كتاب ( خلف ستائر القرار ) لمؤلفه المستشار د. عبد الله العلياوي
رواتب ضخمة لبعض موظفي شبكة الاعلام العراقي بلغت خمسين مليون دينار
راوندوزي يقترح منع تهريب الدولار والحكومة تحيل اربعة كلاب للتقاعد
وزراء يشتكون التهميش ومجلس الرئاسات يطالب العبادي بالاستقالة
نشر أسماء زوجات المسؤولين واتهام مشعان الجبوري بانه المصدر
الجعفري غاضب ورئيس الوزراء مشغول بموبايله ومحادثاته الجانبية
عرض – حسين الذكر
عقدت الجلسة الرابعة في 26-1-2016 وقد أجريت بعد أيام من خطبة المرجعية الدينية العليا التي اعلن فيها السيد احمد الصافي الإحباط من عدم تنفيذ الإصلاحات وضرب قوى الفساد وحصر السلاح بيد الدولة، وقد رمت الخطبة بظلالها على المجلس الذي شهد عودة وزير الصناعة محمد الدراجي لجلسات المجلس بعد ان غاب بسبب ازمتين واحدة من كتلته الصدرية والأخرى ازمة قلبية.
تحدث وزير المالية عن مشكلة ما اسماه ازمة رواتب شبكة الاعلام التي كانت رواتبهم ضخمة جدا فضلا عن كونهم لا يقدمون ميزانية مستقلة خاصة بهم.
وقد ايد محمد اقبال وزير التربية، كلام الوزير زيباري قائلا ان رواتب بعض العاملين بشبكة الاعلام تصل الى خمسين واربعين مليون دينار، بحجج الاشراف على برامج وغير ذلك.
تطرق المجلس الى سد الموصل وقال رئيس الوزراء بانهم كلفوا وزارة الموارد المائية للتعاقد مع شركة المانية واخرى إيطالية لترميم وإصلاح السد، كما أوصى المواطنين في حالة انهيار السد ان يذهبوا الى الأماكن العالية مضيفا بانه ستكون هناك مشاكل أيضا في كيفية إيصال المؤن اليهم فضلا عن الخشية من عصابات السرقة التي ستنهب المناطق المنكوبة.
ناقش المجلس معاملات المتقاعدين واصدر اوامره المشددة بضرورة تقديم كل التسهيلات لأجراء اللازم بأسرع وقت.
تحدث المؤلف عما اسماه حوار اياد السامرائي مع وكالة الاناضول حيث اثير الموضوع بعد ان بث في وسائل الاعلام والذي طالب فيه السامرائي الحكومة التركية توقيع اتفاق مع الحكومة العراقية بما يضمن استتباب الامن في الموصل، وقد انتقد المؤلف السامرائي بشدة لانه طلب من دولة جارة التدخل بشؤون بلاده الداخلية بما يضر البلد والمجتمع وحتى حزبه وتاريخه.
في الجلسة الخامسة التي انعقدت في 2-2- 2016 تحدث رئيس الوزراء عن ازمة انهيار أسعار النفط اذ بلغ سعر البرميل 23 دولار فيما قيمة انتاجه 12 دولار وما تبقى من وارداته لا تسد رواتب موظفي الدولة ثم طالب بمعالجات سريعة لقضية الرواتب وكذا التعيينات الجديدة ثم ناقش انتشار ظاهرة السب والشتم السائدة في بعض وسائل الاعلام بشكل مقرف من قبل بعض المواطنين وكذا بعض السياسيين لكنه لم يضع منهاج للمحاسبة او توجيهات ملزمة بذلك.
قرر المجلس إحالة اربعة كلاب بوليسية الى التقاعد وشطبها من ملف الخدمة لمضي عشر سنوات على خدمتها، كما أصيب الكلب ( دينو ) بالعمى لكبر عمره، كما تقرر وضع اليات لتوزيع قطع الاراضي الى فئات معينة مشمولة بناء على تقريرين قدمهما محمد الغبان وزير الداخلية وكذلك عبد الحسين عبطان وزير الشباب والرياضة وقد شملت ذوي الشهداء والجرحى والمعاقين خلال العمليات العسكرية والعمليات الإرهابية في بغداد والمحافظات لكنهم لم يشملوا البيشمركة – كما ذكر المؤلف – برغم شهدائهم وجرحاهم التي بلغت اعدادهم بالالاف في كركوك وديالى، كما انها شملت لاعبي المنتخب الأولمبي والملاك التدريبي والإداري المتأهل الى الألعاب الاولمبية في البرازيل.
في الجلسة السادسة التي أقيمت في 9-2-2016 طرحت مواضيع طارئة من قبيل ما طرحه وزير التربية حول استيفاء أجور الدور الثالث من الامتحانات ومشكلة قبول الطلاب في الجامعات مع وزارة التعليم العالي كما تطرق وزير الخارجية عن مشكلة نقل جثامين العراقيين الذين غرقوا في البحر اثناء هجرتهم الى اوربا.
