مبروك لعمان العاصمة نهضتها – مالك الدليمي
في رحلتي القصيرة الى الاردن وكانت محطتي عمان المحروسة بالله التي شعرت بالسعادة لما وصلت اليه من تقدم ورقي في العمران واتذكر زيارتي الاولى لها في العام 1969 م من القرن الماضي وانا القادم من بغداد التي لم تغريني باريس رغم جمالها ولا لندن رغم شهرتها ولا وارشور رغم حداثتها ولا امستردام رغم انهارها بالابتعاد عن حبيبتي بغداد التي لم ارى مدينة في العالم تبعث في نفسك وروحك الحنين الذي يشدك بضفاف دجلتها الخالد ولا لاحيائها القديمة وحاراتها وشوارعها التي تعود بك الى عبق التأريخ والحضارة ونحن الجغرافيوون نؤمن بأن المدن التي تخترقها الانهار هي من اجمل المدن في العالم فكيف ببغداد فهي اضافة لنهرها تشتهر بأسماء وتأريخ مميز يكفيها انها عاصمة الخلافة وملكت الارض شمالها وجنوبها شرقها وغربها عبر بواباتها الاربعة هي العاصمة حتى في زمن الاحتلالات ورغم المآسي التي جلبها لها الحاسدون والحاقدون من شتى بقاع الارض لكن عروستنا بغداد ستبقى متألقة لانها خلقت لتقود وتحترم.
وبالعودة الى الحبيبة العربية عمان فأنني شعرت بالفرح والسعادة لما وصلت اليه هذه المدينة المشهورة بجبالها من نمو وتطور سريع في مجال توسعها الحضري وتنوع خدماتها البلدية لانك تشعر بالراحة وانت تجوب دواراتها السبعة على قمم جبالها الغناء وهي تزدان بأنوارها ليلا وبجمال تصاميم ابراجها وابنيتها التي اخذت تصاميمها التي نافست قمم جبالها وبأشكال هندسية تذكرني بتلك المدينة الفرنسية الجميلة التي ارادها الجنرال ديكول ان تصمم بخيال يراه مخططي المدن تصلح للعام 2025 م وهو الذي جمعهم من اجل ذلك في منتصف الستينات من القرن الماضي فكانت مدينة ( كراند موت ) وكان موقعها على سواحل البحر الابيض المتوسط في مدينة مونبيليا جنوب فرنسا وتصاميم فنادقها ومساكنها على اشكال طيور وسفن وزوقورات وجبال.
نعم انها عمان التي ابارك للقائمين عليها ماانجزوه بوقت قياسي وبأفكار محسوبة وبأستشمار امين وامان مريح انه العقل ايها السادة فبدونه ليس هناك من تطور وتقدم وتنمية.