودة ولكنها ليست بالشكل المطلوب لظروف صنعها النظام السابق مشيرا الي ان التوازن الاستراتيجي لمصر لن ياتي الا بفتح علاقات قوية جدا مع ايران حتي وان رفضت او حاولت بعض الدول سواء خليجية او اوروبية او امريكية مؤكدا ان هذه الدول لديها علاقات مع ايران فلماذا لا تكون لمصر علاقات قوية مع ايران واضاف الفقي ان الدكتور مرسي سوف ينجح بامتياز في عمل توازن وعلاقات مع ايران ان امريكا سوف يترضخ للواقع لان ذلك من الممكن ان ينصب في مصلحتها وكذلك في مصلحة ايران الا ان المشكلة التي تقابل مرسي هي الامارات لوجود نزاع بين الدولتين.
ويرى الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية ان الدكتور محمد مرسي يستطيع عمل توازن بفتح علاقات دولية كاملة مع ايران ولكن هناك مخاوف ان تكون هذه العلاقات والتعاون سببا في قطع العلاقات مع دول الخليج الا انه من المستحيل قطعها مع امريكا لكون امريكا اذكي من ان تفتعل مشكلة مع مصر والتي هي دولة محورية بالمنطقة كما انها سوف تحاول منع مرسي او عمل علاقات ليست كاملة كما يريدها الدكتور مرسي ولكن من المؤكد ان الدكتور مرسي سوف ينتصر في النهاية. واضاف ان المشكلة الحقيقية ان يؤدي التعاون الي قطع العلاقات مع بعض دول الخليج ومن بينها السعودية او توترها لفترة الا ان امريكا سوف تتدخل لتهدئة الوضع.
الدكتور يسري الغرباوي الباحث في مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية يرى ان العلاقات بين مصر وايران تتوقف علي عدة اعتبارات تعتمد علي دعم ايران وتاييدها للثورة المصرية ومقدار التدخلات الايرانية في منطقة الخليج والتي تعتبر امتدادا للاقتصاد المصري خاصة ان ايران مازالت تحتل عددا من الجزر تتبع دولة الامارات لذا عندما تبدا في عقد تحالفات ومعاهدات لابد ان يكون لديها اعتبارات عدة منها عدم تصدير مفهوم الثورة الاسلامية والحد من التدخل في سوريا ولبنان لذا فلابد ان يتم وضع تلك الاعتبارات امام اعيننا ولابد من مراعاة نفوذ الدول الخليجية والعربية في منطقة الخليج والنفوذ العربي القوي في المنطقة.
ويضيف الغرباوي اعتقد ان تحسن علاقات مصر بايران من شانه ان تقلق السعودية خاصة وان هناك ضغطا كبيرا من جانب السعودية علي مصر علي الجانب الاقتصادي حيث تضخ العديد من الاموال لانعاش الاقتصاد المصري.
من ناحية اخري رجح الغرباوي ان تقلق العلاقات المصرية ــ الايرانية اسرائيل قائلا سوف يقلق ذلك اسرائيل ويستفزها وهذا ليس في صالح مصر لان اسرائيل تعتبر اكبر قوة مسلحة في المنطقة فهي اكبر من قوة الدول العربية مجتمعة وهذا يكلف مصر الكثير من الخسائر وعن موقف امريكا من هذه العلاقات فيؤكد الغرباوي ان امريكا سوف تراقب بتحفز تلك العلاقات لان اي تقارب بين مصر وايران سوف يكون ضد العلاقات المصرية الامريكية خاصة ان تلك العلاقاتلا اصبحت اكبر بعد تولي محمد مرسي للرئاسة حيث اصبحت التصريحات الامريكية التي تصف الوضع في مصر تصب اكبر في مصلحة الاخوان لحث المجلس العسكري علي تسليم السلطة للاخوان.
واكد الخبير والمحلل السياسي محمد هزاع انه ليست هناك مشكلة في الفكر الاخواني مع الفكر الشيعي علي عكس السلفيين الذين يعتبرون فكر الشيعة عدوا لدودا لهم ومن ثم ليس هناك مشكلة ان تكون هناك علاقة طبيعية بين مصر وايران في عهد الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية الثانية.
