ماذا يعني يوم التراث الموصلي؟ – عبد الجبار الجبوري

ماذا يعني يوم التراث الموصلي؟ – عبد الجبار الجبوري

أقيمت في مدينة الموصل القديمة ،ومن منارة الحدباء وجامع النوري تحديداً، فعاليات مهرجان يوم التراث الموصلي،بمشاركة أبرز الفنانين العرب والعراقيين،وفي مقدمتهم أبطال المسلسل السوري (باب الحارة)،أيمن زيدان ووفاء موصللي وعباس النوري،والمذيع اللبناني اللامع نيشان، ونقيب الفنانين العراقيين جبار جودي ،والفنان الرائد سامي قفطان وآسيا كمال واياد راضي وآلاء حسين وغيرهم، كانت تظاهرة ليست فنية فقط ،وإنمّا تظاهرة عراقية ،قام أهل مدينة الموصل وشبابها في محيط جامع النوري، بفتح البيوت التراثية ، وعرض أهم الأزياء والأعمال اليدوية التراثية، التي كان يستخدمها أهل الموصل، في حياتهم اليومية والمعاشية،ولبس شباب المدينة ملابس تراثية والشعبية، التي تمثل طيف نينوى الموزائيكي الريفي والمدني، المتآلف والمتعايش منذ لآف السنين،في مشهد عراقي لامثيل له،إضافة الى تقديم الفرق الشعبية فعاليات وأغانٍ ورقصات ،تمثّل الحياة المتنوعة لروح الموصل،إضافة الى تقديم حفل فني ،وعرض جميل على مسرح مؤسسة بيتنا،تخللّها محاضرات عن تأريخ وتراث المدينة ، بمشاركة مؤرخي الموصل ومنهم، عالم الآثاريات الأستاذ الدكتور أحمد قاسم الجمعة، والدكتور عمر جسام ،وكانت الوفود يتقدمهم محافظ نينوى نجم الجبوري، الذي رعى جميع الفعاليات وشارك فيها لساعات طوال،قد قامت بجولة وتطواف حول منارة الحدباء(قيد ألإنشاء) من منظمة اليونسكو،وإطلعت الوفود على آثار الخراب والدمار، الذي حلّ بالمدينة القديمة ومنارة الحدباء وبيوتاتها، وجامعها التأريخي الذي بناه نورالدين زنكي عام1172م، وسط حشود أهل الموصل ،الذين ملأوا العوجات والأزقة والحارات،بالهتافات والاغاني والرقصات الموصلية الشعبية(ياردلي وتحبون الله وياسماق والعايدة والطهور والزفة)، مع الفرق المشاركة ، ثم تجوّل الوفد الفني والشعبي، بسيارة مكشوفة شوارع المدينة ،وسط إنبهار الفنانين الواضح ،في عودة الحياة الطبيعية للمدينة، وعبّروا عنه في تصريحاتهم الإعلامية للقنوات،وإطلعوا على معالم حملة الإعمار الكبرى، التي تشهدها مدينة الموصل منذ تحريرها،وسط إنذهال الفنانين العرب،من سرعة اعادة الاعمارواللحاق بركب الاعمار، ومواكبة التطور الحضاري والتكنولوجي،لقد كان يوم التراث الموصلي ،ضرورة ملّحة، لكي ترسل الموصل رسالتها العظيمة ، وهي أن أبناء نينوى هم اهل الفكر، وبناة حضارة ،وعلم وفن وتراث وتاريخ، لايمكن محوه ،من قبل (فكر متخلّف وإرهابي)، أثخن المدينة ،بجراحات لن تندمل عبر العصور، وستظل شاخصة ،في الآثار التي تم تدميرها ،وحفرة الخسفة التي رمى شبابها بها، والجوامع التي فجرها، وأعادوا بناءها أهل الموصل بأموالهم وتبرعاتهم،جامع النبي يونس وجامع النبي جرجيس وجامع النبي شيت ، ومنارة الحدباء،ناهيك عن تدميرأهم المعالم التأريخية لحضارات نينوى الأربع، في النمرود والشرقاط والحضر ودورشروكين ونركال وماشكي وغيرها .

يوم التراث الموصلي ،إضافة حضارية وفنية وثقافية كتقليد مبتكرومبادرة موصلية لشبابها الرائع،لإعادة إحياء روح الموصل وتأريخاها وحضارتها وتراثها العريق المتنوّع ، شكراً لكل مَن سعى وشارك ورعى مهرجان يوم التراث الموصلي … يوم التراث الموصلي رسالة إعلامية مباشرة لكل العالم…فهل وصلت ،أعتقد وصلت وبقوة.

مشاركة