متفائلون ولكن – عدي سمير الحساني

متفائلون ولكن – عدي سمير الحساني

يرتكز النجاح على أسس متعددة والتي اذا ما تم الارتكاز عليها فحتماً ستتوفر مقومات النجاح ودعماته، وهذه الأسس تعتمد في واقعيتها على مقدار المتابعة الجديه من القائمين على تلك المقومات لاسيما كيفية وآلية وخطوات التنفيذ.

طبعاً الموضوع عام ولا يختص بمشروع او وظيفة او عمل معين، وذلك لان التكوين البشري اساساً يعتبر مشروع اما ناجح او فاشل وفقاً للاساس الفكري للإنسان.

فربما تجد انساناً تتوافر فيه كافة المقومات الإنسانية والفكرية والثقافيه وحتى الاجتماعية الناجحه، يقابله ويوازيه شخصاً اخر تتجسد فيه عشوائيات الفشل المتجدد والهدامه، وبمقارنة عابره وسريعه فأن الموضوع يحتاج ميزان اجتماعي يمكن من خلاله متابعة كفتيه من اجل وضع الحلول اللازمة لمعادلة الكفة وان كان ذلك مستحيلاً على ارض الواقع.

ولكن المعادلات الاجتماعية البناءة قد تكون كفيلة في صقل مفردات الفشل وتحويلها الى نجاح نسبي من شأنه موازنة الأمور بصورة تدريجيه.

ولعل الشارع الاجتماعي والحياة الواقعيه هي من اهم تلك المعادلات فاليوم من خلاله تبني جيل مثقف ومن خلاله قد ينشأ جيل مترامي الأفكار والطبائع، او قد يساهم في خرق القوانين والانظمة من خلال اعتناق أفكار هدامة يصعب معها السيطرة على الواقع العملي الاجتماعي.

مراقبة الشارع

اذاً يجب مراقبة الشارع جيداً ووضع ضوابط صارمة تمنع عملية الانفلات الفكري، وعندما نُسئل كيف تتم المراقبة؟ وللاجابه على هذا السؤال لابد ان نعرف من هو حالياً محرك الشارع؟ والجواب هو (الاعلام المنظور) حيثُ يتأثر المجتمع به بشكل كبير جداً ويتعاطف مع ما يُعرض من أفلام ومسلسلات وبرامج واخبار والتي أصبحت متعددة المصادر فبعد ان كانت الشاشات الكبيرة كالسينما والتلفزيون وصولاً الى الشاشة الصغيره (الهاتف النقال) والتي ساهمت بشكل كبير ومباشر في عملية التحول الفكري المجتمعي وصقلت الأفكار والانفس وفق الرؤى التي تبتغيها تلك البرامج.

ولإن السيطرة أصبحت صعبة جداً في ظل عشوائية البث والانفرادية في عرض تلك البرامج لذا اصبح من الواجب العمل وفق نظام امني صارم لمتابعة تلك البرامج وفق رؤية غالبية المجتمع يتبعها فرض قيود قانونيه واجتماعية وثقافية مهمتها الأساسية تبني الواقعية في الفكر والتصرف.

وهنا قد يتصور البعض ان الموضوع صعب المنال والتحقيق في ظل المتغيرات الحالية والظروف المحيطه وقد تكون وجهة نظر صائبة ولكن لابد ان نوضح ان الأغلبية في المجتمع هم الاصح وهم يشكلون نسبة الاجبار الفعلي على التغيير الى الأفضل يرافق ذلك تطبيق القوانين النافذة وفق بنودها بصوره صحيحه مع تحقيق النُظم الثقافيه بواقعيه عملية. فهنا حتماً سنُحقق نسب انجاز كبيرة منتجه نحو النجاح الشبه متكامل.

ومما تقدم ذكره فأننا نحتاج هنا الى أدوات بشرية حقيقية فعلاً للتنفيذ؛ أي اننا نحتاج لمن يشغل الوظائف ان يكون ذو عقل وفكر وثقافة لتتجسد جميعها في حب وطنه وشعبه وهو ما يُعتبر اللُبنه الأساسية في اصلاح المجتمع والنهوض به.

{ لواء استاذ مساعد دكتور

مشاركة