واضاف انه يعتقد ان دول الخليج وعلي راسها السعودية وقطر وامريكا سوف تمارس ضغوطا علي الرئيس الجديد محمد مرسي لعدم تطبيع العلاقات مع ايران اللهم الا اذا اتفق معسكر امريكا ودول الخليج علي ان تكون مصر الوسيط بين هذه الدول وايران لعمل نوع من التوازن الاستراتيجي مع ايران.
واكد هزاع ان الدكتور محمد مرسي لمح اكثر من مرة الي رفضه اي تدخل في علاقة مصر باي دولة او وضع شروط للتعامل مع اي دولة ومن ثم يرفض اي ضغوط عليه وسوف يفتح العلاقات ، علما بان هناك علاقات بين الدولتين ولكنها بسيطة جدا. مشيرا الي انه يعتقد ان مرسي سوف يرسل سفيرا لايران وسوف يطالبهم بارسال سفير فضلا عن عمل علاقات تجارية وغيرها ومن ثم سوف تقبل دول الخليج وامريكا بالامر الواقع علي اعتبار ان مصر وسيط واشار هزاع لثلاثة احتمالات هي ان يرفض رئيس مصر ضغوط الجميع او ان يوافق بشروط او ان يتفق علي تعزيز العلاقات دون تبادل سفراء.
اما الدكتور محمد الجوادي الكاتب والمفكر فاكد ان الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية الثانية سوف يفتح العلاقات مع ايران وذلك سوف يكون في مصلحة الخليج واسرائيل وامريكا.
واضاف ان القومية العربية كانت وبالا علي العالم العربية لانها جلبت عداوة اربع قوميات اخري ثلاث كبيرة والرابعة صغيرة هي الفارسية والتركية والكردية والاخيرة العبرية بينما لو حرفت الكلام عن القومية العربية ولجات الي التعبير بالاسلام وهو ما يسير عليه الدكتور مرسي لاتحدث القوميات الاربع التي تنتمي الي الاسلام كدين في مواجهه الصهيونية بعد انضمام بعض اليهود الي تيار الحضارة الاسلامية مثل موسي ابن ميمون في مصر ويهود الدونما في الدولة العثمانية. اما الدكتور محمد سعيد ادريس رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب فيؤكد اننا في حاجة ضرورية لدعم العلاقات المصرية الايرانية مثلها مثل اي دولة من دول العالم خاصة ان تلك العلاقات كانت ممنوعة بسب علاقات مبارك بامريكا واسرائيل والدعم المصري الدائم للامارات في مقابل تلك العلاقات المتوترة مع ايرات وخاصة ان ايران تحتل جزرا امارتية في حين توجد علاقات بين الامارات وايران وهذا ما يفرغ العلاقات المصرية الايرانية من مضمونها.
ويضيف ان سبب احجام مصر عن اقامة علاقات سياسية بسبب التيار الاسلامي في عهد انور السادات وعهد مبارك خاصة ما كانت تتسم به تلك العلاقات بين رئيس الجمهورية وتلك التيارات من توتر وقمع دموي ورفض مصر اقامة اي علاقة مع ايران لان هذه العلاقات سوف تحسب في صالح التيار الاسلامي وأدى هذا الى بعد مصر عن ايران.
ويؤكد ان اقليم الشرق الاوسط ينقسم الى اربع مناطق اقليمية ، ثلاث منها تتفاعل وتتصارع وتتنافس ، والطرف الرابع لا يتدخل او يتغلغل فالاطراف الثلاثة هي ايران وتركيا واسرائيل اما الطرف الرابع فهو مصر التي تقوقعت علي نفسها ولم تتفاعل مع اي من دول المنطقة لمدة 30 عاما خاصة بعد توقيعها اتفاقية السلام لذا لابد ان نحاول دعم انفسنا اولا من خلال دعم قوتنا العسكرية ودعم اقتصادنا.
/6/2012 Issue 4238 – Date 30 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4238 التاريخ 30»6»2012
AZP02