مربية الأجيال

المرأة صناعة المجد

 

مربية الأجيال

 

 

المرأة العراقية تعاني ما تعانيه النساء العراقيات عامة من مشكلات الحياة والمسكن والعمل والتشريعات والقيود التي تفرض عليها كالاقصاء والحرمان من حقوقها الانسانية..

 

حيث ان المرأة المثقفة تعاني معاناة كبيرة في مجالات حقوق الابداع والحريات وحقها كمنتجة ومبدعة وحقها في صنع القرار اضافة الى معاناتها في عملها من تهديد وتمييز وتضييق واقصاء من قبل مراكز تصدر القرار اضافة الى غياب التشريعات المنصفة والعادلة ويتطلب ضرورة تمتع المرأة، الام، الاخت، الزوجة، البنت، الحبيبة، الصديقة، الرفيقة، بوافر من الحرية سواء في المسكن ام في مقر العمل لكي تكسر القيود التي تمنعها من مواصلة عملها في جميع نواحي الحياة السياسية، الاجتماعية، العملية الثقافية، والزوجية وغيرها. نؤكد ضرورة تمتع المرأة بالحرية وان تلعب دورها الفعال كالذي يقوم به الرجل.. لوحظ عزوف الكثير من النساء عن ولوج عالم الاعلام بسبب التحرش الجنسي وهذه ظاهرة خطرة كونها تحد من امكانية المرأة في تطورها وتقدمها الى الامام ولاسيما بالقنوات الاعلامية والفضائية.. يجب ايقاف العنف ضد المرأة التي تتعرض له اثناء تأدية عملها وواجباتها والذي تتعدد اشكاله ومن بينها التمييز الطائفي ويتطلب اهمية تفعيل دور الشرطة المجتمعية مع ايجاد قوانين لانصاف المرأة وحمايتها وفسح المجال امامها في اداء عملها بالشكل المطلوب اسوة بأخيها الرجل..

 

يتطلب ايضا من منظمات المجتمع المدني أخذ دورها وان تلعب دوراً هاماً في حماية المرأة لانها محور الفكر الانساني لان جميع الاديان والفلسفات والايديولوجيات وضعت في تطورها عملية تنظيم المجتمع الانساني لان الرجل والمرأة (الانسان) اينما وجد لديه الاستعداد للعمل في جميع نواحي الحياة والانضمام الى اي شكل يمكن ان ينظم حياتهما سواء كانوا في حزب او جمعية او مؤسسة شريطة ان يكون هذا الانضمام على اساس المشاركة والتشاور من خلال المجتمع المدني لان العدالة الاجتماعية هي الاساس في الحياة الانسانية ما بين البشر.. لكن التنافس على المجد والجاه والسلطة يشكل معضلة في تحقيق تلك العدالة الا ان البشر قادرون على حكم انفسهم عن طريق العمل المشترك والتعاون فيما بينهم لتحقيق سعادة الانسان والاستقلال والمساواة والاستقامة الشخصية في المفاهيم الانسانية الحقيقية لتحقيق العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة في جميع نواحي الحياة وفي كافة المجالات.

 

وهنا نرى ان المرأة العراقية الشجاعة قد لعبت دوراً كبيرا في تاريخ نضالها الوطني الفاعل والمساهم في ديمومة المرأة العراقية بحق انها مثال رائع للصمود والتضحية والشجاعة الباسلة التي ليس لها حدود وحتى الشهادة في سبيل بناء الوطن المتحرر لكي يكون شعبها سعيداً..

 

وهنا نستلهم الدروس والعبر في التضحية والايثار من ثورة الامام الحسين (ع) ان ثورة الامام الحسين (ع) المتمثلة في التضحية في سبيل الحق ضد الباطل ولنصرة المظلومين المهضومين في العالم انها ثورة الحرية ضد الظلم والسلام وعلى جميع بني البشرية ان يستلهموا تضحية سيد الشهداء الامام الحسين (ع) الذي كانت ثورته للانسانية في العالم من اجل تحقيق الحق والعدالة الانسانية في الكرة الارضية..

 

ايتها الروح الطيبة علمتنا الحياة كيف ننظر لشمس الحرية دوما رغم الموت والألم والآهات والحسرات على فراق الاحباب لان مسيرة التضحية لتحقيق العدالة للانسان هي مسيرة طويلة طاهرة معمدة بالدم والتضحيات الجسام من اجل انتصار الحق والعدل بين البشر لذا يجب ان ننشر المبادئ السامية للانسانية لتحقيق العدالة الاجتماعية واعطاء حق المرأة في الحياة وممارسة نشاطها في جميع اشكاله الزوجية البيئية والعمل والسياسة والمجتمع والثقافة وقيادة الدولة لتكن وزيرة او رئيسة مجلس النواب، رئيسة وزراء، رئيسة جمهورية، رئيسة مجلس القضاء والاستاذة والمحامية والطبيبة والمعلمة والمدرسة والى آخره في نواحي الحياة وان نكون للمرأة النموذج الرائع في اخذ مجالها ومسارها الداعم لانها مدرسة الحياة في النضال والشجاعة والصدق والوفاء والنزاهة من اجل ان يسود العالم على اختلاف عقائده والوانه الحب والخير والسلام الذي هو امل الحياة وامل الشعوب السعيدة في الحياة كما نذكر أن للمرأة في فكر الامام علي (ع) اهتمام خاص للمرأة فنراه مرة ينظر الى المرأة كأية من آيات الخلق الالهي وتجلي من تجليات الخالق عز وجل..فيقول (عقول النساء في جمالهن وجمال الرجال في عقولهم) ومرة اخرى ينظر الى كل ما موجود فيها هو آية ومظهر من مظاهر النساء ويقول (لا تملك المرأة من امرها ما جاوز نفسها فأن المرأة ريحانة وليست قهرمانة) اي المرأة ريحانة وزهرة تعطر المجتمع بعطر الرياحين وللزهور وتسر الناظر اليها..

 

لذا فالمرأة لا يستوجب تحمل المسؤولية فوق قدراتها لان ما عليها من واجبات تكوين الاسرة وتربية الجيل بستغرق جهدها ووقتها لذا فعلى الرجل عدم اجبار المرأة زوجته للقيام باعمال خارجة عن نطاق واجباتها فالفرق الجوهري بين اعتبار المرأة الزوجة ريحانة وبين اعتبارها قهرمانة اي ان الريحانة تكون محبوبة محفوظة مصانة تعامل برقة وتخاطب برقة لها منزلتها وحظورها العاطفي في قلب زوجها فلا يمكنه التفريط بها.. اما القهرمانة فهي المرأة التي تقوم بالخدمة في المنزل وتدير شؤونه من دون ان يكون لها في قلب الزوج تلك المكانة العاطفية والاحترام والرعاية لها فمعاملة الزوج لزوجته المرأة يجب ان يكون نابعاً من اعتبارها ريحانة وليس اعتبارها خادمة تقوم باعمال المنزل لان المرأة خلقت للرقة والحنان فتغذي الرجل العاطفة والحنان لان المرأة مظهر من مظاهر الجمال الآلهي والله جعلها مكملة للرجل اي الرجل والمرأة احدهما مكمل للآخر وهنا نذكر ان كلام الامام علي (ع) كان تكريما للمرأة ووضعها في المكانة التي وضعها الله تعالى..

 

 

صائب عكوبي بشي – بغداد

 

مشاركة