ما سمعنا بهذا
أزمة مالية
ورد في تفسير ابن كثير في محكم الكتاب العزيز في جزء من الآية الثالثة من سورة ص (ما سمعنا بهذا في الملة الاخرة) قال مجاهد وقتاده كذب وقال ابن عباس تخرص وقد سألني احدهم في العام الماضي حين كنت جالسا معه في إحد مقاهي اربيل عن حدثين محليين بارزين اثار ضجة وردود أفعال متباينة لدى الشارع العراقي وتناولتهما الصحف ووسائل الاعلام بالإسهاب والتحليل قلت وما هما فأجابني الاول هو ماحصل تحت قبة البرلمان في الاول من شهر آب المنصرم ، حيث وصفتها بعض وسائل الإعلام بانها قنبلة من العيار الثقيل قلت والاخر فاجابني مبادرة التسوية السياسية التي طرحها السيد رئيس التحالف الوطني والتي وصفها اعضاء في كتلة المواطن بانها حبل نجاة للبلاد قلت كلاهما لا يستحق ان اكتب عنهما سطرا واحدا . فالحدث الاول هو عبارة عن صراع داخلي على النفوذ والهيمنة داخل مايسمى باتحاد القوى السياسية والثاني هو اعادة ترتيب اوراق بعد الفشل الذريع وتذمر في الشارع الجنوبي والوسط مما آلت اليه الاوضاع ولكن ما اثار اهتمامي ويستحق الكتابة هو استضافة السيد امين عام الحزب الاسلامي العراقي ضمن برنامج الخلاصة الذي تقدمه فضائية الشرقية وقد كان حوارا شاملا تناول سيرة الحزب وتاريخه السياسي وعن تورط اعضاء بارزين فيه في الفساد والارهاب كما قال مقدم البرنامج في سؤاله الى السيد الضيف الا ان اجابته لم تكن مقنعة وبدأ كانه نوع من التهرب وعندما سأله المحاور عن اداء احد الوزراء العضو في الحزب عن الاخفاق في اداء عمله وعن حالات الفساد التي اثارها الاعلام وعن آلية منح الدرجات الوظيفية التي اعلنت مؤخرا اجاب السيد الضيف ان الوزير منح عدد من الدرجات الوظيفية الى بعض نواب البرلمان وقد اثار تلك الاجابة حفيظة السيد المحاور وسأله مسرعا كيف تمنح درجات الوظيفية الى نواب في البرلمان وبأي صفة الا يفترض ان تلك الدرجات تمنح وفق ضوابط وتعليمات وهي بالتالي لمن درس وسهر الليالي وان هنالك اولوية لهؤلاء عن سواهم أجاب السيد الضيف ان هؤلاء النواب هم يمثلون ارادة الشعب عبر انتخابهم من قبل ناخبيهم وهنا قال المحاور مخاطبا اياه وهل هذا يعني حصولهم على تلك الدرجات ولمن ستعطى فاجاب ضيف البرنامج ان السيد الوزير في حيرة من امره كيف يوزع الدرجات وبأي كيفية يمنحها تصبح عرضة للتشكيك والطعن وبعدها انتقل المحاور الى مواضيع اخرى. وهنا اتساءل اذا كان امين عام حزب يبرر منح الدرجات بهذه الكيفية ويدافع عن اداء السيد الوزير فاين يتجه فقراء الناس وفي لقاء متلفز سابق مع قيادي اخر في هذا الحزب صرح قبل فترة الى احدى وســــائل الاعلام ان الميليشيات الطائفية دمرت واحرقت 250 مسجدا في المحافــظة خلال الاعوام الماضية لكن هذا الصنديد المقاتل العنيد ما سمعنا انه تجرأ وتحدث بهذا الامر الخطير عندما كان محافظا آنذاك والذي اقصي من منصبه لاحقا عندما صوت مجـــلس المحافظة على اقالته من منصبه بسبب الفساد المالي والاداري .
وانا على يقين تام ان المقال سوف لن ينشر لاسباب باتت واضحة ومعروفة ليس بسبب مادار في برنامج الخلاصة بل لما ورد في بداية المقال فازعاج الاخرين خط احمر وقد عرضت قناة ام بي سي ماكس الفضائية اواخر العام الماضي فلم الاخرون وهو من الافلام الممتعة والشيقة خاصة ان الصحف المحلية تعاني اليوم من ازمة مالية حادة تعصف بها بسبب توقف الدعم الحكومي المقدم لها وهناك مقالات اكثر فائدة وتحمل اثارة غرائز القارئ كما هو الحال مع مقال (هيام العربية) الذي نشر على صفحة اغلبية صامته ضمن العدد (5624).
ناطق العزاوي – اربيل