
سمرقند (أوزبكستان) (أ ف ب) – نيوهاردنبرغ (ألمانيا)- (أ ف ب) أعلن وزراء التجارة في مجموعة السبع الخميس أنهم سيسعون لتكثيف الضغط على روسيا للحد من الوسائل المتاحة لموسكو لتمويل حربها في أوكرانيا، كما وعدوا بوقف “السذاجة” التجارية التي يجري التعامل بها مع الصين. وقال وزير الاقتصاد الالماني روبرت هابيك الذي ترأس اجتماع الوزراء في قصر نيوهرادنبرغ (شرق المانيا) “نحن في وضع جيوسياسي حيث فكرة التجارة العالمية لتحسين حياة الناس قيد اختبار”. في بيان نشر في ختام هذا اللقاء الذي استغرق يومين أكد الوزراء أولا أنهم يريدون “تنويع” علاقاتهم التجارية في مواجهة بيئة جيوسياسية متوترة بشكل متزايد. وقال الوزراء “نحن، وزراء تجارة مجموعة السبع نؤكد أن تنويع التجارة وتوسيع العلاقات التجارية على أساس الفوائد المتبادلة أمران ضروريان (…) لتحسين مرونة واستدامة اقتصاداتنا”. والهدف هو الصين إذ قال الوزير الألماني “سنضع سياسة تجارية متينة تجاه الصين … لقد ولت السذاجة”. من جهته، قال المفوض الأوروبي للتجارة فلاديس دومبروفسكيس خلال مؤتمر صحافي إن “الصين هي أحد انشغالاتنا، في مجال تحويل المنافسة، والاعانات للصناعات والشفافية”. استهدفت دول مجموعة السبع أيضا روسيا بسبب غزوها أوكرانيا فيما دعيت الى الاجتماع وزيرة الاقتصاد الاوكرانية يوليا سفيردينك. وقال الوزراء “سنبقي ونوسع جهودنا المنسقة لمنع روسيا من الاستفادة من عدوانها غير المشروع ولخفض قدراتها على مواصلة الحرب”. لدعم كييف، بحث الوزراء أيضا “آلية مالية” تهدف الى جمع أموال خاصة وعامة لإعادة إعمار اوكرانيا في المستقبل. في حزيران/يونيو الماضي، أعلن قادة دول المجموعة رغبتهم في “دعم إعادة إعمار أوكرانيا عبر مؤتمر وخطة إعادة إعمار دوليين”. فيما اظهر الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين الخميس عزمهما على دعم بعضهما البعض وتوطيد علاقتهما في أوج التوتر مع الغربيين، خلال اول لقاء بينهما منذ بدء الغزو الروسي لاوكرانيا. التقى الزعيمان على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند بأوزبكستان، في وقت تشهد العلاقات بين بلديهما والولايات المتحدة توترا شديدا. في هذا الاطار، فان التقارب بين بكين وموسكو اللتين لا تخلو علاقاتهما من التوتر، هدفه مواجهة الولايات المتحدة التي يعتبرانها معادية لمصالحهما. وقال الرئيس الصيني لدى بدء اللقاء الذي بث مباشرة إن “الصين ترغب ببذل جهود مع روسيا للقيام بدور القوى العظمى ولعب دور توجيهي لبث الاستقرار والطاقة الإيجابية في عالم تهزّه اضطرابات اجتماعية”. من جهته دان بوتين المحاولات الغربية الهادفة الى اقامة “عالم احادي القطب وقد اتخذت في الفترة الأخيرة شكلا قبيحا للغاية وهي غير مقبولة بتاتا”. – “قلق” بشأن اوكرانيا؟ – يعود اجتماعهما السابق إلى شباط/فبراير الماضي عندما حضر الرئيس الروسي دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين. وكانا اكدا على صداقتهما “التي لا حدود لها”. وبعد أيام شن بوتين هجومه على أوكرانيا. وقال بوتين لشي الخميس “نثمن كثيرا موقف اصدقائنا الصينيين المتوازن بشأن الأزمة الأوكرانية”. وأضاف “نتفهم قلقكم” من دون تحديد المسائل التي قد تكون الصين أثارتها بشأن أوكرانيا. لم تؤيد بكين ولم تنتقد علنا الغزو الروسي لاوكرانيا، بينما أعربت مرارا عن دعمها لموسكو في مواجهة العقوبات الغربية. وبحسب التلفزيون الصيني، من المقرر أن يجري شي محادثات في سمرقند مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، الحليف الرئيسي لروسيا. واللقاء بين شي وبوتين يعد الحدث الأكثر ترقبا لقمة منظمة شنغهاي للتعاون التي من المقرر أن تستمر حتى الجمعة وتضم العديد من القادة بينهم قادة الهند وباكستان وإيران وتركيا ودول آسيا الوسطى. بالنسبة لبوتين الذي يحاول تسريع التحول نحو آسيا في مواجهة العقوبات الغربية على بلاده بعد هجومه على أوكرانيا حيث يواجه جيشه صعوبات، فإن هذه القمة تسمح بإظهار أن روسيا ليست معزولة. وقبل شي التقى بوتين رؤساء إيران إبراهيم رئيسي وقرغيزستان صدير جباروف وتركمانستان سيردار بيردي محمدوف قائلا في كل مرة إنه يريد تعزيز التعاون الثنائي. في سمرقند، يأمل شي الذي يقوم بأول رحلة له للخارج وتحديدا إلى آسيا الوسطى منذ بداية تفشي وباء كورونا، في تعزيز مكانته كزعيم بارز قبل مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني في تشرين الاول/أكتوبر ويهدف خلاله الى تولي ولاية ثالثة. – بوتين يدعم شي في ملف تايوان – قالت وزارة الدفاع الروسية إن السفن الروسية والصينية قامت بدورية مشتركة في المحيط الهادىء الخميس من أجل “تعزيز تعاونهما البحري” كدليل على التقارب في مواجهة التوترات مع الغرب. وخلال لقاء الخميس، كرر بوتين دعم موسكو لبكين في ما يتعلق بتايوان حيث أثارت زيارات مسؤولين أميركيين في الأسابيع الأخيرة استياء الصين، ووصفها بأنها “استفزاز”. كما التقى الرئيس الصيني في سمرقند الزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، الحليف الرئيسي لموسكو، الذي أشاد بـ “الدعم الجدي” لبكين في “هذه الفترة الصعبة”. ومنظمة شنغهاي للتعاون التي تضم الصين وروسيا والهند وباكستان والجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى، أنشئت في 2001 كأداة للتعاون السياسي والاقتصادي والأمني منافسة للمنظمات الغربية. وقال يوري أوشاكوف مستشار الكرملين الدبلوماسي للصحافيين الثلاثاء إن “منظمة شنغهاي للتعاون تقدم بديلا حقيقيا من المؤسسات ذات التوجه الغربي”. ويفترض أن تكون الحرب في أوكرانيا والوضع في أفغانستان وحتى الاضطرابات التي هزت العديد من دول آسيا الوسطى في الأشهر الأخيرة من بين الموضوعات الرئيسية التي ستتم مناقشتها. كما يعقد بوتين الجمعة لقاءين منفصلين مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس التركي رجب طيب إردوغان. |