ماذا بعد المالكي؟

ماذا بعد المالكي؟

 

 

لقد ترك المالكي ارثا كبيرا من التداعيات الامنية والاوضاع التي تحتاج فعلا الى قرارات ثورية لتصليح مساراتها.. والسؤال الذي يطرح نفسه.. هل السيد حيدر العبادي فعلا قادرا على ذلك التصحيح وتلك الثورات ووضع العراق في مساره الصحيح وجمع شمل كل ابناء الوطن تحت سقفه.. اننا لا نريد ان نشكك بقدرات العبادي.. ويجب اعطاءه الفرصة ومساندته بكل الامكانات لتحقيق ذلك التصحيح.. بما يحقق لكل اطياف الشعب وقومياته كل ما كانوا يصبون اليه من حقوق يعتقدون انها مسلوبة منهم او قد اصابهم الغبن فيها وان الدستور قد كفل لهم تلك الحقوق.. مع اعادة النظر بالدستور بحد ذاته لانه وضع ابان الاحتلال الامريكي ولابد وان يكون هناك ما يجب ان يضاف اليه او يشطب منه او يعدل فيه بما يخدم كل مكونات الشعب العراقي من دون تهميش احد..

 

وكل الشعب يتطلع ان يوفق السيد العبادي بتشكيل حقيبته الوزارية وان يجمع فيها كل الاطياف من دون اهمال طرف من الاطراف.. وان يجمع حوله كل العراقيين من اجل محاربة داعش وطردها من البلاد وتحرير كل الاراضي المستولى عليها.. وتأمين الأمن والامان والسلامة لابناء الوطن من التداعيات الامنية والعمل على منع الخروقات الامنية في بغداد للحد من التفجيرات والقضاء عليها.. والعمل على تنفيذ طلبات المحافظات السنية المشروعة والتي يجدون ان هناك اجحافاً بحقوقهم.. واننا كشعب نريد التعايش بالسلم والمحبة والتآخي في هذا البلد لكل القوميات والمذاهب ويكونوا كالجسد الواحد وبعيدا عن كل ما من شأنه المساس بأحد.. ويعلم الجميع ان الشعب تعب من كل تلك التداعيات واصبح شغلها الشاغل.. حتى بات الشعب وكل الشعب يتحدث بالسياسة وكلهم سياسيون وكل فرد منهم له وجهة نظر خاصة باوضاع البلد.. وبعد ان يتمكن العبادي من تصليح كل هذه الاوضاع الملحة والعودة الى الهدوء والاستقرار.. ومعنى ذلك ان العملية السياسية في البلاد قد سارت وفق سياقات الاتفاق والوحدة الوطنية والتفاهم والتكاتف.. وعندها سنكون امام تحديات جديدة هي البناء والاعمار لكل البنى التحتية للبلاد.. والارتقاء بالمستوى المعيشي لابناء الشعب ولاسيما اولئك الذين يعانون شظف العيش من المقعدين وكبار السن والايتام والارامل والمطلقات وذوو الشهداء.. وتعديل رواتب الموظفين والمتقاعدين ورواتب الرعاية الاجتماعية بما يتناسب مع غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار.. والعمل على بناء وحدات سكنية للمواطنين باقساط طويلة الامد.. من دون اللجوء الى بناء وحدات سكنية عن طريق الاستثمار لانها ستكون بعيدة عن متناول الفقراء من ابناء شعبنا الابي..

 

لقد مرت سنوات طويلة والشعب وكل الشعب يتطلع الى هذه التغييرات لنرى بغداد الحلم وعراق الامل والتفاؤل والديمقراطية الحقة..

 

فيا ترى هل سنجد كل ذلك في ظل حكومة السيد حيدر العبادي.. انها امنيات شعب قد دمرته كل تلك التداعيات..

 

 

محمد عباس اللامي

 

مشاركة