تطرق وزير النقل الى ما سماه طائرات صديقة للبيئة وطالب بالتعاقد وشراء عدد من الطائرات الحديثة لان بعض الدول لم تعد تسمح بدخول طائراتنا الى اجوائها ثم اصدر المجلس قرارا يلزم وزارة النقل باستبدال بعض الطائرات القديمة على ان لا يحدث نقص بالطائرات العاملة وان لا تتحمل الدولة أي تكاليف مادية.
تحدث وزير الثقافة راوندوزي عن عدد من المواضيع التي تخص تهريب الدولار الى الخارج وطرح حلول مهمة للموضوع لكن رئيس الوزراء سكت ولم يعلق على الموضوع.
اصدر المجلس قرارا بمنع مادة الاسبستوس بناء على شكاوي أهالي الزعفرانية وما طرحته وزيرة الصحة عديلة حمود حول وجود مادة مسرطنة بها.
حدثت مشكلة لوزير الخارجية إبراهيم الجعفري الذي جاء من زيارة إقليمية واوربية وحضر مباشرة من المطار الى مجلس الوزراء وشارك جلساتهم كي يسمعوا منه نتائج جولته الاوربية لكنه تفاجأ بعدم إعطائه الدور الأول بالحديث مما اغضبه فضلا عن خروج وزيري الدفاع والداخلية من الجلسة ولما جاء دوره بالحديث لم يتبق الا ثمان وزراء وكان رئيس الوزراء مشغولا بالموبايل والحديث الجانبي مما جعل الجعفري يثور بوجه رئيس الوزراء قائلا له : ( يجب ان تسمعني انقل مواضيع مهمة والتقيت شخصيات اهم..).
رئيس الوزراء اجابه بكل برود : ( اكتب تقريرا عن زيارتك وقدمه لنا واوصله للوزراء ).
تحدث العبادي عن وجود خمسمائة مقاتل اجنبي في العراق 3500 امريكي واخرين من جنسيات مختلفة وان بعض الكتل تريد الامريكان أن يقاتلوا معنا، وغيرهم يريد عكس ذلك ثم اردف بانه لن يسمح بزيادة عدد المقاتلين الأجانب في العراق الا بأمره وحسب حاجتنا ثم مدح قواتنا العسكرية التي تتقدم في الرمادي وان اعلان النصر صار قريبا جدا لتحرير المحافظة من سيطرة الإرهاب تماما.
تحدث رئيس الوزراء عن وجود مشاكل في تحرير الموصل من بينها مشكلة مع الإقليم وأخرى مع تركيا التي ما زالت تخشى ايران والحشد وقوى pkk في سنجار وان تركيا خفضت دخول العراقيين الى ارضيها بنسب كبيرة قائلا أتوقع ان الاكراد يريدون الاحتفاظ بسهل نينوى ذات الأغلبية المسيحية بعد التحرير وان المسيحيين يميلون لذلك أيضا ثم تحدث عن وساطة أمريكية بين الإقليم والاكراد بخصوص التحرير وقد نفت القيادات الكردية ذلك وقالت: ان البيشمركة تشارك إخوانهم في القوات المسلحة العراقية بعمليات التحرير وانهم لا يريدون داعش قرب حدودهم، كما ان القوات التركية تريد التخلص من داعش وكذلك وجود قوات الجيش والحشد الشعبي الوطني وكذلك وجود ثلاث قوى سنية تحت عنوان الحشد هم قوات حشد قبيلة الجبور بقيادة محمد الجبوري بقاطع شرقي القيارة وحشد اللهيبي بقيادة نزهان اللهيبي في مخمور وحشد السبعاويين بقيادة فارس السبعاوي.
في الجلسة السابعة المنعقدة بتاريخ 16-2-2016 عبر عدد من الوزراء بينهم ( وزير النقل والتخطيط والثقافة – قبل انعقاد الجلسة عن امتعاضهم – حسب المؤلف – وقد سمعت منهم حديث اتفقوا عليه حول عدم اكتراث رئيس الوزراء لمشاكلهم وعدم سماحه بلقائهم خلال أسبوع الا عبر مجلس الوزراء وكذلك حينما يسافرون لا يكلمهم ويبقى مشغول في الموبايل كما انهم لا يعرفون جدول الاعمال ولا الأسباب الموجبة للزيارات الخارجية، كما انه لا يهتم بايفادات الوزراء ولا يقدم لهم مخصصات ونثرية فضلا عن تخفيض رواتبهم وعدم منحهم قطع أراض كما حدث مع الوزراء في حكومات سابقة ).
