قصص قصيرة (1)
ماذا يقولون
وقفت والدموع في عينيها وهي ترى الجموع وهي تشيع شهيدا وقد استشهد وهو يدافع عن الوطن ضد فلول الارهاب فقالت: اذهب الى جنات الخلد فوالله انت ورفاقك قد وفيتم وكفيتم فهنئيا لكم مكانتكم في الجنة.
وفرشت على الارض سجادة قديمة لم يبق منها سوى خيوط حتى باتت الوانها باهتة جدا وقالت لاولادها تعالوا اجلسوا هنا فالجو بارد جدا وعاد احد اولادها والكبير منهم ليقول لها: متى يا أمي تاخذين تعويضات الامطار وتشتري لنا (دفاية) فضحكت الام بالم وقالت: ومن قال لك يا ولدي باننا سنستلم هذه التعويضات فاجابها الم يسجلوا اسماءنا وقد اطلعوا بانفسهم على ما اصابنا من اضرار فاجابته بلى ياولدي ولكن هذه القوائم قد تغيرت وتم استبدالها باسماء اخرى من المعارف والاقارب والاصدقاء المقربين فقال ولدها بدهشة ونحن فقالت له الام اما نحن يا ولدي العزيز فلنا الله يشملنا بلطفه ورحمته.
وسكت الطفل واطرق براسه وكانه ادرك الحكاية؟؟
استقبلت زوجها والفرحة تملأ قلبها وقالت له ابشر ابو حسين محافظة بغداد راح تبني اربع مجمعات سكنية باطراف بغداد للفقراء فاجابها وهو يجلس قبالتها على الاريكة التي سمرت فيها بعض الالواح لمعالجة ما فيها من كسور: الحمد لله الناس صدك محتاجة لمثل هاي المجمعات حتى تخلص من الايجارات وضيمها. فعادت الزوجة لتقول بس اكلك ابو مؤيد اني مفتهمت يكلون بناء هاي المجمعات عن طريق الاستثمار.. شنو يعني استثمار؟
فقال الزوج ضاحكا هنا خربت السالفة عيني ام مؤيد هاي المجمعات مو للفقراء هاي المجمعات للي عدهم فلوس ويدفعون مقدمات بالملايين هاي المجمعات للتجار كل واحد يشتريلة جم شقة ويكوم يتاجر بيها وياجرهن للي يكدر يدفع ايجار هاي الشغلة ما تفدينة فقالت الزوجة: ابو مؤيد اي والله هاي الشغلة ما تفيدنه احنه اذا نتغدة منتعشة منين انجيب هاي المقدمات ليش الحكومة ما تدري شنو حالتنة فاجباها زوجها: والله ام مؤيد ما ادري شكلج احنة انريد مجمعات بلا مقدمات وندفعلهم كل سنة مبلغ ولمدة (25) سنة فقالت الزوجة وهي تناول زوجها قدحا من الشاي: اي والله ابو مؤيد مثل متكول بعدين مو جانت الحكومة توزع البيوت على الناس بهاي الطريقة مثل بيوت الطوبجي والاسكان وتل محمد واليرموك وزيونة وشقق السيدية وغيرها.. وغيرها. فقال ابو مؤيد: اي اذكر جان عمي ياخذون من راتبه كل شهر مبلغ من المال من ثمن البيت.. وبعد 25 سنة من كمل اقساط البيت انطوه سند التمليك: فقالت الزوجة: ياريت الحكومة تباوع لحالنا وتسوي مثل ما سوت ذيج الحكومات ويوزعون علينه البيوت بدل شله الحال اللي عايشين بيها. فاجابها زوجها: اللهم امين .
