عاشق يلجأ الى شراب معالجة السعال لنسيان الحبيبة
الداخلية: ضبط 12 كيلوغراما لمؤثرات عقلية في البصرة
مذاخر تسرّب أدوية مسكنة إلى التجار ومدمنون يعتدون جنسياً على المحارم
بغداد – خولة العكيلي
اثار انتشار ظاهرة تعاطي حبوب الهلوسة والمخدرات وبشكل واسع حفيظة الأسر خوفا من وصولها لأحد افرادها نتيجة الأنفتاح بلا ضوابط.
وقالوا لـ(الزمان) امس ان (المواد المخدرة اصبحت متاحة يمكن الحصول عليها بكل يسر لان الحكومة تتجاهل حياة المواطن وتنصرف لمصالحها فقط تاركة البلد في دوامة الخراب والأنحلال الخلقي) واضافوا (لانعرف اذا كان ابناؤنا قد اختلطوا بتلك الفئات المدمنة والتي قد تجرهم الى الهاوية) مطالبين (الجهات المعنية بمتابعة الحالة بفرض الرقابة على االبضائع الواردة للبلد وحماية الحدود من دخول تلك المواد لأننا لسنا بحاجة لضغوطات اضافية كفانا ما يحدث).
متطلبات مجاملة
واكد صالح محمد ان (تعاطي المخدرات اصبح احد متطلبات التحضر والمجاملة) .
وقال محمد لـ(الزمان) امس (يتوجب على الشاب الذي يجلس مع اصدقائة في جلسات خاصة لتعاطي المخدرات ان يجاملهم بجرعة حتى لا يعدوه ضعيف الشخصية) واضاف (لقد جلست مع هؤلاء الأشخاص وجدت ان هناك مروجين لتلك المادة يعملون على تزويد الشباب بحبوب مجانية او جرعات لمرتين اوثلاث)
فيما يقول سجاد حامد جامعي (من خلال مجالستي للشباب في الجامعة والمنطقة وجدت ان الذين يتعاطون المخدر هم الذين يشكون من تردي الوضع الأقتصادي لاسيما الذين يسكنون في المناطق العشوائية والمناطق الشعبية مثل مدينة الصدر والفضل والبتاوين فضلا عن الوضع الأمني الذي يمنع الشباب التسلية وممارسة هواياتهم بشكل متاح لذوي الدخل المحدود والذين لايمتلكون القدرة على الترفية بالشكل الأمثل)
وكشف حامد عن كيفية تعاطي المخدر والوسائل المستخدمة لذلك بقوله (هناك اشخاص يتعاطون المخدر بواسطة الأركيلة بعد ان يتم مزج حبة باراستيمول التي تستخدم علاج الصداع وارتفاع درجة الحرارة وذلك بمزجها مع مادة المعسل والتي يحدث استنشاقها مع دخان الأركيلة تخدير الشخص) واضاف (وهناك مواد عشبية يتعاطاها المدمن مثل القات والكوكائين والحشيشة وزهرة الخشخاش وذلك بوضع الحشيشة بالشاي واما القات فيتم استخدامه عن طريق القضم في الفم او في الأركيلة)
اما (س. و) 26 عام فيقول لي صديق جراح وهو الآن يدرس البورد ويتعاطى المخدرات بشراب السعال .
موضحاً انه (يشرب قنينة من شراب السعال كل ساعة الى 3 علب باليوم حتى يصل عقله بمعزل عن محيطه) وأضاف (لقد اهمل عمله وهندامه وانصرف لتعاطي المخدر نتيجة تجربة عاطفية اجهضها العرف العشائري عندما احب طبيبة ارملة رفض اخو زوجها الاقتران بحبيبها) موضحا الى ان (ذلك سبب له احباطاً تحول الى يائس كون الطبيبة الحبيبة تخضع للعرف العشائري لأنها من المحافظات والتي تسود فيها الثقافة العشائرية بشكل ملفت).
وأكد المتحدث الأعلامي بأسم عمليات بغداد ووزارة الداخلية سعد معن القاء القبض على مروجي مخدرات ومؤثرات عقلية في البصرة تزن 12 كيلوغرام .