عند انعقاد الجلسة بشكل رسمي انظم الى الوزراء الممتعضين كل من وزير الشباب والرياضة ووزير الكهرباء الذين أيضا اشكلوا على العبادي ما شخصه زملائهم مضيفين عليه ان وزاراتهم والمدراء العاملين بها يتعرضون للضغط والنقد الدائم والتهديد بتغيير الوزراء بشكل علني ومقصود دون ان يقدم الرئيس أي شيء جديد لوزرائه.. وكنا نتوقع رد رئيس الوزراء لكنه لم يرد ولم يكترث وانتقل الى موضوع اخر وكان دائما يصرح بشكل علني عن نيته تغيير الوزراء مما اثر على عملهم، وقد صرح قبل ذاك بشكل واضح من خلال شاشة العراقية الرسمية ولكنه حينما اجتمع في مجلس الرئاسات الثلاث الذي ضمه الى جانب الرئيس فؤاد معصوم ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري وقد طرح الموضوع عليهم، جاءه الرد قاسيا حينما ابلغوه عليه ان يقدم استقالته أيضا فهذا دستور وليس كلام اعلامي يقوله طارق حرب.
بعد ذاك بدأ يتراجع عن تصريحاته حتى توقف وكف عن الضغط على الوزراء، وقبل بدا الجلسة سجل بعض الوزراء المواضيع الطارئة والاستثنائية التي يريدون التحدث عنها ومنهم : ( وزير النفط حول اجتماعات أوبك ووزير الدفاع بشان شراء أسلحة أمريكية ووزير التخطيط نحو زيادة تخصيصات الموازنة التشغيلية كما اشتكى وزير الداخلية بخصوص طيف سامي مدير عام الموازنة واشتكت وزيرة الصحة عن شحت الأموال المخصصة لشراء ادوية كما اشتكى وزير الموارد المائية من ازمة توفير الوقود ).
قدمت الهيئة الاستشارية المشكلة من مجلس الوزراء بالتعاون مع وزارة التعليم العالي رايها حول المناهج والتعليم وقد رفضت من قبل وزارة التربية جملة وتفصيلا عادين ذلك من اختصاص التربية وحدها، وقد تدخل رئيس الوزراء قائلا: ( نحن بحاجة الى تغير المناهج لانها قديمة وتحتاج تحديثا لكن ليس على عجالة وسنناقش الامر لاحقا )، وقد ايد حسين الشهرستاني التغيير بقوة بل ناشد بتغيير كل المناهج المتعلقة بالزراعة والصناعة وامور أخرى فيما طالب وزير الثقافة راوندوزي الاهتمام بالتخصص.
قرر العبادي تشكيل لجنة برئاسة وزير التربية وعضوية وزير التعليم العالي ورئيس الهيئة الاستشارية وطالبهم بالعمل معا مدة أربعة اشهر حتى الصيف القادم، ثم انهى الاجتماع دون ان يتطرق الى زيارته لكل من إيطاليا وألمانيا.
في الجلسة الثامنة في 23-2-2016 تم مناقشة القرض الأمريكي البالغ مليارين وسبعمائة مليون دولار بناء على اقتراح وزير الدفاع خالد العبيدي وقد قال رئيس الوزراء انه لا يعتقد بان الحكومة الامريكية توافق عليه لانهم لديهم قوانين خاصة بتقديم القروض مطالبا وزارة الدفاع بمتابعة الملف وتبليغه النتائج. ثم زار وفد وزاري يضم وزراء الدفاع والتخطيط والتربية والتعليم العالي محافظة الرمادي وقد شاهدوا حجم الدمار الذي خلفه احتلال داعش ثم قدموا تقريرهم سيما ما يتعلق بمخلفات الحرب وخطورة ملف القذائف غير المنفجرة والبيوت والمؤسسات المفخخة وشحت المياه.
امر رئيس الوزراء فورا تقديم المساعدات والاحتياجات وحث على الإسراع بالتحاق الموظفين لدوائرهم كما شجعهم على الاعلان عن جمع التبرعات من خلال وسائل الاعلام.
فيما يتعلق بتحرير الفلوجة قال رئيس الوزراء ان اغلب الأهالي المتبقين من سكنة الفلوجة لا يقبلون مغادرتها كي نستطيع تحرير المدينة ونخشى من ارتفاع عدد الضحايا من أهلنا في الفلوجة اذا ما بدات الحرب على داعش، وقد طالب وزير التخطيط سلمان الجميلي من رئيس الوزراء الاجتماع بنواب الفلوجة معتقدا ان قناعات الناس قد تغيرت وهم يريدون الان الخروج والخلاص من داعش فهم يعانون من شحة الماء والارزاق والجوع، ثم تحدثوا عن هيئة النزاهة ومتابعتها للوزراء ونشر أسمائهم وكيف انهم نشروا أسماء زوجات بعض المسؤولين وقد علق العبادي بان ذلك اذا كان صحيحا سيكون كارثة.. فيما هاجم وزير النقل ووزير الزراعة رئيس هيئة النزاهة واتهموه بان مصدر معلوماته عن الوزراء هو مشعان الجبوري مطالبين بفتح تحقيق بذلك، فيما ذهب وزير الصناعة محمد الدراجي الى ان النزاهة تحرض المواطنين ضد الوزراء عادا إياه بانه شيء غير صحيح لان الناس ستفقد ثقتها بالحكومة.