لقد ياست الام من اصلاح زوجة ابنها وارشادها وكم من مرة حاولت ان تشاركهم حياتهم الا انها لم تفعل فكانت تقضي كل اوقاتها في غرفتها بالطابق الثاني من البيت ولا تنزل الا عندما يحين وقت تناول الطعام فتقوم باخذ الطعام وما يتوفر من المقبلات وتصعد لغرفتها لتناول الغداء او العشاء مع زوجها.. وتبقى الصحون في السطح ولا تتكرم الزوجة بانزال الصحون وفي اليوم التالي تاخذ صحونا جديدة وايضا يكون حالهن مع ما سبق للصحون الاولى وهنا تثور ثائرة الام وهي تقوم بانزال تلك الصحون لغسلها وعندما ترى الزوجة ان الام تفعل كل ذلك لم تحرك ساكنا وكان الامر لا يعنيها وعندما تطلب منها الام غسل صحن او قدح تعتذر وتقول ان زوجها يمنعها من ذلك خوفا من ان تصبح يديها (خشنة) بعض الشيء ..
اما زوجها الفاضل فلا يقل عن زوجته قباحة فما ان يعود من العمل حتى يصعد الى السطح وهو محمل بالاكياس وتضحك الام في سرها وهي التي ما ان جاءت بشيء للبيت حتى اخرجت حصة الابن وزوجته وترسلها لهم وقررت الام ان تحادث ولدها البكر وتطلب منه ان يحادث زوجته بان تشارك في اعمال البيت وبالقليل ان تغسل الصحون التي تستعملها. فاجابها: ماما لا تفتعلي المشاكل ان كان على الصحون فانا اغسلها وكان والده يسمع هذا الحديث بينهما فقال له: ابني نحن نريد ان نعلمها وعليك ان تكون رجلا وتفرض امرك عليها حتى لا تستغل حبك لها.
فاجابهم بعصبية: اني لا اعرف ماذا تريدون مني واني لا اعرف لماذا تلحون بالحديث عنها وهي بالنسبة لي كل حياتي كما انها لم تقصر بشيء بحقي فقال له الاب: كونها لم تقصر بحقك هذا شيء يسعدنا لكن انتم تعيشون معنا ويجب ان تتعايشوا معنا.. من اجل مصلحتكم فانتم لا تدفعون لنا مليما. وقلنا حاولوا ما دمتم معنا كونوا انفسكم حتى تكونوا مؤهلين عندما تريدون الاستقلال ببيت مستقل.. فاجابه الابن: اسمعوا ان زوجتي تاج على راسكم وانا لا استقل في بيت وسابقى عندكم رغما عنكم.. وافعلوا ما شئتم.. وهال الاب والام ما سمعوه من ولدهم وكانوا يتاملون في هذا الولد ان يلم كبرتهم ويعتني بهم ولكن.
وقال الاب: بارك الله فيك. لقد اثبت الان انك ولد عاق وميؤس منك.. ولا خير فيك.. وتاكد انك ستندم على ما قلت وانك لا ولن ترى الخير ما دمنا غير راضين عنك وراحت الام تبكي وتلعن اليوم الذي ولد فيه هذا الولد العاق وتاسفت على كل ما قدمته له خلال سنوات عمره التي امتدت اكثر من عشرين عاما.. ولم تجد ما تقوله غير حسبنا الله ونعم الوكيل .
قال لصديقه وهما يسيران معا باتجاه مكتب (دفع مستحقات البطاقة الذكية) الذي يقع في منطقتهم: اتمنى من الحكومة يكون عندها ضمير وتفكر شلون تعيش عائلة عراقية بـ 120 الف دينار كل شهر متكلي وين راحت المروءة والانسانية. فاجابه صديقه: المروءة والانسانية ماخذة اجازة امومة.. فضحك صديقه وقال: اني اسال نفسي دائما لو رئيس الحكومة.. وهذولة اعضاء البرلمان يقبلون لو راتبهم 120 الفا كل شهر.. فاجابه صديقه: متكلي انته شنو خابص نفسك همه هسة بحالك.. لو بحال شيعبون بجيوبهم وشنو يحصلون لاحزابهم وشراح يسوون حته يحصلون على مكاسب جديدة فرد عليه صاحبه: اي والله مثل متكول.. شريد اكول غير لا حول ولا قوة الا بالله.
محمد عباس اللامي – بغداد