وقال معن لـ (الزمان) امس (لقد كانت بحوزة اجنبي في محافظة البصرة كمية من المواد المخدرة التي ادخلها البلد تقدر بـ 12 كيلوغراماً تمت مصادرتها وإحالة المجرم الى القضاء) مشيرا الى ان (ظاهرة تعاطي المخدرات دخيلة على البلد وهي منتشرة في عموم المحافظات) مؤكدا ان (الجهد الأستخباري يعمل على الحد منها بمتابعة المناطق التي تتكرر فيها المخالفات لترويج الممنوعات حيث تم التركيز على المجاميع التي تقطن في تلك المناطق وتم رصد حالات نالت جزاءها)
فيما اكد صيدلي وجود عقاقير طبية بالإكثار منها يؤدي الى الإدمان كونها مادة مخدرة تعطى لحالات خاصة.
وقال الصيدلي ح. و لـ(الزمان) امس ان (بعض الأدوية المسكنة مثل الفاليوم والبثيدين وشراب السعال تؤدي الى الإدمان اذا لم يحسن المريض استخدامها او يصر على تعاطيها من اجل الهروب من واقع مؤلم كما يراه هو ليعيش حالة من النشوة) مشيرا الى ان (تجهيز تلك الأدوية لايتم الأ بوصفة طبية خوفا من تداولها يشكل غير صحيح) ملفتا الى ان (بعض مذاخر الأدوية والتي غالبا يمتلكها تجار وليس صيدلانيين والذين يزودون المواطن بأي كمية يطلبها من تلك الأدوية لأن الهدف ربحي) مطالبا (وزارتي الصحة والداخلية بوضع ضوابط ورقابة مشددة يحكمها القانون على مذاخر الأدوية والصيدليات للحد من الحالة التي قد تغير مسار شباب اسرهم وبلدهم بحاجة لهم). وقال عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية حبيب الطرفي أن مشروع قانون جديد للمخدرات ينتظر مصادقة مجلس النواب ليحل محل قانون المخدرات النافذ حالياً رقم 68 لسنة 1965 .
إدخال تعديل
واضاف الطرفي لـ(الزمان) امس (لقد تم إدخال تعديل على القانون في عام 2003 وجرى استبدال عقوبة الإعدام بعقوبة السجن مدى الحياة للمتاجرين بالمخدرات.) مشيرا الى ان (قانون مكافحة المخدرات الجديد يتضمن نوعين النوع الأول طبية تستعمل بشكل رسمي ومقنن ووفق مقاييس والثاني المواد المخدرة بانواعها والمتفشية حاليا نتيجة غياب الضوابط وخرق الحدود دون رقيب)، ويقو ل رجل الدين ستار البطاط ان المخدرات تعد من المحرمات لأنها تساعد على تفكك الأسرة والمجتمع وتدفع للكثير من الحالات التي يندى لها الجبين .
واوضح البطاط لـ(الزمان)امس ان (تعاطي حبوب الهلوسة والمخدرات بكل انواعها شاعت مؤخرا وبالتحديد في الجنوب وذلك لغياب المرشد الديني الذي اتخذ من خطبة الجمعة منبرا للحديث عن السياسة فقط) واصفا” اياهم بقوله (على الرغم من اني رجل دين فأنهم كانوا سابقا كالشمعة والآن تحولوا الى بوق للسياسيين على الرغم من ان السبب الرئيسي لفساد المجتمع هو الأدمان المتفشي نتيجة اهمال الجهات الحكومية لمتابعة الخروقات فضلا عن الجهل) . ملفتاً الى ان (الحبوب المخدرة اصبحت تباع في الدكاكين الصغيرة والشباب الذين ليس لهم وازع ديني يتعاطوها عندما يخرجون في سفرات بعيدة عن الأنظار حتى اصبح المدمن يعتدي على ابنته واخته تحت تأثير المخدر وينجب منهن اطفال) مؤكدا ان (ما يحدث تقع المسؤلية الكبرى على الدولة والصيدليات ومذاخر الأدوية ورجال الدين والمؤسسات)، مشيرا الى ان (دور المعلم في التوجيه قد انحسر في التعليم حتى اصبحت مهمته نقل المادة الى التلاميذ مثل الببغاء ويغادر مسرعاً) واضاف (نحن بحاجة لبذل جهد ووقت من قبل التربويين في المراحل الدراسية كافة للثقيف ضد آفة المخدرات التي جلبت المصائب للبلد)على حد تعبيره.