ملفات مهمة وشائكة يناقشها الكاظمي خلال لقائه المرتقب بترامب في واشنطن
مراقبون لـ (الزمان) : العراق يتطلّع إلى مساعدة أمريكية لعبور الأزمة المالية الحادّة
بغداد – عبد اللطيف الموسوي
يعتزم رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي زيارة الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع المقبل للقاء الرئيس دونالد ترامب وبحث ملفات عدة.
وقال بيان للمكتب الاعلامي لرئيس الحكومة تلقته (الزمان) امس ان (الكاظمي يبدأ الأسبوع المقبل زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة على رأس وفد حكومي بناءً على دعوة رسمية، حيث سيلتقي بترامب في العشرين من الشهر الجاري), واضاف ان (الزيارة تبحث ملفات العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك والتعاون في مجالات الأمن والطاقة والصحة والاقتصاد والاستثمار وسبل تعزيزها فضلا عن ملف التصدي لجائحة كورونا، والتعاون الثنائي بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين).
مرحلة حاسمة
فيما أوضح البيت الأبيض في بيان امس أن (هذه الزيارة التي ستجري في 20 آب الجاري تأتي في مرحلة حاسمة للولايات المتحدة والعراق بينما يواصلان التعاون من أجل دحر تنظيم داعش بشكل دائم ومواجهة التحديات الناجمة عن انتشار وباء فايروس كورونا المستجد). لافتا الانتباه الى انه (خلال الزيارة سيبحث الرئيسان التعاون في مجالات الأمن والطاقة والصحة بوصفهما شريكين مقربين يتطلعان الى توسيع العلاقات بينهما). واجرت كل من بغداد واشنطن في حزيران الماضي (حواراً ستراتيجياً) للبت في مستقبل الجنود الأمريكيين المنتشرين في العراق في إطار التحالف ضد داعش الذي تقوده امريكا.من جانبهم اكد مراقبون أن الكاظمي سيتوجه إلى الولايات المتحدة على رأس وفد رفيع المستوى لاستئناف الجولة الثانية من المفاوضات الثنائية التي انطلقت جولتها الأولى في حزيران الماضي.
وقال مراقبون لـ (الزمان) امس إن (كلال البلدين حدّدا موعد زيارة الكاظمي إلى واشنطن وجدول أعماله الذي يتضمن أربعة ملفات رئيسة وعددا من البنود الفرعية التي لا يتردّد البعض في رفع سقف التوقعات منها كونها ستشكل منعطفا في العلاقات الإقليمية والدولية للعراق بالنظر إلى اشتداد التنافس على النفوذ بين واشنطن وبغداد وبلوغه مرحلة كسر العظم بفعل سياسة الضغوط القصوى التي تنتهجها إدارة ترامب على إيران التي تلوح باستخدام ما تمتلكه من إمكانيات للرد على تلك الضغوط بما في ذلك استخدام الجماعات المسلحة لضرب القوات والمصالح الأمريكية هناك).
لافتين الى ان (الكاظمي سيلتقي خلال زيارته عددا من كبار المسؤولين في الإدارة الامريكية بينهم وزيرا الدفاع والخزانة وبحث عناوين سياسية وأمنية بارزة، لكن بعض الجهات تأمل أن يكون ملف الاقتصاد في مقدّمة المباحثات التي ستجري والتطلع إلى مساعدة أمريكية في تجاوز أزمته المالية الحادة والناتجة عن جائحة كورونا في ظل انخفاض أسعار النفط). وتعوّل تلك الدوائر على قدرة الكاظمي في التفاوض مع الطرف الأمريكي على الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية كحزمة واحدة، وهو ما يتوّقع أن تقوم به إدارة ترامب على سبيل إغراء بغداد للابتعاد عن طهران عبر تقديم بدائل مادية مجزية لها. ومع اشتداد وطأة الأزمة على العراق بدأ الحديث عن إمكانية لجوء البلد إلى الاقتراض الخارجي، وهو أمر يمكن للولايات المتحدة أن تؤدي دورا فيه عبر التوسط لدى المقرضين سواء تعلّق الأمر بالدول الصديقة لها أم بصندوق النقد الدول حيث تتمتّع بنفوذ قوي.
وسيكون مستقبل القوات الأمريكية في العراق والهجمات الصاروخية المستمرة التي تتعرض لها من قبل جماعات , هو البند الأول على جدول أعمال الزيارة، إذ يفترض أن يتفق الجانبان على خارطة طريق لتقليص بعثة التحالف الدولي المشاركة في الحرب ضد تنظيم داعش في العراق التي تقودها الولايات المتحدة، وفقا لمصادر سياسية, لكن تقليص بعثة التحالف لن يؤثر على التعاون العسكري بين العراق والولايات المتحدة الذي يحتل البند الثاني في جدول الزيارة إلى واشنطن.
اجتماعات حاشدة
وتولى الكاظمي رئاسة الحكومة العراقية في ايار خلفا لعادل عبد المهدي الذي أُطيح به العام الماضي أثناء احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة قُتل خلالها مئات المحتجين.
من جهة اخرى دعا النائب عن تحالف الفتح فالح حسن الخزعلي رئيس الوزراء الى تحمل مسؤولية الحفاظ على السيادة الوطنية، مشيرا الى خروقات أمنية وسيادية ترتكبها القوات الأمريكية عبر إدخالهم ادوية ومواد غذائية فاسدة من منفذ جريشان الحدودي مع الكويت.
وقال الخزعلي في كتاب موجه الى الكاظمي اطلعت عليه (الزمان) امس انه (استناداً للمادة 50 من الدستور والتي اقسمنا فيها فيها بأن – أحافظ على استقلال العراق وسيادته وأرعى مصالح شعبه وأسهر على سلامة أرضه وسمائه ومياهه وثرواته- ومن خلال متابعتنا الميدانية نعلمكم بوجود خرق أمني وسيادي من خلال القوات الأمريكية التي تدخل العراق من منفذ جريشان الحدودي مع دولة الكويت والذي يبعد 80 كم عن منفذ سفوان الحدودي وغير خاضع للرقابة والإدارة من هيئة المنافذ الحدودية)، موضحا ان هذه القوات تقوم بإدخال(معدات اولية وأسلحة بشكل شبه يومي بما يتنافى مع قرار مجلس النواب الذي يقضي بإخراج القوات الأجنبية من العراق بما فيها القوات الأمريكية). وتحدث الخزعلي عن توافر (معلومات بإدخالهم ادوية ومواد غذائية فاسدة والتهرب من الضرائب والكمارك في إدخال بعض المواد إلى العراق)، مشيرا الى ان (هذا التصرف والأداء يمثل خرقاً أمنياً وسيادياً ويعد أيضاً شكلاً من أشكال الإرهاب استناداً إلى المادة 7/ ثانياً من الدستور : تلتزم الدولة بمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله وتعمل عىل حماية أراضيها مقراً أو ممراً أو ساحة لنشاطه).
وختم الخزعلي بالقول (للتفضل بالاطلاع وإعلامنا إجراءاتكم مع تأييدنا لخطواتكم بفرض هيبة الدولة والسيطرة على المنافذ الحدودية بكل العراق وكل ما من شأنه ان يحقق السيادة والمصلحة الوطنية).