ليس بالتوسان وحده يحيا العراقي – حميد الحريزي

ليس بالتوسان وحده يحيا العراقي – حميد الحريزي

لا اعتقد أن أي عراقي يمكن ان يتصور العراق بدون الرافدين (دجلة والفرات)، كيف يتصور ه وقد  أصبح هذا التوصيف والتعريف هو أحد اهم أسماء العراق منذ القدم  فهل يمكن يسمى العراق باسم ( بلاد الموات ) بدلا من بلاد الرافدين ؟؟كما  انَّ العراق   سمي بأرض السواد لعظم خضرة أراضيه  وكثافة بساتينه  واشجاره  من تخيل  الفاو الى غابات زاخو  فماذا لو ماتت هذه الأشجار واختفت هذ الخضرة  بسبب  العطش فهل  يسمى العراق  بأرض الصحراء الميته ؟؟كيف يكون حال الفلاح العراقي الذي عشق الأرض والنهر ، عشق رائحة العنبر وسنابل القمح  لعشرات الآلاف من السنين  ولم يبرح أرضه  على الرغم من شظف العيش وتبدل الأحول فقد صبر على أهوال الفيضان المدمر ومرارة الصهيود والجفاف  والتصحر ولكنه ظل  مرابطا عند ضفاف الأنهار وأعماق الاهوار  لايمكن أن يصدق  موت النهرين  وانسحابهما  من حياته ولايمكن ان  تموت قبلة دجلة للفرات في قرنة الخير  ولايمكن  أن تموت  أسماك الحمار ولا تهاجر طيور الخضيري والبط والحذاف وأبو بسيله والغموكة والصحين ، لن يفارق الشبوط والكطان والبني  ولايختفي من نهيراته أبو خريزة عاشق سياح أمهاتنا  منذ سومر وبابل لحين التاريخ ، ولايمكن للجاموس أن يتخيل  حياته  خارج مياه النهرين ..من دون رائحة العكيد والخريط وذؤبات القصب …أغللقوا منابع المياه في تركيا وايران  بالعديد من السدود  وحولوا مجرى بعض الروافد ليقتلوا العراق وزرعه وضرعه ، وليضمنوا تدفق الرقي والطماطه والكيوي الايراني والبرتقال والتفاح والمعجون التوسان التركي حيث يستورد  العراق هذه البضائع وغيرها بعشرات أن لم يكن بمئات المليارات من الدولارات  ناهيك عما ينفقه الزوار والسواح العراقيين  في هذين البلدين الجارين …ألا يتوجب على  الشعب العراقي أولا  بمقاطعة هذه البضائع والضغط على حكومته لقطع  استيراد هذه البضائع من الدول التي  تعمد على قتل  الرافدين شريان الحياة في العراق …أليس من الغريب فعلا واللامعقول  أن تجري عملية تصدير النفط عن طريق تركيا لنمدها بمئات المليارات من الدولارات وهي  تقطع عنا الماء على الرغم من حقنا  دوليا في حصة  معلومة …؟؟الا يجدر بنا أن نقول لهم ماعاد ينفعنا معجون ((التوسان)) لأننا لانمتلك ماء  ليكون مفيدا ، خذوا ملابسكم فما عدنا نستطيع غسيلها ، خذواالرقي  والبطيخ فلايمكن أن يروينا بمائه بدلا من ماء الرافدين ، خذو (كالتكم  وساهونكم ) فما عدنا  نستطيع أن نتناولها بلاماء…متى يكون لنا ولحكومتنا قرارات شجاعة للحفاظ على مستقبل بلادنا من الأندثار والموت عطشا  … هل نتظر نقمة الله على سدودهم لتديرها بزلزال مدمر انتصارا للرافدين  بلاد الأنبياء والأوصياء والأولياء… لايمكننا أن نطلب  هذا من الخالق العظيم لاننا لانريد الخراب والأذى  للانسان  وأن ظلمنا ، ولكننا نطالب بحقنا  في مياه الله  والتي ضمنها شرع الله  والقانون الدولي  وأخيرا نقول ليس بالتوسان وحده يحيى العراقي .

مشاركة