الرباط – عبدالحق بن رحمون
على مضض، يتابع مثقفون وإعلاميون أخبار رائجة حول كواليس وتفاصيل اختطاف الدورة الثامنة والعشرين لمعرض الكتاب الدولي المقرر تنظيمه للسنة الثانية على التوالي بالرباط، هذا المعرض الذي جرى اختطافه وتهريبه عنوة من الدار البيضاء بتواطؤ مع بعض السياسيين، وسبق لتنسيقيات تمثل نخبة من الأدباء والمثقفين أن أعلنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطعتها للدورة المقبلة من المعرض الدولي الذي يتوقع افتتاحه الأسبوع المقبل.
خلف تهريب المعرض الدولي للكتاب من الدار البيضاء، غضبا واسعا في صفوف الشارع الثقافي المغربي والعربي، وهناك من احتج على ذلك قائلا : “معرض الكتاب ليس سوقا لبيع الخضر واللحوم .. حتى تتنافس عليه مدينة الرباط ..بين العرض والطلب” وهناك من اعتبر أن تهريب المعرض أنه سيبقى وصمة عار في تاريخ الثقافة المغربية .. وسوف لن ينسى البيضاويون هذه الفتنة أو الاعتداء على كينونة أكبر مدينة في المغرب والتي تسبب فيها وزير الثقافة ما بين ساكنة الرباط والدار البيضاء من خلال زند العنصرية بين البيضاويين والرباطيين بسبب الكتاب .
وهذا المعرض الدولي الذي يشكل علامة بارزة في الثقافة المغربية ، بعد أن تم تهريبه إلى الرباط ، سيفقد إشعاعه الدولي بعد أن فشلت الدورة التي انعقدت السنة الماضية بسبب الارتباك التنظيمي وضعف التواصل مع ممثلي الصحافة الوطنية والدولية المعتمدين.
وستنظم الدورة الثامنة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الفترة ما بين 01 و 11 حزيران (يونيو) 2023، بفضاء OLM السويسي بالرباط.وتعتبر المنطقة التي تنصب فيها خيمة المعرض من الأحياء الراقية بالرباط ويصعب التنقل إليها سواء عبر السيارة، أو بسبب قلة المواصلات مما يعتبر الذهاب إلى المعرض عذابا، ولهذا من زار المعرض في الافتتاح لايعود إليه في الأيام الموالية.
وإذا كان وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد يراهن على المعرض الدولي بالرباط في أن يكون من اهتمام الهيئات الدبلوماسية والسفراء المعتمدين بالمغرب، وعدد من الناشرين وشخصيات عمومية ووزراء، فإن المعرض الذي كانت تنتظره شريحة واسعة من المجتمع المغربي وتعتبر زيارة المعرض عيدا يحجون إليه من كل الحواضر والقرى لاقتناء الكتب والاطلاع على الجديد في الثقافة العربية والعالمية ، ومع اختطاف المعرض ستفتقد هذه العادات الثقافية حيث أن الدار البيضاء كقطب اقتصادي يعتبر مركزا له جاذبية ونقطة تلاقي جميع المسافرين باعتباره ما تتوفر عليه من سهولة من التنقل عبر القطار في جميع الاتجاهات المحورية والرئيسية بالمغرب، ويشار أن الدار البيضاء كانت تنتعش فيها الحركة الاقتصادية سنويا خلال أيام المعرض ويقع رواج في التاكسيات والمطاعم والمقاهي والفنادق .
وعلى غرار السنة الماضية فوزارة المهدي بنسعيد لازالت تكرس دعوة الصحافة الالكترونية المقربة من الوزير وبمزاجية فجة ، وتغيب مسؤولين عن الملاحق الثقافية الرائدة بالمغرب لحضور الندوات الصحفية أو للتغطية ،مخافة أن تطرح أسئلة مزعجة على الوزير، بحيث المقربين على التواصل في الوزارة يرغبون طرح أسئلة على المقاس.