متى ينهض العراق ؟ أكثر من عشرة أعوام مرت ثقيلة على العراقيين بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى ، أمهات ثكلى وأرامل في كل مكان ، وأيتام كثر ومفقودين ومعوقين ومنهم من بقي طريح الفراش ليس له أعضاء يتمشى بها على أرض الله الواسعة .. قبل دخول قوات الإحتلال إلى العراق كانت جميع الطوائف متعايشة ومتصاهرة ، وليس فيما بينها شحن ديني أو أحتقان طائفي وكان الجميع يعيشون بحرية تامة في المعتقد والمذهب والدين ،ولكن وبسسب ذلك التدخل العسكري والفوضى التي أحدثها في الداخل تسللت إلينا مجاميع تحمل أفكاراً ظلامية فعاثت في الأرض فساداً وخلطت الأوراق وزرعت الفتنة الداخلية ..!! هذا ماجنيناه وهذا هو حصادنا من الطائفية البغيضة التي أكلت كل شيء وتركت المأساة في كل مكان من أرض الوطن ، واليوم علينا أن نضع أيدينا ببعض وأن نعمل على بناء بلدنا ونعيد له هيبته وكرامته التي أنتهكت من قبل على أيدي المحتلين ومن بعدهم الأرهابيين والطائفيين الذين قتلوا العباد وأكثروا المآسي في البلاد وأفسدوا وخربوا وعبثوا يميناً وشمالاً ، وعلينا أن نفّوت الفرصة عليهم ونلفظهم من بيننا كما يُلفظ البصاق المر لأنهم دعاة قتل وتفرقة ، وليسوا بناة أوطان ولا معمري بلدان أنهم مجموعات لاهم لها سوى العمل على تطبيق فكر أسود قد زرع في أذهانهم من أضاليل وخرافات وأباطيل فخربوا وشوهوا ودمروا شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً .. فعلينا أن نبدأ بالتفاؤل ..وأن نخطو خطوات راشدة وأمينة إلى الإمام لبناء وطننا ، وذلك لايتم إلا بتظافر جميع جهود أبنائه ، وأن يعمل الجميع على تخليصه من الأشياء الدخيلة التي لاتنتمي إلى تاريخه الطيب وأولها وباء الطائفية اللعين ..كما علينا اليوم أن نبادر دون أنتظار إلى ساحة الجد والعمل ، نلملم شملنا ، ونداوي جراحنا ، وهذا لاشك يفرح الصديق ويغيض العدو ، ويكفينا منازعات ومناكفات ، وعلينا أن نتقي الله وأن نجعل الله نصب أعيننا ، ولنقضي على الطائفية ولاندع مجالاً لعدونا أن ينفذ من بيننا ويعبث بأمننا وأستقرارنا ، فأن العراق عزيز وغالي على كل أبناءه ولايمكن ان يتركوه لحفنة من الضالين المضلين… عماد الكندي