ما هكذا تورّد الإبل – لهيب الأمين
كثرت في هذه الايام التصريحات والتلميحات بإغلاق السفارة الامريكية في بغداد ، وبدأت المخاوف ، والتفسيرات ، والتكهنات تظهر على ألسنة الاعلاميين ، والسياسيين على حد سواء حتى أضحى المواطن في حيرة من أمره ؛ بسبب التهويل الذي تبثه وسائل الإعلام المختلفة ، ووسائل التواصل الاجتماعي ، والسؤال المهم هل هناك حقا إغلاق للسفارة الامريكية في بغداد ؟
وللإجابة على هذا السؤال نحتاج إلى مقدمتين: الاولى : هل كل ما تصرح به الولايات المتحدة ستفعله على أرض الواقع ؟ وفي معرض الجواب نقول : إنّ الولايات المتحدة بوصفها من اقوى دول العالم هيمنة على القرارت الدولية لا تنفذ كل تهديداتها ، وإنما تلوح بالعصا عادة لخصومها ، فتأتي الاستجابة مباشرة لعلم الخصم بقوة أمريكا العسكرية ، والاستخبارية ، والأمنية .
الثانية: إنّ المنطقة بشكل عام ، والعراق بشكل خاص دخل في مرحلة جديدة ، يمكن أن نسميها (مرحلة الهيمنة الناعمة) ، وقد ظهرت بوادرها بالتطبيع الاماراتي ، والبحريني ، الذي لن ينتهي بهاتين الدولتين ليشمل كل دول المنطقة عاجلاً أو آجلًا. وبالعودة الى أصل الموضوع ، فإننا أمام تهديد ، ووعيد قد يتصوره البعض عودة الى أيام الحصار الاقتصادي الذي مرّ به العراق بعد حرب الخليج الثانية ، وهو ما لن يحصل ؛ لأنّ الولايات المتحدة الأمريكية لن تترك المنطقة لفراغ يملؤه غيرها ، مهما كان الثمن ، أمّا الحجة التي تشاع هذه الأيام أنّ إغلاق السفارة جاء بسبب الاستهداف المتكرر بصواريخ الكاتيوشا – التي لم تصل الى أطراف السفارة – هو مجرد تصورات بعيدة عن الواقع . ولذا على زعماء السياسة أن يفهموا أنّ التصريحات، والتلويحات هي للاستهلاك الاعلامي ، وانّ ما يدور خلف الكواليس هو طبخة أخرى يُعدّ لها ، فهل سيتعلم الساسة في بلادنا فقه السياسة؟ .