ماذا بعد قطر يا عرب؟ – جاسم مراد
البعض من الكل اعتبروا طوفان الأقصى ارهاباً ، والكل من البعض عجزوا حتى فهم ماذا تريد إسرائيل من العرب ، والكل من الكل ، اعتقدوا إن الولايات المتحدة الامريكية ، حريصة على حماية امن الدول الصديقة لها ليس في المنطقة العربية ، وإنما في دول العالم ، ولكن كل الوقائع اثبتت ، بأن إسرائيل ، هي كيان عنصري إرهابي لا يمكن الوثوق به ابداً ، وان الولايات المتحدة الامريكية على علم بما قامت به إسرائيل ضد قطر ، وليس هناك قيمة لكل التأويلات ، بأن الإدارة الامريكية علمت بعد قيام الطيران الحربي بالهجوم ، أو انها فوجئت بها ، أو أن الضربة حدثت ثم علمت ، كل هذه التقييمات والتبريرات عن الموقف الأمريكي اتجاه ضرب قطر لا قيمة لها ، فالولايات المتحدة الامريكية تعلم بكل ما تقوم به إسرائيل ، فهي ايضاً شريك فعلي في هذا الهجوم .
هنا لابد من التوضيح دولة قطر صديقة للولايات المتحدة الامريكية ، وقبل فترة زارها الرئيس الأمريكي ، مثلما زار المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة وشكر زعماء هذه الدول ، وإذا كان هذا الاستهداف استهدف أحدى الدول الصديقة لأمريكا ، فكيف تكون علاقة أمريكا مع الدول العربية والعالمية الأخرى .
همجية فاشية
لقد اعلن رئيس الكنيست الإسرائيلي ( ايلو حنا) وهو من الليكود ، بأن هذا الهجوم هو جزء من المعركة القادمة للشرق الأوسط الجديد ، وبذلك تؤكد القيادة الإسرائيلية من انها ماضية في تحقيق مشروعها ، وما دام الدعم الأمريكي لها فهي لم ولن تتوقف عن ذلك ، وكل المؤشرات تؤكد بان الهمجية الفاشية الإسرائيلية مستمرة ضد مواطني غزة ، والعالم العربي أولا والدولي ثانيا لم يفعل شيئاً ، فأن كل الدول العربية مستهدفة وليست قطر وحدها . إن قطر التي تحملت مع مصر عناء المفاوضات واستهتار الكيان الإسرائيلي طيلة السنتين الماضيتين من اجل وقف القتال في غزة واطلاق الاسرى الإسرائيليين ، تكافأ بهذا العدوان لعاصمتها الدوحة ، ومحاولة اغتيال قيادة حماس التي كانت في تلك الساعة تناقش مقترح الرئيس الأمريكي ترمب لوقف القتال واطلاق الاسرى ، والحمد لله خاب نتن ياهو وقيادته ، ونجت قيادة حماس من هذا العدوان البربري وفي المقدمة خليل الحيه . إذن ما هو المطلوب ، نحن كمواطنين عرب لا نحدد إجراءات الرد ، ولكن يحز في النفوس أن يبقى هذا الكيان الغاصب للأرض الفلسطينية أن يقتل بشعب غزة والضفة الغربية دون راد عربي واسلامي ، هنا لاتنفع مع هؤلاء القتلة الإرهابيين عمليات الشجب والادانة ، وإنما لابد من إجراءات ردعية أولية ، منها سحب السفراء من هذا الكيان العنصري ووقف كل التعاملات التجارية والبنكية معه ، وإعلان الدعم السياسي والمادي لمنظمة التحرير الفلسطينية ولنضال الشعب الفلسطيني بكافة اشكاله . إذا كانت العاصمة القطرية هي المستهدفة الان ، لا يمنع هذا الكيان من استهداف بغداد والقاهرة والرياض ، لذا لابد من اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب في الدوحة الان ، ومن الدوحة تصدر توصية من وزراء الخارجية للملوك والرؤساء والامراء العرب بوقف التعاون مع هذا الكيان الإسرائيلي الغاصب للأرض الفلسطينية وسحب السفراء وتجميد الاتفاقيات ومطالبة كل الدول الإسلامية والمحبة للسلام باتخاذ إجراءات رادعة . وعلى وفق هذه الوقائع على الذين يفكرون بسحب السلاح عن الرجال المدافعين عن اوطانهم ، عليهم ان يتيقنوا ، لا مصداقية لهذا الكيان ، فهو عندما يشعر بأن الطريق مفتوح له ، يهاجم ويقتل ويحتل ، فمثلما فعل بصنعاء فعل بالدوحة ، خاصة وان واشنطن معه في كل غزواته ، وليس اكثر دلالة من الان الشهداء والجياع في غزة ، باعتراف المنظمات الدولية والإنسانية العالمية ، وهم يقولون من واشنطن ليس هناك جياع ..؟