
الرباط – حاوره عبدالحق بن رحمون
يشهد المغرب تنظيم الدورة الأولى من «مهرجان الشعراء المغاربة» أيام 28 و29 و30 نيسان (أبريل) 2017 بمدينة تـطوان، وأكد لـ (الزمان) الشاعر والإعلامي مخلص الصغير مدير دار الشعر بتطوان أن هذا المهرجان يأتي بعد مرور نحو سنة على تأسيس دار الشعر بتطوان، التي تأسست السنة الماضية، بناء على مذكرة تفاهم ما بين وزارة الثقافة والاتصال المغربية ودائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة.
وقال مخلص الصغير في حواره مع (الزمان): «ومن هنا يعتبر هذا المهرجان تتويجا لسنة من الشعر من طرف دار الشعر التي خلقت الحدث الثقافي في المغرب» .
من جهة أخرى، وبحسب برنامج «مهرجان الشعراء المغاربة» الذي تسلمت (الزمان) نسخة منه سيكرم في حفل الافتتاح بمسرح سينما إسبانيول، الشاعر المغربي المخضرم مولاي علي الصقلي، مبدع النشيد الوطني المغربي، وصاحب عشرات الدواوين الشعرية والأعمال الأدبية المرموقة. فيما تحل الهند ضيفة على الدورة الحالية من المهرجان، من خلال حضور وفد ثقافي يتقدمه الشاعر الهندي الكبير جاويد أختر، والذي يعد أحد أشهر 60 شخصية هندية، وأبرز الشعراء الهنديين المعاصرين. كما تحيي حفل الافتتاح الفنانة المغربية كريمة الصقلي، مع تقديم لوحات كوريغرافية وعروض فنية. ويشارك في الدورة الأولى من هذا المهرجان رواد الشعر المغربي المعاصر، على رأسهم الشاعر الكبير محمد السرغيني، إلى جانب مختلف أجيال وأشكال الكتابة الشعرية في المغرب. مثلما يحضر هذا المهرجان شعراء يكتبون قصائدهم بالأمازيغية والعربية والحسانية والزجل، وبالإنجليزية والإسبانية والفرنسية. وأكد مخلص الصغير «ذلك من أجل استحضار مختلف مكونات وروافد الهوية الثقافية والشعرية المغربية».
وفيما يلي تفاصيل الحوار الذي أجرته (الزمان) مع مخلص الصغير مدير دار الشعر بتطوان:
ما هو السياق العام الذين تأسس فيه «مهرجان الشعراء المغاربة» الذي ستحتضن فعالياته مدينة تطوان الجمعة المقبل؟
تنعقد هذه التظاهرة الكبرى تحت مسمى «مهرجان الشعراء المغاربة»، ذلك أن دار الشعر، ومنذ تأسيسها، أعلنت أنها ستكون مؤسسة للعناية بالشعراء المغاربة، والاهتمام بتجاربهم. واليوم، بعد مرور نحو سنة على تأسيس دار الشعر بتطوان، يأتي هذا المهرجان تتويجا لسنة من الشعر، عرفت تنظيم تظاهرات وبرامج مشعة، حضرها شعراء ومثقفون ومفكرون مغاربة. حتى إن دار الشعر قد خلقت الحدث الثقافي في المغرب، خلال هذه السنة.
في مختلف التظاهرات واللقاءات المهتمة بالشعر، يتم الحديث عن الشعر، وقلما نجد اهتماما بالشاعر، الذي هو مبدع الشعر. من هنا، سيكون هذا المهرجان عودة إلى الشاعر وانتصارا له. وسيتم تنظيم ندوة مركزية في هذه الدورة الأولى من المهرجان عن «الشعراء المغاربة: تجارب ومرجعيات». وربما يكون الحديث عن التجارب والمرجعيات مدخلا جديدا لقراءة الشعر المغربي، أو قراءة تجربة الشعراء المغاربة على الأصح، بما يفتح الشعر المغربي والخطاب النقدي على أفق قرائي جديد.
لقب تطوان عاصمة للثقافة بالمغرب من خلال ريادتها، ماهي القيمة المضافة لهذه التظاهرة الكبرى على مستوى الاختيارات والفقرات التي اقترحتموها في دار الشعر بتطوان؟
ها هي تطوان التي كانت مهد الحداثة الشعرية، منذ مجلة الأنيس، التي صدرت سنة 1946، تعود لتجدد ريادتها الشعرية، في نوع من تجديد البدايات قبل ارتياد مستقبل جديد للشعرية المغربية، المفتوحة على اللانهائي دائما. ولعل حضور الشاعر محمد السرغيني، الذي نشر في مجلة الأنيس، منذ 1948، يؤكد هذه الرؤية. وهو الشاعر الذي سيفتتح الجلسات الشعرية لهذا المهرجان. كما سيلقي درسا شعريا «ماستر كلاس» أمام الباحثين المتخصصين، في اليوم الثاني من المهرجان.
ويكرم المهرجان شاعرا مخضرما آخر هو مولاي علي الصقلي، كاتب كلمات النشيد الوطني المغربي، وأحد الذين شكلوا الذوق الشعري للمغاربة، من خلال محفوظات وأشعار ومسرحيات شعرية راسخة في الذاكرة.
مما نلاحظه في «مهرجان الشعراء المغاربة» انفتاحكم على الموسيقى والتشكيل، هل يعني أن دار الشعر رسمت تقليدا في مجاورة كل الفنون من أجل استقطاب جمهور من مختلف الأذواق الفنية والتعبيرية؟
وكما في البرامج التي تنظمها دار الشعر، خاصة «ليالي الشعر»، سيحرص المهرجان على تقديم عروض موسيقية مع الشعر، تأكيدا على أصالة العلاقة الخلاقة والرنانة التي تجمع بين الشعر والموسيقى. دون أن ننسى سهرة حفل الافتتاح التي تحييها الفنانة والمطربة المغربية كريمة الصقلي، التي أعادت إلى مسارح الغناء العربي والعالمي تراث أسمهان وليلى مراد، والتراث الشعري والغنائي الأندلسي.
كما سيتم تنظيم معرض فني شعري بعنوان «معلقات معاصرة»، وهو يقترح علينا أعمالا فنية اشتغل فيها فنانون على نصوص الشعراء المشاركين في هذا المهرجان. المعرض الذي ينظمه المعهد الوطني للفنون الجميلة يقترح علينا، أيضا، مخطوطات تشكيلية، في صيغة كتب فنية.


















