ليست من مصيبة أكبر من مصيبة الموت
غزاي درع الطائي
الموتُ هو المصيبةُ الكبرى
وليس من فراقٍ أطولُ من فراقِ الموت
الموتُ هو الفراقُ الأطول
تبكي الدِّلالُ وفيها الحُزنُ فَوّارُ
إلى روح والدي الشيخ درع فاضل النعيري الطائي / شيخ الصَّوالح في قبيلة طي الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في 31 مايس الماضي
مَضيفُكَ اليومَ لا ماءٌ ولا نـــــارُ
تبكي الدِّلالُ وفيها الحزنُ فَــــوّارُ
تبكي ( تلولُ الكريستالِ ) التي عرفتْ
أَنَّ ابنَ فاضلَ فيّاضٌ ونَــــــوّارُ
تبكي عليكَ ثنايا البيتٍِ يــــا أَبتي
والزَّرعُ والخبزُ والتُّنّورُ والغــــارُ
الدّارُ موحشةٌ أَركانُهـــــا حطبٌ
فراشُها الشَّوكُ ما أَقساكِ يـــا دارُ
أَمّا العَرينُ فقد أَضحى بــــلا أسدٍ
وسالَ فوق الورودِ الدَّمـــعُ والقارُ
زُرتَ الحياةَ وتدري أَنَّهــــا سَفَرٌ
ورحتَ عنها فكلُّ النّــــاسِ زُوّارُ
أَمّا البقاءُ فللحقِّ الــــذي قَهَرَتْ
أَكُفُّهُ الظُّلمَ إنَّ اللهَ قهّـــــــارُ
يا خَيِّراً ظلَّ بالأَخيارِ مــــؤتزراً
كَمْ كَمْ تربَّتْ على كفَّيكَ أَخيــــارُ
كَمْ كَمْ رأيتَ من الآلامِ يـــا أَبتي
وكم تداعتْ على جنبيكَ أَخطـــارُ
لكنْ بقيتَ برغمِ الهمِّ معتصمـــاً
باللهِ واللهُ جبّارٌ وغفّـــــــارُ
كان ( الصَّوالحُ ) في عينيكَ ملجأُهمْ
أنتَ المُعنّى وأهلُ الخيرِ أَنصـــارُ
عصايَ كنتَ وصرتُ اليومَ دون عصا
أَنا كسيرٌ وطبعُ المــــوتِ كسّارُ
يمورُ في جسدي حـــزنٌ ملاعبُهُ
بين الضُّلوعِ وإنَّ الحزنَ مــــوّارُ
قد قطَّعَ الموتُ أشعاري بــلا أسفٍ
لا بأسَ فالموتُ يــا لَلموتِ مِنشارُ
الموتُ يغدرُ بالأحبـــابِ منتشياً
وإنَّما الموتُ خَوّانٌ وغـــــدّارُ
الموتُ سيفٌ طويلٌ بـــاتِرٌ شَرِهٌ
لكلِِّ مَنْ فوق هــذي الأرضِ بتّارُ
أكُفُّ شِعريَ بالأنّـــــاتِ مُثقَلَةٌ
وجيشُ حزنيَ تحت الشَّمـــــــــــــــسِ جَـرّارُ
قد احتسانيَ كـوبُ الحزنِ منتعشاً
وإنَّما الحزنُ بين النّـــاسِ دَوّارُ
لا ليس من عادياتِ الموتِ ملتجـأٌ
وليس مثلَ رياحِ الموتِ إعصــارُ
أَبي انتقلتَ إلـى الرَّبِّ الرَّحيمِ فـلا
تحزنْ فحولكَ أَخيارٌ وأَبــــرارُ