ما نتمناه من دراما رمضان
مع بدأ العد التنازلي لحلول شهر مضان المبارك القريب بدأت عجلة الدراما العراقية الرمضانية تتسارع لانتاج الاعمال الدرامية التي اعلنت عنها القنوات الفضائية العراقية ومعها القنوات العربية التي بدات تعلن عن اعمال درامية ومنوعاتية عربية غالبيتها مصرية، يقينا ان المشاهد العربي عموما والعراقي خصوصا يبحث عن الاعمال والبرامج الرمضانية التي تستهويه وتضيف له معلومة تاريخية وثقافية وصحية وعلمية ينعش بها خزين معلوماته، في احدى مقاهي بغداد كان حديثا شيقا عن الاعمال الدرامية العراقية التي انتج القسم الاكبر منها بينما تدور كاميرات المصورين وبتوجيهات المخرجين في بغداد والمحافظات لتصوير المشاهد المتبقية من الاعمال الدرامية الرمضانية، نعم الحديث الذي دار بين عدد من الممثلين والمخرجين وكتاب الدراما الى جانب اعلاميين كان اشبه بالندوة المفتوحة دون تخطيط او اتفاق مسبق جرى بمقهى شعبية وباجواء صيفية منعشه وعلى رائحة الشاي البغدادي المهيل وبمشاركة عدد من الجمهور المتتبع للدراما والبرامج الرمضانية، اتفقوا جميعا وبعد نقاشات واختلافات واتفاقات دون ان تفسد في الود قضية بل كان نقاشا حميميا من دون مقدمات او ادارة حوارات من قبل احد مقدمي البرامج تمنيت ان يسجل بكاميرا ويبث على احدى القنوات الفضائية لما يحمل النقاش من هموم واقع الدراما الرمضانية وماذا يريد المشاهد ويتمنى ان يتابع من اعمال تليق بتاريخ الدراما العراقية، واتفقت غالبية الاطراف الاساسية في الحوار على ان واقع الدراما في العام الحالي والذي سبقه يختلف عما هو عليه في الاعوام المنصرمة والسبب مهم الا وهو ان الدراما العراقية انتقلت بكتابها وممثليها ومخرجيها وفنييها وديكوراتها من العاصمة السورية دمشق الى العاصمة بغداد والمحافظات بعدما شهدت سوريا ومدنها ترديا في الاوضاع السياسية نتمناها بردا وسلاما على اهلنا في سوريا لتعود أمنه مستقرة، نعم ان تصوير الاعمال الدرامية في بغداد والمحافظات يعطي اهمية كبرى في ان يصل الكاتب والمخرج الى ذروة المكان الحقيقي وتفاصيله وهو يصور مشاهد عمل بين الازقة والاحياء والبيوتات والدرابين البغدادية بدلا من تصويرها بحارات سورية لتفقد نكهتها الاصلية بالتالي تفقد جزء مهم من مصداقية المشاهد والمتتبع للعمل الدرامي ولاسيما التاريخي منها، اتفقت جميع الاطراف المحاورة وتمنت ان تحتوي سلة رمضان الدرامية هذا العام اعمالا ترتقي لذائقة المشاهد وان تبتعد عن الاعمال العنيفة وان تنقل لنا تاريخ العراق عندما تتناول اسماء وشخصيات عراقية اثرت الساحة الثقافية والفنية باعمال مازالت عالقة مثلما تابعنا اعمال قناة (الشرقية) بروائعها (ساره خاتون) (اخر الملوك) (فاتنة بغداد) (سليمة باشا) وغيرها من الاعمال التي تنقل لنا حوادث وتواريخ من المهم توثيقها وتسليط الاضواء عليها، نعم كانت الامنيات ان نشاهد في رمضان القريب اعمال تبتعد عن العنف والخلافات والمؤمرات والجريمة وان تركز على اعمال تبحث في الواقع العراقي.
فائز جواد
Fayzjawad1@yahoo.com
AZP20


















