مثلما كان سيبقى – جاسم مراد
يبدو لم تعطي المؤشرات السياسية مخرجا للأزمة القائمة ، فما دام الاختلاف في المواقف يتحول الى صراع بكل الطرق والسبل المتاحة لأطراف الاختلاف ، فأن وضع النظام سيبقى مثلما كان ، مشاريع مجمدة ، اقتصاد يبحث عن المخارج الوطنية ، بطالة متراكمة ، فقر في تزايد ، امية في أوسط الفتية والصغار والكبار بلغت بالملايين ، بعدما غادرت العراق الامية في عهد أحمد حسن البكر وعادت في عهدي صدام والاحتلال ، مشاريع يعلن عنها ولم تنفذ ، شركات تتحايل ثم تهرب بالخَرج وما فيه ، انقسامات سياسية حادة ، رغبات سياسيين تتفوق على المصالح الوطنية للبلاد ، قنابل تثور وتنفلق ، تجرح و تقتل ليس مهماً ، وإنما المهم أن تصل أهدافها ، كل ذلك وغيره يجري في بلد بات مجروحا في كل شيء ، وليس مقبولاً تحميل اطراف أخرى تلك القنابل ، وان حدث فعليا فهي فرصة المتربصين بالعراق .
هنا نتساءل ، فإذا كان التيار الصدري لديه مشروعه التغييري ، فلماذا يغلق أبواب الحنانة بوجه الحوار، وهل الأهداف الكبرى والمؤيدة من الشعب تخضع للانتقائية السياسية ، اليس من الصواب إن تحقيق المشروع أو جزءاً منه في المرحلة الأولى افضل من وقف التنفيذ واعتبار الشارع هو البديل ، ثم للأطراف الأخرى ونخص التنسيقي بالتحديد ، الا تكفي تجربة المحاصصة الفاشلة لعشرين سنة مضت، ثم لماذا التمسك بالمحاصصات المذهبية والعرقية التي فشلت وتحولت الى اقطاعيات سياسية ومافيات لنهب المال العام ، اليس من الضرورة بمكان جعل العمل بالمشروع الوطني وبناء دولة وسلطة رصينة بكفاءات عالية الأداء وما اكثرها في العراق وفي كل المكونات ، هو الأنسب للعراق وشعبه.
هنا نسأل في ظل الهيجان الشعبي والرفض للمحاصصة ، كيف يمكن أن تستمر وتنجح الحكومة المقبلة ، والشخص المرشح وهو السوداني ، لا يستحق أن يكون بين المتصارعين ، والذين اعتادوا على صناعة الإشكاليات وتمرير الفوضويات .
باتت العقلية الطفولية في السياسة العراقية الراهنة لها حيز في مجريات الاتفاقيات بين المستقيلين والقابلين بالعودة وذلك كله على حساب الشراكات الأخرى ، وهنا نسأل هل العمل البرلماني صالح للعراق في الوقت الحاضر؟