ليتني لم أكن
كنت في اول صباي بعد ان تركت الدراسة مبكرا لا ازال افكر كطفلة احب اللعب و جل امنياتي امتلاكي لدمية ودون سابق انذار وجدت نفسي انتقل من عائلتي الى بيت أخر جعلوا مني آلة لأعمال منزلهم ملبية لأوامرهم خادمة لأطفالهم وفوق كل هذا أقوم بتنظيف حظيرة الحيوانات و وضع العلف لها .
كان ذلك دون مقابل وليتهم يرضون فهم لا يقنعون ولا يرضيهم جل ما اقوم به .
الصراخ و الضرب و الشتيمة هذه اساليبهم معي فـلا ناصر لي فينتشلني مما انا فيه ولا معين لي في ذلك البيت .
في كل ليلة أجلس على فراشي ابكي بكاء الثكلى اندب حظي اعتب على عائلتي اتذكر أمي و حنانها .
كنت مدللة أمي حيث لا ترفض لي طلب تلبي كل ما أريد لاني امتثل لأوامرها و لي من الإخوة ثلاثة ذكور و لا أخت معي فكانت أمي هي الاخت والصديقة اما اخوتي مشاغبين منذ صغرهم .
امي دائمة القول بأني اعقلهم رغم أنهم جميعا يكبرونني سنا وتقول ايضا لأخوتي ليتني و لدتكم اناثا كـأختكم ..
مرت الأيام و كبرنا انا لم اكمل تعليمي لان ذلك غير محبذ في قريتنا فـتعلمت دروس الحياة فقط من امي كانت هي مدرستي استلهم منها تجارب سنييها الطويلة حيث الحكمة تفيض من جنبيها .
ذات مرة تشاجر اخي مع احدهم في العمل و شهد من كان هناك بأن الحق مع ذلك الشخص و إن اخي بدأ الشجار .
وجاء اهل ذلك الشخص الى بيتنا وما يميزهم إنهم يلبسون العقال .
ذلك العقال الذي يوضع على الرأس ينبغي ان يخبرنا بمدى علم الشخص و شأنه و حكمه بالعدل على عكس ذلك كل الذين جائونا لم يحملوا تلك الصفات ارتدوه فقط للزينة .
حيث عرضت لهم عائلتي ان اي مبلغ تطلبوه نعطيه لكم فأبوا ذلك العرض كان شرطهم بأن اكون (انا) ضريبة لتلك المشاجرة .
في مجتمع تسود فيه اعرافهم المقرفة التي لم يحوها كتاب منزل ولم يروها نبي مرسل ولم تعلوا كلمة عائلتي فوق تقاليدهم حيث قدموا لهم كل شئ بديل عني فـ لم يوافقوا .
فأمتثلت عائلي لشرطهم خوفا من قتلهم لأخي فأخذوني معهم و لم اعد ارى عائلتي فـلم يسمحوا لي بذلك عاملوني كأني انا المذنبة لا أخي .
استخدموني كجارية بيعت في سوق الرقيق لكن حتى الجارية لها ثمن و بعضهن مرتفع اما انا فلا و لا يحق لي التدخل بأي شي اهانوا كرامتي و انتزعوا حريتي التي منحي اياها الله تعاملوا بي كأني سلعة
وذات صباح قررت الفرار لا اعلم لأين فقط اريد حريتي حتى و ان كان ثمنها دمي فخرجوا لاعمالهم كالمعتاد اقتنصت الفرصة و ذهبت راكضة متلهفة لأستنشق عبق الحرية بدلا من العبوية و الرق .
قارب حلول الظلام
و لم اصل لوجهة او لمكان اريح فيه جسدي المنهك جاء رجل
ظننت انه ارسلته السماء ليبيتني في بيته الى ان ينجلي سواد الليل
فأخبرته بمعاناتي عن همومي ووجهتي الجديدة
فوعدني بالمساعدة و جاء بأغلض الايمان أنه لا يؤذيني
و بت تلك الليلة مع ابنته التي تقربني بالعمر
في اليوم التالي
يا رباه اول يوم لست جارية لا اوامر لا دواب و لا اناس سيئين
ركبت السيارة مع ذلك الرجل الذي آواني تلك الليلة في بيته
لعلي اصل الى مبتغاي.
وما لم يكن في الحسبان و لم اتوقعه
ذهب بي
الى البيت الذي كنت اسكنه أعادني الى الأسر في أيديهم.
فلم اعلم ان نواياه خبيثة فكان عكس ما اظهر لي من شفقة علي في أول الامر . فكانت ايمانه بالباطل و اخلف و عده و اعطوه بضعة دنانير مقابل ارجاعي لهم .
لإيمانه بالعرف العشائري و خوفه من ان يعرفوا انه من ساعدني على الهرب فعل فعلته.
اثبت انه لا يملك من المروءة شئ لم يستح مما فعله بي
استقبلوني ابشع استقبال
فانهالوا بالضرب على عظامي الخاويات و حبسوني في احدى الحضائر ومنعت من الطعام و الشراب ليومين
و رجعت كما كنت للخدمة مع تشديد المراقبة لكي لا اعيد الكرة
اين انت يا امي؟
لتشاهدي ماذا حل بتلك المدللة
ليتك ولدتيني ذكرا عكس ما قلتي لاخوتي لا اضع اللوم على احد منكم بل على مجتمع بائس يتاجر بالاناث ويجعل منهن ثمنا لاخطائهم تبا لهم وتبا لي لكوني منهم .
نور جابر – بغداد