قصص قصيرة (2)
ماذا يقولون؟
قال لصديقه وهما يسيران معا باتجاه مكتب (دفع مستحقات البطاقة الذكية) الذي يقع في منطقتهم: اتمنى من الحكومة يكون عندها ضمير وتفكر شلون تعيش عائلة عراقية بـ 120 الف دينار كل شهر متكلي وين راحت المروءة والانسانية فاجابه صديقه: المروءة والانسانية ماخذة اجازة امومة.. فضحك صديقه وقال: اني اسال نفسي دائما لو رئيس الحكومة.. وهذولة اعضاء البرلمان يقبلون لو راتبهم 120 الفا كل شهر.. فاجابه صديقه: متكلي انته شنو خابص نفسك همه هسة بحالك.. لو بحال شيعبون بجيوبهم وشنو يحصلون لاحزابهم وشراح يسوون حته يحصلون على مكاسب جديدة فرد عليه صاحبه: اي والله مثل متكول.. شريد اكول غير لا حول ولا قوة الا بالله. في المقهى وعند المساء يتوافدون رجال المحلة على المقهى وهم من المتقاعدين وكبار السن والعاجزين ممن لا يجدون ما يقتلون به الوقت غير المقهى ولعبة (الدومنة) التي لهم فيها باع كبير وكثيرا ما يتناولون باحاديثهم ما يجري من المواضيع التي تشغل تفكيرهم.
فقال ابو سنان : يا جماعة تدرون اكثر من 270 كيانا وحزبا مقدمين للانتخابات الجديدة.
فقال احدهم: صدك فاجباه الثاني: اي صدك تدري ليش لان نفوسنا اكثر من الصين واكثر من الهند فاجابه الثالث يابه مو يكولون امريكا بيها بس حزبين ما اعرف ابسمهم فاجابه الاخر: الديمقراطي والجمهوري فرد عليه قائلا : ديمقراطي جمهوري المهم امريكا عندهه حزبين واحنة عندنا احزاب بالشكابين.. يعني هذولة كلهم راح يحكمون فاجابه الاخر: لا اخوية اللي يفوز بالانتخابات هو اللي يصير الحاكم والباقين يصيرون معارضة فقال الاخر ضاحكا: يعني شنو لو يصير بالحكم لو يصير معارض فقال الاخر وقد اعتدل في جلسته وكانه يريد القاء خطاب: اني عندي رأي واللي اشوفه ان كل هاي الاحزاب تصير حزبين بس وكل واحد يختار الجماعة اللي يريد ويتنافسون بالانتخابات واللي يفوز هو اللي يحكم والحزب الثاني يريد يعيش بتوافق ويه الحكومة او يريد يصير معارض بعد بكيفه فضحك الجميع وعلق احدهم على حديثه قائلا: والله هاي خوش فكرة واني انصحك تروح لهيئة الانتخابات ولمجلس الوزراء وتقترح عليهم هذا الاقتراح.. وقاطعه الثاني قائلا: بلكت يسووك نائب وياهم ودير بالك على اخوتك ترة احنة تعبانين لا تنسانا.
وقالت لي ام عباس وهي امراة قاربت على العقد الخامس من العمر واما لستة اولاد قد كافحت من اجل زوجها واولادها حتى قد انهكتها الايام والسنين وكانت قد خرجت توا من عملية جراحية.. فانها مثال للزوجة الصالحة والام المكافحة التي جاهدت جهاد الابطال من اجل لقمة عيش عائلتها: كان يعز علي ان استغيث وفعلتها رغما عني وناشدت الحكومة ورئيس الوزراء والبرلمان والوزراء الا اني لم اجد من يغيثني.. وناشدت بالاسماء ولا مغيث ولا عتب على احد.. ولقد كانت لنا استغاثات اخرى لابن العراق البار..
وعشنا الامل وعشنا الرجاء وكان لنا الدعاء الا تابى وتكون مغلقة الا بابا واحدا مازال يدغدغ احلامنا وقلوبنا ونفوسنا.. هو باب الاستاذ سعد البزاز امد الله بعمره.
كانت تسير برفقة زوجها على جسر الجادرية ليلا ووقفت على سياج الجسر وهي تنظر الى الماء تارة وتارة اخرى تمتد بنظرها الى الافق البعيد حيث ترى بغداد ليلا وهي تتلألأ بالمصابيح المنتشرة هنا وهناك وقالت: آه يا بغداد ما اجملك وما اروعك.. وبكل هذه الانوار من حولك وكانها نجوم في سمائك آه يا بغداد يا مدينة الابطال كم احبك وكم اشتاق لايامك وانا بين احضانك فاسلمي يا بغداد فانت لنا الداء والدواء.
محمد عباس اللامي – بغداد