مدائن الغربة – نص شعري – علي مولود الطالبي
وحدي أنتبذُ بداخلي مكاناً قصيا
هذه أناي ترسمُ حافلةً في السماءْ
والليلُ شارعٌ في الكفّ يتصفّحُ ذاكرةَ أرضٍ في الوريدْ
وحدي مكتظٌ بشطحاتِ الوجع تماما كالهزيمة
سأكونُ مَن دَخَلَ الموتَ على عجلِ !
عفواً أيتها الغربة … هذا المدى ألَمُ بوصلتي
والرّيحُ تستدرجُ غباراً من فحم الحلم
وارتفاع الدَّمَ البُنيّ في النبض
أحلم … لاشيء هنا …
وجهي يأخذُ شكلَ الملحِ حين تطلُّ ذئاب الكلمات
وتقتلُ أيقونةَ القلبِ
المساءُ ممزقٌ بوحدتي ورموز طيشي !
مَن يرفعُ الصخرَ عن صدري …؟
أرى ملائكةً ترشُّ الدمعَ في حضنِ أبي …
أبصرُ أباطيلَ البيانات في أماني وطني
أدركُ غربةً من – جديد – تضطجعُ بداخلي
يُفَجّرُ السواد في جسدي حين يطلّ الغروب
وترقصُ رهبانُ قصيدتي اليتيمة
أيا غربةً ليس لي إلا شَكلُ مدينة !
وحجارة تركتُها في الأفق هناك
غريبٌ كأنَ الصدى موطني
غريبٌ أغرقُ في الغسقِ وأضيعُ في شقوقِ الرّيح

















