الرباط تستضيف جولة المناصب السيادية بين طرفي الأزمة الليبية
الرباط - عبدالحق بن رحمون
باهتمام بالغ، تطلعت وسائل إعلام مغربية ، إلى ترقب حدوث بوادر انفراج في القادم من الأيام لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وبغداد، بعد طول انتظار. وهناك من عبر عن تفاؤله في عودة العلاقات الدبلوماسية، لجني ثمارها على المستوى الاقتصادي، كما كان في عقود سابقة، قبل توقفها.
وعلى إثر اللقاء الرسمي الذي جمع وزير الخارجية العراقي، ونظيره المغربي ناصر بوريطة يوم الجمعة جرى التداول إلى ضرورة تسهيل دخول المواطنين العراقيين إلى المغرب، واعتبر هذا الطلب بارقة أمل جاءت بمبادرة من وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين الذي اعرب الى نظيره المغربي، ناصر بوريطة، عن رغبة بلاده تأسيس علاقات دبلوماسية جديدة، تستشرف المستقبل عبر تحديات من أولوياتها إعادة فتح سفارة الرباط في بغداد.
وتجدر الاشارة أن هذا الاجتماع انعقد عبر تقنية التناظر المرئي، و بحث خلاله رئيسا الدبلوماسية العراقية والمغربية فؤاد حسين وناصر بوريطة ، سبل تجديد العلاقات الدبلوماسية المتميزة والرقي بها، اعتبارا لروابط تاريخية مشتركة، تستند على تعاون سياسي واقتصادي وثقافي، وشدد المسؤول العراقي رغبة بلاده «في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتنسيق حول القضايا المشتركة في المنظمات الدولية»
وعرف هذا اللقاء توجيه وزير الخارجية العراقية، دعوة رسمية إلى نظيره المغربي لزيارة بغداد. بدوره قدم بوريطة دعوة رسمية إلى الوزير لزيارة المملكة المغربية.
فيما بدأت الجمعة بمنتجع بوزيقة في ضواحي العاصمة المغربية جولة جديدة من المحادثات بين وفدين من طرفي الأزمة في ليبيا مخصصة لمواصلة النقاش حول المناصب السيادية، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
يشارك في هذه المحادثات ممثلون لبرلمان طبرق (شرق) والمجلس الأعلى للدولة ومقره طرابلس وفق صيغة «13+13».
وسيتواصل النقاش حول المناصب السيادية في الدولة الليبية على غرار اللجنة الانتخابية والمصرف المركزي وهيئة مكافحة الفساد، وفق ما أفادت حكومة الوفاق الوطني في وقت سابق.
وهي ملفات جرت مناقشتها في الأشهر الماضية خلال جولات المحادثات السابقة التي انطلقت منذ أواخر أيلول/سبتمبر.
تنعقد هذه الجولة الجديدة من محادثات بوزنيقة بعد يومين من توصل المشاركين في مسار حوار آخر بالقاهرة إلى اتفاق على اجراء استفتاء حول الدستور، قبل الانتخابات المقرر تنظيمها في 24 كانون الأول/ديسمبر 2021.
كما تنعقد غداة إعلان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنّ الأفرقاء الليبيين أقرّوا في ختام عملية تصويت آلية اختيار سلطة تنفيذية انتقالية، حتى تحل محلها سلطة منتخبة بعد الانتخابات المرتقبة نهاية العام.
وليبيا غارقة في فوضى غذتها التدخلات الأجنبية منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، وتشهد نزاعا بين سلطتين: حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة والتي تتخذ طرابلس مقرا، وسلطة يجسدها خليفة حفتر الرجل القوي في شرق البلاد.
وبعد فشل هجوم شنته قوات حفتر في نيسان/أبريل 2019 للسيطرة على طرابلس، توصل طرفا النزاع إلى اتفاق على هدنة دائمة في تشرين الأول/أكتوبر 2020 واستأنفا الحوار السياسي.